Fri,Mar 29 ,2024

يافعة

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

 بالرغم من أن عمري لم يتعد الآن العاشرة إلا أنى أتعرض لمضايقات في كل مكان.

أخاف أن أذكر ذلك لوالدي فأنا أعرف تمام المعرفة مدى غضبة وعدوانيتة تجاه كل ما يمسني بسوء... كما أنني ما زلت أتذكر حين اشتكت له شقيقتي الكبرى عن تعرضها لمضايقات في المرعى كيف انه أكتشف فجأة ودون سابق إنذار أنها أصبحت امرأة كاملة رغم أنها في ذلك الوقت لم تتعد الحادية عشرة. صرخ حينها بالمثل الذي يقول    " زوج بنت الثمان وعلى الضمان".

 كان يعتقد أنها ما دامت أدركت معنى كلمة مضايقة. وما دامت تعرضت للمضايقة فستبدأ باكتشاف جسدها وباختباره لتسقط بعد ذلك فيما لا يستطيع هو نفسه على التفكير به سرا أو علنا. فأسرع في لمح بصر بإرسالها إلى بيت زوجية ما.

كنت أخاف أن أخبره لأجد نفس المصير ينتظرني، ما زلت صغيرة... وأخاف من كل شيء. من عواء الكلاب من حولي. ومن تحديق الرعاة بي، كنت أكرههم جميعا. الأغنام والمرعى والجبال والسماء عندما أحس بأي نظرة تدرس جسدي.

 

 

 

أخرجني والدي من المدرسة في الصف الثالث بعد أن أصبح مكان الراعية شاغرا منذ زواج شقيقتي... كان يكفيه أنني استطعت أن أقراء بعض سور قصار.

قال حينها أنني أصبحت أملك الآن ما أمارس به عباداتي على مر العمر.

كرهت كوني أنثى. يجب عليها أن تخجل من كونها كذلك... ويجب عليها أن تظل طوال الدهر في موقف الدفاع.... وكرهت كوني لا أستطيع أن أستمر في حياتي بشكل طبيعي محققة الحلم الذي راودني وأنا أشاهد المدرسة تعطينا الدروس بحنان وحب.

أحسست أن كل هذا الضيق وكل تلك المضايقة هدفها الوحيد هي أن تجعلني في دائرة مفرغه أعيش فيها وكل من حولي من النساء وحتى حفيداتي في المستقبل سيعشن نفس المصير ويا لرداءة المستقبل.