Tue,Apr 16 ,2024

تفاحتك

نبيل أحمد الخضر

تحميل


قلت:

  •  كم كانت جدتي الأولى غبية حينما أتاحت لجدك الفرصة ليقتنص التفاحة. هل كانت تعتبر نفسها أكثر ذكاءا حين تراجعت بخبث وتركته هو يلتهم ثمرة الخطيئة ليحظى هو وحده بالعتاب وربما العقاب.

 

 لا أدرى حقا ما الذي حدث هناك قبل بدء الخليقة.. ولكن كل ما أدرك الآن أن السحر إنقلب على الساحر وأنها غرقت في لجة الندم بسبب أفكارها تلك عند أول لحظة إحتياج في هذا العالم.

 

قال:

  • كانت مسيره لا مجبرة.. فمن وضع السيناريو كان يريده هو أن يسيطر على كل المفاهيم المكونة للتاريخ.. الاحتياج... الضرورة.. الظروف.

 

قلت:

  • ها أنت تمتلك ما ورثته من آباءك وأجدادك حتى الأب الأول.. وها أنا أصبحت أستجدى منك لذة الخطيئة.. تلك التي تنازلت بها جدتي الكبرى في أول لحظة غباء مرت على البشرية.

 

قال:

  •  هكذا خلقت لأمارس لذة الإغواء وهكذا خلقت لتمارسي لعنة التحديق.

 

قلت:

  • كم أنت متفاخر بها.. تفاحتك.. تستعرضها ضمن ما تستعرض في كل حياتك.. أتعرف!! عندما تتحدث إذا بها تجعل من صوتك أشبه بموسيقى شبقة تنشر الرغبة في كل محيطك الجغرافي. وعندما تشرب كأسك فإذا بها تحلق عالما من نشوة تجعلني أرغب أن أكون شرابا.

 

قال:

  •  يا لك من مسكينة حينما تمارسين لعنة الاستجداء.

 

في تلك اللحظة وأنا أحدق بك قلت في لهجتك المغوية:

 

  • أترغبين في تذوق عصير تفاحتي!!
  • أريدها!!! لا أرغب في عصيرها فقط.. أعطها لي ودعني أتناولها ومن ثم أستخلص عصيرها بنفسي.

 

وتهربت أنت منفعلا:

 

  • إنها ميراث لا يجوز التفريط به.. خصوصا لك يا من حذرت منها كل ديانات السماء.. ولعنها كل ذكور الأرض!!

 

قلت في لهجة التاجرة الشرهة:

 

  •  سأعطيك كل ما أملك من أسلحة.. دمرت بها تاريخ البشرية.. أنا أملك الفتنة.. الإغراء.. الإغواء...الــ......

 

قاطعتني ساخرا:

  •  من قال إنك تملكين كل ذلك.. كل ما تتحدثين به توا لا وجود له في هذا الكون إلا في تفاحتي.. عصيرها مكون من كل ذلك.. فلا تبادلين بما لا تملكين!!

 

قلت بندم:

  • لو كانت جدتي الأولى سارعت إلى إمتلاك الخطيئة لكنت أنا سيدة العالم ولكنت أنا من أعطى وأنت من تستجدى!

 

قال:

  •  فلتحصدي أخطاء ميراثك الأبدي.

 

كان يتجهز للرحيل... وكنت ما زلت أمارس لعنة التحديق به.

 

بداء يخطو مبتعدا.. وبداءت أحس بحجم الخسارة إن تركته يذهب..... لم أشاء أن أخسر هذه الجولة.. فقد خسرت في كل جولات التاريخ.

 

سارعت إليه.. تخباءت بين أعضائه.. كان كريما.. فقد أهداني كأسا متخمة بعصير تفاحته.

 

رغم أنه إحتفظ بها.