Fri,Apr 26 ,2024

كتيبة الجدات

نبيل أحمد الخضر

تحميل


في أقصى الظلمة نور.

وفى حدود العتمة ضوء.

يخلقه أهل صنعاء بـ:

تصفيق أياديهم.

لمعان أعينهم.

اتساع ابتسامتهم.

رنين ضحكاتهم.

ضجيج صحونهم.

برق ينشأ من قصص عشقهم.

وضاءة جبين كل واحد منهم.

نقاء أرواحهم.

رضا أنفسهم الراضية المرضية.

وقع أقدامهم الراقصة.

وتثاؤب أطفالهم الناعسين.

صدى اسنه إبر الحياكة لنسائهم عندما تتصارع.

نور تخلقه أمهات صنعاء القديمة:

بحنانهن الذي تضاعف.

رحمتهن التي وسعت السماء والأرض.

عطفهن الذي أحاط كل شيء.

حبهن المغروس في جنبات صدورهن.

 قدرتهن على خلق:

السعادة.

الهناء.

الرضاء.

البهجة.

أمهات كأنهن الهات ولسن من صنف بشر.

وحكايات يفتقدها الاطفال، كانوا يشاهدونها في شاشات تلفزة جامدة مجمدة.

تدفعهم الى العنف والسيطرة والجنون والغضب.

أطفالنا افتقدوا الحكايات.

لتهب الجدات ....

من مساكنهن في قبور على حدود المدينة.

يسعفن أحفادهن من:

صلابة الحاضر.

حجرية المشهد.

أحادية التأثير.

كل مساء:

سماء صنعاء المظلمة، تطير في ارجاءها أرواح لماض سحيق، سكنته جدات يتقن الحكايا.

تشاهد بعينك الشفافية حين تعبر بحكايات زمان.

كانت الروح.

 وكان الاطفال يلتفون حولها.

تحكى لهم عن:

وريقة الحناء والجرجوف.

الجنيات الطيبات.

الاميرات الساحرات.

الامراء الوسيمون.

الملوك العطوفون.

ما الذي قاله على بن زايد.

بن علوان.

ما الذي فعله سيف بن ذي يزن.

وبلقيس وأروى.

جدات ملائكيات تخبرهم:

أن الخير سينتصر على الشر.

أن الحق سيزهق الباطل.

أن الجمال سيطغى على القبح.

في كل ليله من ليالي صنعاء.

هناك كتائب من جدات نورانيات.

تهب لنجدة أحفاد يسكنون الظلام.

تقول لهم. أنظروا هناك.

حدقوا مليا ...

البس نضارتك يا ولد، ارفعى رأسك من الارض يا بنت.

أتشاهدون ما اشاهد.

أشاهد هناك ....

في اقصى الظلمة نور.

في حدود العتمة ضوء.