Sat,Apr 27 ,2024

لعب أطفال

نبيل أحمد الخضر

تحميل


في الطرقات المتكسرة.

في الشوارع الخراب.

بجوار البيوت المهدمة.

أطفال يقهقهون وهم على عربة يد مليئة بحاويات بلاستيكية.

يدفعها شقيقهم الاكبر ليذهب ليحضر ما تحتاجه أسرته الكبيرة من مياه الشرب التي انقطعت عن البيت مع أول أيام القصف.

من هناك.

من على بعد جبل وبضع هضاب.

هو يدفع وهم يضحكون

هو يدفع وهم يضحكون

كأنها ملاهي ديزني لاند.

وليسوا على عربة يد تصدر طنينا أكثر إزعاجا من طنين ركبتي عجوز تجاوزت المئة عام.

وهناك على حنفية عمومية ينتظرون على رصيف ما شقيقهم الأكبر.

يواصلون القهقهة.

ويستمرون في اللعب.

على أنغام رصاص ينطلق من لا مكان.

لا شيء يغلب الفرح.

ليس ملك خرف.

أو زعيم تائة.

أو سيد جلف.

او رئيس .......

ضحك الاطفال لا يمكن أن تهزمه الجيوش.

فرح الاطفال لا تغلبه الصراعات.

فعلى أنقاض البيوت المهدمة تجد قطع الجص منتشرة على بعد أميال من بيت تفجر بالأمس.

يلتقطها الاطفال بسعادة.

يتذكرون أيام الطبشور.

والمدرسة.

والكرسي والطاولة والسبورة السوداء.

هنا الاسفلت يصبح سبورة وطنية.

يكتب عليها الأطفال.

بقطع الجص الكبيرة على أكفهم الصغيرة.

دروسهم الصباحية

1+1=2

أ

ب

ت

ث

ج

حمار. ثور

لون أحمر. لون أبيض. لون اسود.

قطة بدون ذيل.

كلب بدون اذان.

بقرة.

فراشة .. بل فراشات.

ورد ... ورد .. ورد .. ورد.

يملئون الشارع بورود بيضاء متناثرة على الاسفلت الأسود.

يبشرون بالسلام والتسامح.

بالحب والغرام.

يرسمون علم وطنهم. على الاسفلت.

يكتبون اسمه.

يحددون خريطته على الأسفلت.

يوثقون حكايات الجدات على الاسفلت.

يشتاقون لأيام المدرسة.

والكتابة على لحم الورق الطري.

وروائح الطباشير الحقيقية

صديقهم الطبشور الذي لم يتركهم في المدرسة ها هو تفجر من جدران البيوت وتناثر في الشارع.

ليصبح مشاعا بيد كل طفل.

يحدد لهم منطقة العابهم.

يحددون به منطقة الوسط ومنطقة 16.

يحددون به الوقل.

والدائرة التي لا يجب أن تخرج منها أي حجرة أو زر من الازرار.

يحددون عبر ذلك الطبشور.

المتناثر من بيوتهم المتهدمة

حياتهم اللعوبة الفرحة.

ويمارسون الضحك.

  • أكتب اسمي بالإنجليزي على الاسفلت يا استاذ نبيل.