Fri,Apr 26 ,2024


وحكت لي والدتي وهي تفتح عينيها على أتساعهما دلاله على أهمية الحكاية عن الشاب الذي خرج إلى الشارع ليتغزل بالنساء ويتحرش بهن وذات نهار كشفت له إحداهن عن وجهها فإذا هي والدته.

وحكى لي فقيه ما على شريط كاسيت عن شاب يضايق النساء لتكشف له أحداهن عن وجهها فإذا هي شقيقته.

إنهم يغتالون الحب... يحاربون البهجة... والدتي أعرفها من وسط ألاف النساء. دائما ما القاها في السوق لأساعدها في حمل الخضار وأعرفها... أكتشفها في عمق السوق وهي تجادل البائع وأنا ما زلت في بوابته.

شقيقتي دائما ما اكتشفها وسط كتله سوداء لمئات وآلاف الفتيات الخارجات من المدرسة فلها دائما بريق مختلف.

كنت مطمئنا من هذه الناحية ولست أخاف إطلاقا فنسائي حتى ولو كنت أعمي سيكتشف أنفي رائحتهن وستكتشف أذناي رنين أصواتهن.

في شوارع تتلوها شوارع صرت الأحق البهجة. أجمع التجربة. سنوات طويلة مرت. لم يصادف أنني اصطدمت حتى بقريبة لي من الدرجة العاشرة.

لن أسقط في براثن الحكاية. لن أدع نفسي محملة بتحذير الفقهاء وحكايات ما قبل النوم للأمهات.

لسنوات لم أسقط... محترف أنا بشكل لا يصدق... أصبحت كافرا بمقوله “ كما تدين تدان" فهي مقوله كاذبة !!

في يوم ما شاهدت جوهرة سوداء تمشى في أفق أبيض لشمس كاملة التوهج.

خلفها شابين يحاصرانها ذات اليمين وذات الشمال. كنت أحس بالغيرة للسبق الذي كسبوه قبلي... كنت أحس بالحقد لاصطدامهم بها مرات ومرات وأنا ما زلت في سيارتي ألاحق الريح.

اقتربت الجوهرة... وخلفها صائدوها وكلما اقتربت زادت غيرتي. ليزيد بعد ذلك حنقي. وليرتفع غضبى. واندفعت لأهاجم الشابين. ودخلت معهم في عراك عنيف... بعد أن صرخت الفتاه متألمة من قرصه أحدهم. فعلى بعد أمتار فقط اكتشفت أن كتله السواد تلك لم تكن سوى شقيقتي!!!