Sat,Dec 21 ,2024
وها أنا بين حجري رحى. كل واحدة تسحقني من جهتها بكل ما أوتيت من قوة. وتستنزف كل القوة التي بداخلي.... أهو دين لكل الرجال. أم ماذا... أسافر كثيرا كناشطة في مجال نسوى في بلدي... ولكن كل هذه القوة والانفتاح لم يجعلني بمعزل عن كوني في نهاية الأمر وبغض النظر عن كل شيء... امرأة.
أنا محجبة... وهذا في بلدي يعطى فكرة لمن حولي أنني ربما أكون منفتحة أكثر من غيري من النساء ويعطى ضوء أخضر لمضايقتي. هذا الضوء الأخضر هو في عقولهم فقط ولست أنا من ابتدعته.
أنا لست منفتحة... لمجرد أنني ارتدى الحجاب. ولست متاحة لأنني كشفت وجهي بخلاف نساء كثيرات غيري.
حاولت وأحاول. ناقشت وأناقش... صرخت وما زلت أصرخ. يقتنع البعض وعلى مدار الأيام أحتك بأناس جدد يحتاجون إلى نفس المحاولة ونفس النقاش ونفس الصراخ.
في سفرياتي الكثيرة إلى خارج الوطن... دائما ما أحظى بالاحترام والضيافة في محيط المستضيفين... الذين كما أنا لديهم مثلما لدى قيما إنسانية مشتركة ولكنى عند الخروج إلى الشارع هناك لرغبتي في أن أشاهد العالم وأن أتعلم من الآخرون كما تعلمت في وطني قيم العيش والمشاركة أرجع دائما مخيبة الآمال.
كم عدد المرات التي نزع فيها شخص ما حجابي بحجة أنني منغلقة... الكثير وكم عدد المرات التي تضايقت فيها من تحرش ما لشخص يعتقدنى لمجرد أنى محجبة أنني مقهورة وأعيش في ظل قوانين جائرة وهو وحدة من سينقذني ويحررني.
يالسخفه وسخف ما يفكر به.
في كثير من الأحيان ما أفكر أنني لم أعط هذا المجال حقه. برغم ما أدعية عمن أكون... أفكر كثيرا عن عدد النساء اللواتي يصمتن خوفا على حياتهن وعلى تعليمهن وأعمالهن.... وأفكر كثيرا في عدد النسوة اللواتي يصمتن خوفا من صراع دام بين الذكور بسببهن... وأفكر كثيرا في عدد النسوة اللواتي يصمتن لأجل كذا ولكذا. الصمت. الصمت. هو جذر كل المشكلات.
لي حق في الخصوصية. في القرار. هذا ما أعرفه. نظريا ربما... لا يوجد لأحد حق في التدخل في قراراتي. في تفكيري ربما.
قصة حياتي تملؤها هذه الحوادث وتتداخل فيها نتؤاءات محفورة في الذاكرة ولن تنتهي.