Thu,Apr 25 ,2024

عض رغيفي

نبيل أحمد الخضر

تحميل


إلى متى سأظل على هذه الحال. هل طويلا؟!

ما يزال عند كل حديث معي يلمح تارة...يصرح تارة... يهدد. يتوعد.... يمارس الاستجداء. ثم الإغواء ثم الاستعداء، يستثمر كل ما في جيبه من أوراق ملونة.

مع كل صباح أستقل فيه باص العمل. أحس أنى ذاهبة إلى مستنقع تملؤه الأخطار وأنني يجب أن أظل طوال اليوم أقفز وأقفز على النتوءات الحجرية حتى أصل إلى ارض صلبة يمكن العيش فيها بأمان وكرامة.

كعادته مكتسيا بالبهرج والأموال.

كعادتي ملتحفة بالالتفاف والتملص.

كعادة الجميع التوجس والثرثرة والمراهنات.

ها قد بلغ مبلغه من الجنون. ها قد بلغ مبلغه من التبجح... وها قد بلغت مبلغي من الغضب...والخوف.

عندما رميت أوراقه في وجهه. عندما بصقت على ملامحه. أحسست أنى أتخلص من جبال غضب كنت أحتملها.

 

 

 

لم أفكر حينها بالأسرة الممتدة إلى تنتظر خبزا... لم أكن أفكر بالأم التي تمسح راتبي ورقة... ورقة وكلها أمل أن تتوالد الأوراق وتتضاعف

كل ما فكرت فيه هو عزتي التي أخذتها منه ومن كل من حوله... وان الحياة يمكن أن تستمر بدون الخبز ولكنها لا تستمر بدون كرامة.