Fri,Mar 29 ,2024

إمراة بشتى الصور

نبيل أحمد الخضر

تحميل


 

إنتفاضه بإتساع الأفق أظهرتها، دمعتان شمعيتان إنسالتا من أحداقها جمدتهما برودة الأجواء فتكونت خيوطا حليبية على وجهها.

 

قالت:

  • من أرتال مشغوليتاك الكثيرة تنساني دائما.

 

أشعل سيجارته فاشتعلت ككبريت مكونة دخانا يبعث على الصداع.

 

قالت الشعلة:

  • دائما أنا في أدراج مكتبك مرمية في درج أعمال لم تنجز!

 

لم يعرها اهتماما ورماها في منفضة السجائر وتفرس في صورة لها أيام الشباب البعيد فدخلت في الصورة وتحولت الشابة اليانعة إلى نفس المرأة.

 

قالت الصورة:

  • أصبحت بالنسبة لك صورة من الماضي يمسحها فراش بمنديله المتسخ.

 

فرد أمامه بضع أوراق من الوارد لمكتبه يوقعها بميكانيكية تبعث على الضجر وفى صفحة من الصفحات زرعت بمتتاليات حروف وكلمات.

 

قالت الحروف:

  •  أنا الموقعة أسمى أدناه، أقر وأعترف بحبك ألا يوجد لي مكان في جدول أعمالك، ألا توقع فقط إلا على الورق أصبحت أغار من بياض الصفحات.

 

مزق الأوراق وقذف بها إلى سلة المهملات ودار بكرسيه عن كل شيء متجها إلى الجدار يبحلق في لوحة باتساع الكون وتحولت هي إلى خطوط لونية صارخة، تكوين وحشي يخلق ثورة تقذف بالألوان في كل إتجاه على غير هدى أو بصيرة.

 

قالت الألوان:

  • في حياتنا عشنا معا، حدقنا في الحياة ماضيها وحاضرها، مرت علينا السنون بألوان طيف الحياة، فمن بياض الفرح إلى صفرة الغيرة وشبق الحمرة وأتساع حلم الزرقة فماذا حدث الآن!

 

إنتزع اللوحة من الجدار ورماها من نافذة تعلو العالم وصرخ كأنه مجنون.

 

  • أخرجي من حياتي فقد أصبحت لي حياتي الجديدة؟؟

 

كل أعواد الكبريت خرجت من أقفاصها واشتعلت مكونة ألف شعلة متوهجة.. وكل الأوراق تراقصت حوله تضربه كيفما أتفق حتى الألوان لطخته.. كانت انتفاضتها بحجم الإدراك

 

قالت المرأة:

  • امتلكت قلبك كثيرا وعندما استرديته مني سأمتلك عقلك.. أذهب إلى شوارع لا نهاية لها فإن لم تكن لي فأنت للعدم...