Thu,Mar 28 ,2024

شباك وصنارات

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

تنتابني كثيرا أحاسيس بأني سمكة في محيط حيتان شرسة. يجب عليها أن تهرب دائما. أن تختفي. وأن تتقن دائما فن التمويه.... ودائما ما يبدو على تلك الحيتان تحفزها الدائم للافتراس ولإلقاء الشباك والصنارات على أمل أن تقع بعض الأسماك هنا وهناك.

أفتح النافذة لبعض التهوية لأجد شخص ما يقف في الشارع. متصلبا. يرسل بعينية رسائل متسارعة على أمل أن واحدة منهن ترجع بصيد ثمين.

يرن جرس الهاتف لأسمع في طرف بعيد. تنهدات تدل على حرقة كاذبة ولوعه مقتلعه. ووعود قبيحة.... وتتغير شرائح الهاتف لأحظى كل حين بشخصية جديدة بعيدة عمن يعتقدون أنهم يقدمون لها بركاتهم السخية.

في المدرسة. في الشارع. في العمل. في مركز التسوق.... في كل مكان أذهب إلية... يجب أن أهرب باستمرار... وأن أحترف الالتفاف حول ألاف الحبال المتدلية من سقف السماء وكل حبل على طرفة إعلان.

أن أصعدى إلى عوالم المتعة.

في مراحل ما... تظهر أمارات الإرهاق كبيرة على كل شيء حولي. تركيز. تركيز... على كل شيء حولي حتى لا أقع... أرغب بأن أعيش بهدوء. ضغط كبير أمارسه دائما على نفسي... لأكون حذرة في حياتي... خطواتي.. نظراتي... حريتي.

 أصبحت معدتي عصبية لا تتقبل إلا النادر والقليل من الطعام... القولون العصبي يدفعني في بعض الأحيان إلى ألم لا يطاق... القلق... القلق.... داخلي. وحولي... أتنفسه. وأعيش به.... أحس أن كل أمراض العصر تكالبت على رغم أنى ما زلت في العقد الثاني فقط من عمري.

وما تزال الصنارات معلقة على مد البصر... وما زالت الشباك ممدودة في كل البقاع. والقفز بحذر... وبقلق هو المسيطر ضمن عالم مجنون