Mon,Dec 30 ,2024

علف الشيخ

نبيل أحمد الخضر

تحميل


وصل الشيخ سريعا/ فلم تكد الإشاعة/ الخبر/ النباء/ يسرى/ ينتشر/ في عموم القرى/ البيوت/ المنازل/ الدور/ حتى ركب/ ارتحل/ هو ورجاله/ أعوانه/ طغمته/ بطانته/مسرعين/ مهرولين/ إلى القرية التي حصلت/ حدثت/ فيها الجريمة.

 

كانت جريمة قتل/ شخص ما/ رجل ما/ إنسان ما/ تعارك/ تشاجر/ تقاتل/ مع صديق له/ قريب له/ جار له/ فسارع أحدهما إلى طعن الأخر/ ذبح الأخر/ قتل الأخر/ ومن ثم هرب/ ابتعد/ ارتحل إلى البعيد/وما تزال أسرته/ أهله/ أقربائه/ منغمسين/ غارقين/ في مشكلته/ مصيبته العويصة التي ابتدعها/ قام بها.

 

وبدأت المقايل/ الجلسات/ الاجتماعات/ تتكرر/ تتواتر/ أسره القتيل/ المطعون/ المفعول به/ تجلس هناك في الديوان/ كئيبة/ حزينة/ غاضبه/ مزمجره/ أسره القاتل/ الطاعن/ الفاعل/ تجلس هناك في الديوان/ فدى الجهة المقابلة/ تبدو على وجوههم/ تظهر على وجوههم/ إمارات/ علامات/ الكأبة/ الحزن/ الحذر/ الخوف/والكل ينظر/ يبحلق/ في وجه الشيخ.

 

يكاد الشيخ أن ينطق بالحكم/ يكاد الشيخ أن يتفوه بالحكم/ يكاد الشيخ أن يصرخ بالحكم/ يكاد الشيخ أن يتلو عليهم الحكم/ في الحقيقة أحس/ استشعر/ أهل القاتل/ أسرته/ الخطر/ أحسوا بذلك/ خمنوه/ اعتقدوا ذلك/ وفى لمح البصر/ في اقل من لمعه البرق/ دخل شقيق القاتل إلى الديوان/ بما استطاع/ قدر أن يحمله من عيدان القات/ كانت أوراقها تلمع/ تتلألأ/ تحت أضواء القناديل/ كل شخص في الديوان/ داخل المقيل/ كان ملتصقة بها وهو يزدرد لعابه وكذلك فعل الشيخ.

 

ساد الهرج/ المرج مره أخرى في الديوان/ أسره القتيل ما زالت كما هي/ غاضبه/ مزمجره/ أسره القاتل ما زالت كما هي/ حذره/ خائفة/ وبدا أن الشيخ سينطق بالحكم .

 

تغامزت أسره القتيل/ أرسلت فيما بينها البين/ عبر الأعين/ حركات الشفاه/ الإشارات باليدين/ أجهزه الهواتف المتحركة التي يملكها الجميع حتى الأطفال/ عبارة واحده/ الشيخ سيحكم ضدنا ولن يوفينا حقنا.

 

ونهض شقيق القاتل/الجميل/ الطويل/ الهزيل/ النحيل/ وفى لحظات كانت خمس شجرات من القات قد تعرت تماما من أوراقها وأصبحت ترتجف من البرد.

 

ودخل شقيق القاتل/ الطويل/ الهزيل/ النحيل/ وهو يترامى/ فقد كان الحمل ثقيلا/ والشيخ اخرج لسانه/ وكأنه كلب قتله العطش/ورجاله/ أعوانه/ طغمته/ بطانته/ سالت من أفواههم قطرات اللعاب وبدأت تقطر على ثيابهم.

 

لم يستطع أحد حساب السرعة التي التهم بها الشيخ و/ أعوانه/ رجاله/ طغمته/ القات/ الأحمر/ الحاف/ الذي لون أوراقه كالدم/ كل ما فعله الحاضرون أنهم أغلقوا أعينهم/ فتحوها/ فإذا أوراق/ عيدان/ جذور/ ديدان القات قد أصبحت في فم الشيخ ومن جاء معه.

 

بالطبع أحس أهل/ أسره/ القاتل/ الفاعل/ بالخطر/ الشيخ بدا يتلعثم في حديثه/ كلامه/ يتأتى/ يفأفئ/ يكأكى/ وأصبحت حالته مزرية.

 

لمن سيحكم الشيخ؟/ لمن؟/ ضد من؟ / على من؟/ لمن الحكم اليوم/ سارع شقيق القاتل/ بتعريه خمس شجيرات أخري/ لحق به شقيق القتيل ليعمل على تعريه خمس شجيرات أخرى/ ألذ طعما/ أكثر عصيرا/ أعظم تخديرا .

 

والشيخ وأعوانه/ الشيخ ورجاله/ الشيخ وظغمته/ الشيخ وأذياله/كأنهم الجراد الذي لا يبقى/ لا يذر/ ويكاد الشيخ أن ينطق بحكمه/ أن يتفوه به/ أن يتلوه ولكن ربط القات تدخل بالعشرات من باب الديوان.

 

الكل يعمل على تعريه شجيراته/ الكل يسارع إلى فضح ستر شجيراته/ ثيابها/ لتبدو الشجيرات وكأنهن/ راقصات استربيتز/ محترفات/ متعريات.

 

لا صوت في الديوان يعلو على صوت القات/ حتى صوت الشيخ/ وشيخ الشيخ/ وشيخ شيخ الشيخ/ وشيخ شيخ شيخ الشيخ/ وشيخ شيخ شيخ شيخ الشيخ/والنطق بالحكم ما يزال بعيد/ على الأقل حتى تخلع جميع شجيرات القات ثيابها وتصبح عارية كما ولدتها أمهاتها/ أو ربما سينطق بالحكم عندما يشبع الشيخ و/ أعوانه/ طغمته/ رجاله/ الجراد الذي آتي بهم معه.