Sat,Dec 21 ,2024
(1)
يا لكينونتك المائية.. كم تترع من سوائل تجرى في تعرجات شرايينك المرهقة
في حكايات الجدات ظهرت حوريات بحر تغوى الذكور وتستقطبهم إلى جزر معزولة تستنزف فيها فحولتهم.
لكن ما لم يحكنه الجدات ربما بسبب الخجل أو الحياء الأنثوي حكايات حواريي بحر مغويين يستقطبون إناث مرهقات إلى جزر معزولة يستنزفون هناك أنوثتهن.
عندما تعرفت عليك.. كنت واقفا هناك أمام بار عصائر متنوعة ترشف من كل عصير كأسا مترعة وتستخلص منها كل مذاقاتها وروائحها لتقدمها ممزوجة وشهية لمن تحب.. فهل أكون أنا؟
عندما تطلعت إليك كثيرا أحسستك تمتزج بنظراتي وأحسستك تتجه إلى واثقا أنى لن أرفض عطاياك.
وجلست أمامي بحرية واسترخاء.. مباعدا بين ساقيك... ومن دون أن أوافق وحتى من دون أن أرفض بدأت تحكى لي عن عالمك المجنون. ذلك العالم الذي جعلني أكفر بعالمي المتحجر.
ها أنت تلف أصابعك حول أصابعي وها أنا أخطو بجانبك كأني لا أملك حقا بالرفض وهل كنت سأرفض.
كم أحسست بك وكم تماهيت مع عالمك.. وكم أصبت بصواعق تجتاحني في سماوات ارتفعت بى إليها لنسترق سمعا لبض أحاديث الملائكة عن مستقبلنا نحن الاثنين.... يا لفيض مشاعرك.. أحس بها دافئة تغمرني بشلالات من نبع ساخن يقطنك.
(2)
كم حدقت في القمر حين اكتماله.. مكونا سره للسماء.. شهية.. تصبح عندها النجوم شعيرات تتناثر حولها بفوضوية.
كان ينفخ في نايه زفير رغبته ويتلمس بأصابعه النارية فوهاته فتصبح عندها فوهات براكين مشتعلة بعد طول خمود.. وتتدفق من بينها أنغام مغوية.
ها هي أنغامه تخرج منتصبة تبحث عن تجاويف أذني، تصب في داخلها. خالقة في عالمي كونا من خدر وخمول وتشبع.
والجسد يسعى خلف نغم ساحر يجذبني إلية بلا خيوط.. فقط ذبذبات صوتية تنفذ في مسام الجسد مستقطبة إياه إلى فراش من جمر.
ها هو يفترش الجمر.. ذلك الجمر الذي سلط على جسده أضواء برونزية زادت من حمرته جاعلة من أكثر شهوانية.
عريه الفاضح.. جمرته المفضلة التي اعطانيها. مسح بها جسدي لأكون أكثر قدرة على تحمل نيران حممه التي يرغب أن يغسلني بها.
وحدقت في نايه.. راغبة في بعض الخدر.. كم كنت خجلة حين أكتشف تحديقي الفاضح.. لم يبد أنه مهتم.. فقط استلقى بتكاسل على سرير من رماد مرصع بجمرات ذهبية وتلمس بأصابعه نايه.. نافخا فيه الروح.. خالقا في لحظة تلك الأنغام المغوية.