Sun,Apr 28 ,2024

تاكسي

نبيل أحمد الخضر

تحميل


كانت منهكة... ما أن جلست على الكرسي حتى داهمتها إغفاءة لذيذة. عززتها دفء السيارة في منتصف يوم مشمس.

لم تدر كم مضى من الوقت وهي مغمضة العينيين كانت تعتقد أنه لم ينتبه إلى الأمر ولكن يبدو أن إغفاءتها تثاقلت وأطلقت شخيرا يكشف غيابها عن العالم.

أحست بنفسها ضمن نفس السيارة وأنها كانت نائمة. وأن شخيرها فضح أمرها ووضعها الغير طبيعي.

أحست أن الوقت يمر بسرعة أكبر بكثير من المعتاد. فالليل يأتي سريعا والشمس تختفي بسرعة جنونية وأن الأضواء تمر من أمامها بسرعة والملامح تصبح بدون ملامح.

كانت تبتعد عن أضواء المدينة وتكتلاتها البشرية... تحس بأصابع غليظة تقرص ركبتها وترتفع وتنخفض. وتعاود الارتفاع من جديد... وهي عاجزة عن الصراخ أو الرد. وشخيرها ما يزال يعلو ويكشف غيابها عن العالم.

والأضواء تبتعد. والبشر يبتعدون... والأصابع تزيد من جراءتها... وسخونتها.

قلبها يدق بعنف... لسانها عاجز عن الحديث. انقباضات جسدها اللاإرادية تتزايد... قطرات عرق تهطل من جبينها على شفتيها لتحس بملوحة لاذعة تجتاحها.

 

 

إستجمعت قواها.

حاولت طرد الخوف من جوفها... تماسكت وبدا قلبها ينتظم في دقاته. لسانها المتحجر بدأ أنه قادر على الصراخ وبدأت تتحفز وتتحفز... لإطلاق الصرخة. وصرخت:

  • توقف؟
  • لم نصل بعد؟

واستفاقت. وحدقت حولها... كانت السيارة ما تزال دافئة. والشمس تخز ركبتيها بشعاع دافئ يرتفع وينخفض ليعاود الارتفاع من جديد.

 كان حلما.

البيت هناك أصبح قريبا وعلى مرأى البصر.

-        سأنزل هنا ؟! لاشترى بعض الأشياء!!

ومع نزولها إلى الإسفلت. نظرت الى الشمس بغضب... وواصلت طريقها إلى البيت.