Sat,Dec 21 ,2024
من كان يعتقد انه سيشتاق الى كأس ماء بارد في زمن الفريون.
هنا أصبح لمنظر كاس زجاجي غليظ. طويل. متخم بقطع الثلج. متعرقا بقطرات ندى ترسم على هامته الشهية منظر سحري بهيج.
الكل يلاحقه.
الكل يتمناه.
الكل يعشق لذوعته الباردة على ألسنه شققتها الصيف والحرب.
ومع ذلك ...
ترى الناس ينزلون بخزانات مياه صالحة للشرب يوزعونها مجانا.
أناس أخرون ينزلون بقطع ثلج أصغرها كجلمود صخر حطه الحب من عل.
يوزعون البهجة.
يشيعون الارتواء.
يساهمون في خلق قطرات عرق لامعة على جبين أسمر لطلفه مشعثه الراس. حافية القدمين. تضحك بكل ما أتاها إله الضحك من ضحك.
وزوجة جديدة وسعيدة.
في سوق تاريخي تقلب بين اصابعها المزخرفة بنقوش الحناء "دلال " مياه جديدة وتناقش زوجها عما هو الأفضل.
دله بحنفية؟
دله بدون حنفية؟
تشاغب زوجها بسعادة وهي تتقمص شخصية شيرين في مسرحية المتزوجون رافعه "الدله " الى حضنها قائله له:
- قله حبنا!!!
ليضحك الزوج والبائع، تبتسم الدلال
وتفتر عن ثغر التراب بسمة راضية مرضية ...
أطعم ...كيف حقنا الدله تبرد الماء. والله أحسن من الثلاجة يا استاذ