Sat,Dec 21 ,2024

مداءات

نبيل أحمد الخضر

تحميل


هذا المدى لي. وأنت لك مداك.

ما بالك تخطو على غير هدى. تتخبط في المداءات كأنك جاهل... وأنت في النهاية كائن خبيث... تعجنها بعضها ببعض لتتيح لنفسك فرصة الاصطدام.

أنظر إلى الإسفلت تجد في الوسط خطوطا بيضاء تفصل السيارات.

 أنظر إلى الكون تجد السماء منفصلة عن الأرض. وأنظر إلى الأفق ساعة المغيب تجد أن هناك فاصلا واضحا ما بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

إنك تدمر سنه الكون... تحاول أن تتداخل لتلاصق جسدك بآلاف الأجساد من حولك.

هذا المدى لي. خاص بي... وأنت تقتحم خصوصيتي معتمدا على تراث تاريخي يسمح لك بالقفز على خصوصيات الآخرين لمجرد ذكوريتك.

ها أنت تتقافز كقرد على سيرك عالمي. وتضحك منتشيا وقد أصبت هدفك وتعتقد أن التصفيق الحار ناتج عن حرفيتك. وأنك تقدم للكون بدعا من بدائعه وعروض مبهجة لسحرك البغيض.

 

 

 

 

تتوتر حينما لا تستطيع عجن الكائنات ومسح المساحات وطرحها في كوفيتك السحرية لتخرج على العالم بمنديل احمر تعتقده رمزا للحب والغزل وهو رمز لوحشيتك ودمويتك.

هذا المدى لي. وأنت لك مداك.... حتى ولو جمعتنا الأقدار في طريق واحد فما تزال الخطوط موجودة وما يزال كل شخص مستقل بذاته.