Tue,Apr 23 ,2024

قصة هبوط

نبيل أحمد الخضر

تحميل


على امتداد البصر كانت المدرجات الخضراء تبدو كسلاسل من موجات بحر أخضر اللون أو كأنها درجات لعفريت ضخم يصعد بها إلى أعالي الجبال يحلم بأيام خوالي كان يصعد فيها إلى السماء لكي يتلصص.

 

كانت كلها ملكا لأجدادي أورثوها لأبنائهم الكثر وبالطبع كان منهم والدي، كان غبيا وفى تجويف رأسه عقل يشكو من الترهل …وكان لديه الكثير من مدرجات الوادي الصاعد من أعمق الأعماق إلى عنان السماء.

 

الجبل ما يزال شامخا إلى ما فوق الغيوم أو كأنها الغيوم هي من عشقته فهبطت من عليائها لتحتضن قمته بشغف.

 

في صباه كان والدي يبيع كل ما يملكه.. كان مصابا بغباء مزمن.. باع كل ما يملكه بالأرخص والرخيص وليس كما يقولون بالغالي والنفيس …كانت لقطعه الحلوى وقع السر والمطحن المشبك وقع الصاعقة عليه فكان يبيع قطعه الأرض هذه بقطعه حلوى وقطعه أخرى بقطعه مشبك حتى أتى على كل ما لديه.

لا أعرف فربما ذوبان الحلوى داخل فمه يجعله كالمنوم مغناطيسيا يضرب بختمه على ورقه البيع البنية اللون والطويلة إلى ما يقارب المتر حتى أصبح لا يملك من أرضه شيء.

 

على إمتداد البصر كان لي ارض وتراب وشجر ولكني ألان لا املك شيئا واحرث تراب أرضى التي أصبحت ملكا للآخرين بقطعه خبز جافه أو حفنه قات.