Wed,Apr 24 ,2024

مرارة الإكتشاف

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

ها أنا استعيض عن حقيقتك بالخيال.. وها أنت تبتعد عن جنون دواماتي متذرعا بالإنهاك.

 

عندما نظرت إليك أول مرة أحسست أنك الوحيد الذي تملك ما تحرك به رواكد مستنقعاتي وما تحرث به بوار ترابي.

 

ونصبت لك شباكا.. أكانت شباكا لك أم لي؟

 

من منا صاد الأخر؟

 

العالم يقول أنى أنا من اصطدتك ولكني أحسست أنك أنت من صادني حتى ولو كنت أنا من تملك الشباك.

 

المنطق يقول إن من كسب من الأخر.. فقد صاده وقد يكون الأخر هنا.. بحرا.. سماء. نساء.. رجال.. أي شيء.. وأنا لم اكسب منك شيئا فعندما اكتشفت حقيقتك أحسست أنك لا تساوى تعب الاصطياد.

 

ها أنا أحس بركود نفسي وجسدي.. أكانت نظرتي لك خاطئة؟

 

ها أنا أحس أنى أنا الإعصار والدوامة وأنى من أهتز وأزلزل العالم من تحتي وها أنت تبتعد عن جنوني ودواماتي متذرعا بالإنهاك.

 

كم أتقزز من اختياري لك وأنا أراك تبتعد وتبتعد.. وأنت تتداعى مع كل خطوة تخطوها.. تخرج من سيطرتي.. لا أحب أن يخرج أحد من سيطرتي حتى ولو كان مثلك لا يملك ما يمكن أن أسيطر عليه. لكنى فعلا لا أحب أن يخرج أحد من سيطرتي.

 

أتعرف عندما أتذكر كيف كانت نبضات قلبي عندما نظرت إليك أول مرة أحس كم كنت تافهة وكم كان للمنظر عندي من قيمة عالية جعلتني لا أدقق في جوهرك المتداعي.

 

كأنك قصرا ملئ بالزخرف من الخارج ولكن من الداخل تبين لي كم أنت فارغا لا تسكنك إلا البوم والفئران.

 

كنت أصرخ.. تحرك.. تحرك.. وأنت كالميت تحاول أن تتحرك ولا تستطيع.. وأجلدك وتلهث وأنت تحمل على كاهلك كتل من الرغبة والإغواء تلك التي أحملها في حقيبتي برفقة أدوات الماكياج ولكنك في النهاية تتداعى ولا تستطيع النهوض أبدا

 

أحسست بحجم الخسران.

 

هكذا بدأت أستعيض عن حقيقتك بالخيال وبدأت أنت تبتعد عن جنون دواماتي متذرعا بالإنهاك.