Sat,Dec 21 ,2024
مع أذان الظهر ضاقت الدنيا في عينيه، جف حلقه، ظهرت له الدنيا بغيضة وبشعة وكل شيء سيء ألصقه بها.
كان يتلفت يمينا وشمالا كاللص، ينظر إلى الأعلى والأسفل كسحلية، الأمل الكبير يسيطر علية، كان يحس أن الله لن يتركه يتعذب هكذا وسيلقى له بقطعه نقدية تكفيه تخزينه اليوم.
السماء فارغة إلا من الطيور، الأرض مليئة ولكن بالمهملات من قوارير وعلب ولم يحدث أن أمطرت السماء نقودا إلا في الأفلام الأمريكية، ولم يحدث أن أخرجت الأرض كنوزا إلا في المسلسلات المصرية.
كان يحلم بأن غابة الأمازون تحولت إلى أشجار قات بلا عدد وأن القات يوزع مجانا ولا يباع كبعض الكتب الدينية التي بحجم الكف.
بدأت أعراض الشقذه تظهر على وجهه وجسده. أنيابه ظهرت حادة لكل من يمشى على اثنتين وعلى ثلاث بل وعلى أربع، كاد نزاع منها أن يتطور إلى قتال مع أحد ما يعاني شقذه مماثله.
ساعة مرت ولم يجد نقودا أو حتى شخصا بعرفة يرمى له ببعض أوراق وإن كانت جافه! باب البيت ظهر أمامه صغيرا كسم الخياط، عيناه قزمت الأشياء حتى أنه فكر.. كيف سأدخل من هذا الباب؟؟
ووجد ما كان يحلم به، كان خاتم والدته يرقد بأمان في أحد الرفوف، تركته حتى لا تسقط زينته من حجر الياقوت المرصع به.
سارع بأخذه ونظر إلى الباب فإذا به قد تحول إلى باب ضخم، أكبر من باب اليمن.
في النهار ظل يأكل القات ولم يكن يزعجه إلا صوت والدته التي كانت تبحث وتصيح متهمة جميع من في المنزل واعترافها أنها لم تعد تملك إلا دبله الخطوبة وعندما سمعها قال في نفسه
- إحتفظى بها للأسبوع القادم!!!