Fri,Apr 19 ,2024

ألوان طيفك

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

ها أنت تخطو على صحرائي السمراء الشاسعة حافي القدمين.. عار إلا من جلدك الشهي.. حرارة رمالي تضخ إليك ألسنة من لهب تجعلك تتقافز كأنك قط على صفيح ساخن.

 

وإنثيالات من السماء قزحية الألوان كستائر مسرح هائل.. بحجم العالم تنثال رويدا إلى الأسفل تحاول أن تستر عريك اللامتناهي.

 

 ها أنت تخطو على صحراء جسدي الشاسعة كإعصار.. ينفخ بداخلي هواءه الملوث بغبار طلع تشكل من ألاف الزهور والنخيل.

 

ومن السماء امتدت شلالات من قماش شفاف تحاول أن تستر عريك الشهي.. كان قماشا أحمر التف حولك بنعومة وإغراء بالغين فتوجس جسدك مكونا حرارة لا تحتمل.. كأنها نيران تستعر بداخلك ومن ثم استعرت بداخلي.

 

كنت على الحدود القصوى للإغراء حينما امتدت من السماء غلالة زرقاء شفافة على أقصى ما تحتمله الشفافية من شفافية فتكون في جسدك رائحة الحلم. الحلم بك.. وبجسدك.

 

ها أنت تغرس أصابعك في صحرائي تبحث عن مياهي التي تدفقت حارة لملمس يديك. وها هي السماء تبدو كريمة معك كما لم تكن كريمة من قبل فمن السماء انهمرت غلالة سوداء التفت حولك بشراهة لتجعلك رمزا لظلال العبث والمجون. كأنك لم تعش حياتك إلا بهما.. المجون.. كم أحببتك ماجنا.

 

وها أنت تتحرك على صحرائي تضخ في تراب جسدي مياها كأنها الحياة. كأنها النار.. بل كأنها الجنون.

 

وها هي غلالة خضراء من سندس سماوي تدشن خصبك.. وترفع غصنك.. ليتكون شجرة.. غليظة الجذور منصبة الهامة..

 

وها أنت تتدثر بدثار من صفرة شفافة وها أنت تتدثر بدثار من ابيض شفاف تحيطني بة.. تجعل من البياض دهانا لكلينا.. كأننا جسدا واحدا ابيضا كالشمس.. كنار احمرت لآلاف السنين حتى شابت ألسنتها وأصبحت نار معتقة.. إن لم تكن مقدسة.. نيرانك.

 

وها أنت انتهيت وها أنا ارتويت.. وها نحن نبصر السماء تنشق لترتفع غلالاتها بعد أن شاركت في حلم ليلة صيف.. لأصفق لك. كما لم أصفق من قبل.. فقد تقمصت شخصيتك كما لم يتقمصها أحد من قبل مر على صحرائي يحاول أن يبذر فيها بذوره لتصبح غابة ولكنة فشل فمعك أنت سوف تنبت من كل ذرة رمل شجرة نارية.. تعطى العالم مزيدا من رغبة وشوق واهتياج.