Sat,Dec 21 ,2024
كانت الأمطار قد توقفت. أوراق الأشجار أصبحت أكثر بريقا كأنهن مرايا.. الورود ضخت روائحها في الأجواء فأصبح للهواء مذاق مثير يبعث على الرغبة.
الجبال انتصبت وهي مزهوة بحشائشها والبرك أصبحت مترعة بمياه بيضاء عسلية تسيل على الأخاديد والجداول الصغيرة وتتجه إلى عمق الوادي.
كنت خارجة من البيت أجمع حزم الحشائش لفرقة الأبقار التي تملكها عائلتي.. هكذا أنا أتخلص منك ومن التفكير بك بالآلاف من الأعمال التي امتهنها.. ها أنا ادفن نفسي في التنور أحترق كرغيف خبز عسى أن تطفي نيران الحطب نيران الاحتياج.
أهرع إلى برك الماء أصب على نفسي منها أكثر مما أحمله إلى البيت ويعجبني زغب الحشائش حينما اقطفها لأنها تذكرني بصدرك الواسع كميدان.
رايتك.. كنت تسبح في بركة واسعة بإتساع حدقتي وخرجت من البركة.. كنت ما زلت لامعا والشمس تحنو على قطرات الماء المنسكبة على عنقك فهكذا أنت، كنز من الجوهر اللامع.
ثوب سباحتك التصق بك فأصبحت شفافا كل وسامتك تجسدت في تلك اللحظة التي كنت فيها حرا تمسد شعرك من بقايا قطرات لم تكن تريد الهطول منك.
أحسست بألم وأنا أحدق بك عبر الأفق.. لم انتبه إلى الدماء وهي تسيل منى وظللت أحدق بك إلى أن مضيت واختفيت عبر الأفق مخلفا ورائك عالما من نشوة وكونا من شبع.
وانتبهت حينئذ إلى دمائي وهي تلطخ زغب الحشائش وهمست لنفسي بقسوة.
- أكتب علينا ابد الدهر أن نقطع أيادينا لأجل حفنة من رجال!!!