Sat,Dec 21 ,2024
(1)
ذهب الحاج هادى إلى المدرسة ليعيد إبنته إلى المنزل، طوال عمره لم يتركها تذهب أو تأتى وحيده، رغم أنها في الثانوية ألان.
فتحت بوابة المدرسة وتدافعت ألاف الفتيات فصرخ متعجبا كما يحدث كل يوم:
- هل كل بنات اليمن يدرسن هنا!!!
(2)
مرض الحاج هادى مرضا مهلكا وقد أسعفته الأسرة سريعا ولكن في المستشفى ظل ينتظر طويلا، طوابير المرضى على شباك التذاكر، طوابير المرضى على أبواب العيادات، طوابير المرضى على الصيدليات، الكل يتألم مع انتشار الأوبئة والامراض في اليمن منذ بدء الحرب وصرخ متألما:
- يا رب هل كل أهل اليمن مرضى؟؟
(3)
صدر التقرير بالسفر العاجل للحاج هادى للعلاج، في الجوازات كان الزحام على أشدة فالجوازات أصبحت نادرة وقيمة الجواز الواحد أصبحت بقيمة سيارة.
لم يستطع الحاج هادى الحصول على جواز سفر إلا بشق الأنفس وهمس لمن بجانبه بإرهاق:
- هل كل من في اليمن يريد السفر!!
(4)
بدأت حملة الشراء في الأسواق لتوفير كل ما يريد الحاج في الغربة، من حظه التعس أنها كانت أيام عيد كانت الأسواق تطفح بما فيها، كل ملتصق بالأخر و بعد أن انتهت أزمة التسوق سجد ركعتين شكرا لله وكشف رأسه صارخا:
- ما هذا كل أهل اليمن في السوق!!
ذهب هادي بعيدا وهو ينظر من خلال النافذة الى اليمن من تحته.. أحس أنه لن يرجع إليها مجددا وأن هذه النظرة لكل ذلك الزحام لن يحس به مجددا.
يعرف أنه كان يكره الزحام عندما كان في وسط الجمهور ولكنه الان ما أن ابتعد وأحس بالغربة في كرسيه على الطائرة حتى أحس أنه لن يشتاق لشيء بقدر ما سيشتاق للزحام بين جمهوره.