Tue,May 07 ,2024

فوضى

نبيل أحمد الخضر

تحميل


قال والكل يستمعون:

هذه الدنيا عجيبة، يقال أن رفيف أجنحة الفراشة يكون فوضى، فكيف بهدير طائره إف 16؟!

قال:

تدق النواقيس مكونة خوفاً فكيف بطبول الحرب حين تضرب، صراخ جنود يتدافعون.

ثمة شخص يسيرهم بالريموت كونترول، إلى الأمام سر، إلى اليسار لا تَدُر، إلى اليمين در إن شأت الظروف.

يمكنك دائما أن تتطرف في المسير ففي التطرف تكمن الأرباح والسيادة.

الحركة طاغية، العمل يبدو بلا نهاية، ولكن لا وجود لفائدة.

العبث وحده هو المستقبل.

إن كنت تبكي إبكِ وأبحث بجد عن شيء يجدر البكاء عليه.

قال أيضا والكل ما يزال يستمع:

إن بضع حركات تُنسى مع مرور الزمن، أو هي تنسى من ابتدعوها، تدافعت التيارات والمبادرات من كل جانب، تصدمنا من كل الجهات ونحن حيث نحن، حيث لا مكان، لا زمان.

قال:

أن الغبار يعلو الأسطح، وأن الساعات تخطو خطواً رتيبا، ودفتر عناوين العالم لا يحوي عنواناً واحداً يمكن الاطمئنان إليه.

أن الميكروفونات غزت العالم، الكل يستمع ويصفق، ميكروفونات قماشها مهترئ، مغناطيسها يمغنط نفسه، ثقوبها تخرج أصواتاً كثغاء حزمة من كباش، يقودها راع كذاب.

 اللعنة على الراعي والرعية وسحقاً للمرعى.

صرخ في القوم يوقظهم من سباتهم، وضرب على صدورهم بعنف كأنه الزلزال.

 أجيبوني:

على من تدور الدوائر.                           

على من تتربع المربعات.

على من تستطيل المستطيلات.

أما من مجيب؟

سكتت الرعاع.

سكت هو معلنا هزيمته.