Sat,Apr 27 ,2024

بلدي

نبيل أحمد الخضر

تحميل


كنت معتادة دائما على السير لمسافات طويلة لفقد الوزن الزائد... فمنظري الخارجي أصبح مزريا.... الجو الحار.... العرق يبلل كل ملابسي... نقابي شبة الواقع... كانت حالتي تكاد تصبح ضنكا وأنا أواصل السير وكلى حماسة وقوة.

مررت بالصدفة من جانب محل تجميل نسائي ومجموعه من الشباب جالسين بجواره يشاهدون الداخلة اليه والخارجة منه. وخرجت من أمامي امرأة أجنبية بكامل زينتها... والتفت الشباب إليها بنظرة عابرة دون أن يهتموا أو يتفوهوا بكلمة. ومن ثم حولوا أبصارهم جميعا باتجاه الشارع.

من حظي السيئ أنني مررت خلفها فإذا بهم يلحقون بي. يستمرون في السير ورائي. همسات. كلمات واضحة.... " ما فيش أحلى من البلدي".

كنت مصدومة. مندهشة... مستغربة.... هل يعقل أن الناس لم يعد لديها نظر إلى هذا الحد.... والبيت يقترب. أو أنا من أقترب منه... والشباب ما يزالون ورائي ونفس الهمسات. ونفس الكلمات.

عشت كثيرا وتعرفت على الكثير. وتعلمت الكثير... لكن الغباء والمرض في دنيا الرجل لم أكن لأفهمه أو أستطيع التعامل معه. الآن أو في المستقبل.