Sat,Apr 20 ,2024


كانت عيناه قد ضعفتا من التحديق المستمر بالذاهبة والأيبة في الشارع الذي يسكنه.

ذلك الشارع الذي أكتشف في وقت مبكر إدمانه البغيض وحاربه الجميع لينزوي أخيرا في ركن بعيد عالي في سقف المنزل.

تذكر العام اليتيم الذي عاش فيه زواجا تعيسا تخللته المشاكل قبل أن يفترق الاثنان في طلاق بائن.

في غرفته العالية كان يمسك منظاره المقرب الذي اشتراه بمبلغ كبير لجودته ويمارس من خلاله لعنه التحديق في الشارع وفى نوافذ البيوت المواجهة.

أدمن التلصص. وانغمس في خصوصيات البشر من حوله. يشاهد ويشاهد من خلال منظاره المقرب.

الأيام تمر. لتتكون الشهور. لتتكون الأعوام وسريعا أصبح حتى المقراب بدون أي قيمه.

الجوع يسكنه. يرغب بالتحديق. لعنه التحديق تطارده... حاول سد الجوع بتذكر مشاهد كانت في الماضي ولكن. لم يستطع أن يستعيد مشهدا واحدا.

 

 

 

كان كل ما شاهدة يبدو كسراب بقيعة يحسبه الضمأن ماء.

شاهد نفسه في المرآه ولأول مرة يشاهد نفسه في المرآه منذ دهر. أفجعه لون شعرة الأبيض تماما. تجاعيد وجهه... فجوات فمه... كل مشاهد حياته كرت أمامه.

لم يحس أنه قام بشي ذو قيمة طوال حياته الطويلة...لم يحس أنه ترك بصمة واحدة في هذه الحياة. فقط منظره وهو يحدق من خلال العدسات المقربة هي ما مارسه لعقود من الزمن وانقضت حياته ممارسا فقط لعنه التحديق.