Sat,Dec 21 ,2024
في زحام البيت. كانت والدتي التي فاجأتنا قبل يومين بخبر سعيد. لا يحصل الا كل سنة مرة على رأى السيدة فيروز.
- سرجوا بيت جاركم.
- أمانه ...يعني إحنا بعدهم كلمي العيال والبنات والناس كلهم كل واحد يتجهز!!!
كانت والدتي فخورة بعد أن هداها الله الى كشف أحد الستائر المطلة على بيت الجيران ومشاهدة غرف بيتهم مضاءة بالكامل.
هذا يعنى أنه سيتوفر لنا ساعة كاملة من الاضاءة نستطيع فيها القيام بكل الاعمال المتراكمة خلال تلك الايام الفائتة وقد أصبحنا متعودين عبر خبرة سنوات متراكمة على أننا في الطابور مباشرة بعد بيت الجار. فمربعهم مختلف عن مربعنا الجغرافي برغم تجاورنا. وبدأت والدتي بإخبار كل من في البيت.
- خبر عاجل ... سرجوا بيت جارنا!!
- محمد .... خبر عاجل ... سرجوا بيت جارنا!!
- إيهاب. خبر عاجل ... سرجوا بيت جارنا!!
- عادل. صحي زوجتك. قل لها. خبر عاجل. سرجوا بيت جارنا.
لابتوب نبيل.
لابتوب عائشة.
التلفونات كل واحد اتصل بالقوابس وبداء ينتظر الشحن وبعضها كان يرن فرحا بالخبر العاجل.
إحداهن تجمع ملابس العائلة لكيهن ...والام تجمع الملابس المتسخة لغسلهن والرجال يسارعون للريموت وإخفاءه ليشاهدوا ما تذكره الجزيرة في "حصاد اليوم".
عادل يساعد الجميع فلم يكن لديه إلا تلفون قديم أهداه له صديق له في زمن غابر ولكنه يتميز بأن ساعة الشحن قد تظل أيام في التلفون قبل أن يحتاج إعادة الشحن.
الكل مستعد. الكل منتظر...الكل بدأ أشبه بوضع الاستعداد في مسابقة400متر جرى.
وانطفاء بيت الجيران بعد ساعة من العيش في:
نعيم النور.
فردوس الضوء.
خمس دقائق مرت
عشر دقائق مرت
نصف ساعة مرت
ساعة كاملة مرت.
تثاءبت الوجوه ... العيون أغمضت. اهتزت الابدان فزعه بسبب عراك قطط في حوش المنزل.
تثاءبت الوجوه من جديد. العيون أغمضت. اهتزت الابدان بسبب صوت طلقتان في شارع مجاور.
تثاءبت الوجوه العيون أغمضت. اهتزت الابدان بسبب صوت ارتطام صاروخ بقمة جبل نقم.
تثاءبت الوجوه. العيون أغمضت من جديد. اهتزت الابدان بسبب صحو سمر للذهاب الى الحمام.
تثاءبت الوجوه.. العيون أغمضت من جديد. اهتزت الابدان بسبب صحو سمر مجددا للذهاب الى الحمام.
تثاءبت الوجوه. العيون أغمضت من جديد. اهتزت الابدان بسبب صحو سمر للمرة الثالثة للذهاب الى الحمام.
تثاءبت الوجوه بتعب. العيون أغمضت بشكل كامل. لم تهتز الابدان حتى بعد أن عادت القطط للعراك. والرصاص للإطلاق والصواريخ للانفجار وسمر الذاهبة الاتية الى الحمام.
الكل نـــــــــــام.
وفي صباح اليوم التالي كانت سمر تأكل الافطار وهي تعاتب والدتها:
- يا ماما كنات أمس بطني توجعني وأنتي ولا أعطيتني حبه دواء وما قدرت أرقد.
- كنت مشغولة بالكهرباء وياريتهم ولعوها!!!
- يا ماما ولعوها بعد ما أنتم رقدوا. أنا ما قدرت ارقد فجلست اتفرج على قناة الاطفال.... ولعوها ساعتين... والله.
- خذ هذه الطفلة تنام عندك أنت وزوجتك لا تجيب لنا جلطة يا نبيل ...!