Sat,Apr 27 ,2024

الصمت

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

 كنت وما زلت تلك الفتاه المطيعة. المغمضة العينين. الخجولة. ذات الصوت الهامس. حتى بعد انتهائي من الثانوية واكتسابي مهارات اللغة والحاسوب ووصولي إلى السنة الرابعة في الجامعة.

في حياتي تعرضت للكثير من المضايقات. كنت أتعامل معها بالصمت دائما كنوع من    " التقية “وأواصل المسير. مرهقة. مستنزفه. غاضبة. كتومة على مدار الأيام.

في سنتي الرابعة في الجامعة كانت الإدارة قد قررت تكاليف إضافية على الشباب من الجنسين لمواصلة الدراسة ولم يكن هناك أي تفهم لحال الشباب وظروفهم وعن نفسي فلم تكن ظروفي بأجود من اقل واحد في الجامعة ذكرا كان أو أنثى.

كل ما قمت به خلال سنوات عمري الخمسة والعشرين الماضية ينهار. لم أكن أستطيع أن أتوقف ولم أكن أستطيع الدفع.

كل ذلك الصمت... والغضب المكتوم... والحلم بأن يكون الغد أجمل وأكثر أمانا سيضيع. لأجل ماذا كل تلك التضحيات.

 

 

 

 

 

كنت أول من صرخت. وكنت أول من كتب على صفحة كرتونه مهملة... أن لا.

واندفعت الجموع تؤازرني. كان أولهم الشباب... أحاط بي المئات منهم... مع كل ذلك الازدحام لم أسمع كلمة واحدة ذات مغزى قبيح. ومع كل هذا التجمع لم أشعر بلمسة واحدة ذات إيحاء.

وصرخت... لتتبعني المئات من الأصوات بالصراخ... فتيات دخلن إلى الجموع بقوة... الكل يساند الكل. والازدحام يشتد... والتجمع يكبر... ومع ذلك كل المضايقات كانت تختفي كأنها غير موجودة في قواميس الدنيا.

حصلنا على ما نحتاج إليه وتراجعت الجامعة عن قرارها وأحسست حينها أنني قوية. كما كل من حولي أقوياء.

وأن الهم الإنساني المشترك يجمع بين كل البشر وعند وجودة يختفي كل القبح.