Thu,Apr 25 ,2024

مركزية

نبيل أحمد الخضر

تحميل


ها أنت... وها سلاحك بين يديك ... الذي أثبت به قوتك على مدار الدهر. ها أنت وها سلاحك الذي أثبت به مركزيتك على مدار الزمن.

تركت، تركت من خلفك؟؟ زوجتك، أطفالك، والديك، نبتتك المفضلة، كلبك الشقي. وجئت. جئت لتنتهك زوجات الآخرين وتقتل أطفالهم، وتساهم في عملية احتضار أبائهم ... تقتلع أشجارهم، وتشرد كلابهم ليصبح هناك كم لا حصر له من كلاب ضالة.

كلاب ...لعابها كالسيل يتدفق من الأشداق، كلاب سائبة لا تفكر إلا في خصيتيها. تتدفق في عصابات بحثا عن طعام اليوم، شراب اليوم، أنثى اليوم.

كم أنت مهتم فقط بإرضاء نزعاتك، تريد الحب حتى ولو كان اغتصابا، فقط تريد أن تفرغ غضبك المخزون في بني جنسك، وفى غير بني جنسك فأنت دائما تسارع بالتيمم إذا فُقد الماء.

ألم يكن عندك عرق من كرامة وأنت تضرب مقاومة من ظلمت بيد من حديد، حتى تصبح ساكنة، راضية، ممتنة ببركاتك التي تصبها كأنها غيث السماء، وأنت تنشج من فرط الشهوة وتصب من داخلك قذارتك. وتحس بالنشوة وأنت تشاهد الجميع يتقيئون عطاياك.

تكاد أرواحهم تزهق.

هاأنت وها سلاحك بين يديك تحتل أرضاً بكرً لحرثها، لا الأرض تصرخ مطالبة بالحرية والانعتاق، ولا أنت تصحو من غفلتك رغم مضى آلاف السنين وأنت ترفل فيها.

كأن التاريخ توقف عليك، وكأن الدنيا خلقت لك، وكأنك أنت العابد و المعبود .

ربما فى مرحلة ما تكتشف أنك مجرد حيوان ما ... عاش أبد الدهر في مرحلة سفاد لا تنتهي.