Sat,Apr 27 ,2024

نور أهل صنعاء

نبيل أحمد الخضر

تحميل


في الحرب ... زادت الظلمة والظلام. وغرق الجميع في العتمة.

ذهب نورهم فاستبدلوه.

بشمع ترسم على وجههم المتعبة رقة الذهب وليونته.

تمضي في الشوارع الداكنة لمدينة يغلفها الظلام، لا تجد فيها الا نوافذ تشع بلون أصفر، يوحى بالدفء.

والكل يتجمع حول الشمعة ... بحثا عن ضوء. لتصبح كل ليله من ليالي صنعاء تعيش حاله عيد ميلاد.

 كأنهم يحتفلون بعيد ميلاد جديد لوطنهم.

كل ليله.

كأنهم يلعبون العابهم في تلك الغرف الذهبية احتفاء بهذا الميلاد المجيد لأرض هي وحدها من تستحق التمجيد.

والقمر الفضي يبتسم، يكافح معهم.

هو لا يملك ضوء الشمس ولكن بما أتاه الله من نور يحاول أن يسهم في الاحتفاء بهذه الليالي.

 يتعاقد مع ضوء شمعه صغيرة مسندة على نافذة منزل فقير.

هناك.

في أقصى عتمة المدينة.

يتشابك النوران، نور على نور. ينيران درب أنبياء هذا الزمان.

ممن:

أهينوا.

ضربوا في الشوارع.

حاصرتهم نيران الأرض.

لهب السماء.

ولكنهم يخرجون كل ليلة وكل واحد منهم سليما معافى.

ويخطر في الأفق شبح، في يده شمعة ذهبية، يوجهها صوبي وترتسم على ثغره ابتسامة محب ويشير لي أن أقترب.

  • تعال أتعشى معانا يا استاذ نبيل.