Fri,Apr 26 ,2024

المبرر

نبيل أحمد الخضر

تحميل


هكذا جاء ليحطم حياتي، بلا صفه تصفه، بلا شكل يعرف به، بلا مبرر لدخوله وخروجه المتكرر من تجاويف أفكاري والعبث بها خالقاً بداخلي عالما من فوضى.

 

عندما تلاقت الحدقات فزعت حدقتي عندما أحاطت في حدقتيه كونا من العبث والخديعة كأنه لم يخلق إلا لهما فكيف ائتمنته على أشيائي.

 

ها قد عبث بها كما لم يعبث بها أحد قبله.. كل من مر على أشيائي كان يعبث ومن ثم يعيد ترتيب ما عبث به.

 

لكنه هو الوحيد الذي ظل لمدة حسبت أنها الأبد يبعثر ويلملم ويبعثر من جديد هكذا دون جائزة معينة نكسبها نحن الاثنين في نهاية هذه اللعبة الغير مقننة في عالمة العبثي.

 

كيف سمحت له أن يبعثر أشيائي هكذا.. يؤجرها لمن يرغب في استعمالها لفترة... كيف سمحت له أن يعرض أشيائي في الطرقات لمن يرغب في المشاهدة المجانية.

 

أهي طفولته الوحشية من جذبتني إليه , دائما ما كانت محيا الشقاوة على وجهه تخلق عوالم من التمرد والرغبة والاحتياج.

 

أهي رغبته في حب الاستطلاع... كل من عبث بأشيائي ردها إلى كما استعارها أول مرة إلا أنه لديه فضول الأطفال وشقاوتهم.

 

 يفك غطاءات أشيائي ويعبث بتوصيلاتها الحيوية ويعيد الغطاءات لأكون بعدها أكثر قدرة على توصيل تياراته ذات الفولطية العالية.

 

أهي فولطيته العالية من جذبتني إليه.... كل من عرفت لم يستطيعوا أن يصلوا بي إلى إضاءة قنديل صغير من قناديلي.

 

عنده.. عنده فقط.

 

أحسست أن كل قناديلي الألف تتوهج.. أحسست أن عيناي تخترقان عالم المرئيات إلى عالم من اللامرئيات.

 

عنده.. عنده فقط.. كشف عنى بصري فأصبحت أرى عوالم النور والظلمة.. أحسست أن كابله الضخم والقوى قادر على امتصاص كل كهرباء العالم وضخها في داخلي.

 

يا لعبثة.. ويالجنونة.. يا لإحساسي به وجنوني به.. منذ نظرت إليه وسارعت بالهرب معه تحت ردائه الفضفاض إلى ما لا أدرى أين سيوصلني في النهاية.