Sat,Dec 21 ,2024
كنت سعيدا وأنا أكتشف قدرتي على الخداع وتوصيل هاتفي بالكهرباء في مقهى الانترنت الذي كان الاخير المتوفر في الشارع الرئيسي الطويل بجانب البيت.
كان القابس متوفرا وغير مشغول بعد أن انشغلت القوابس الاخرى بخط الشاشة وخط الكمبيوتر.
كنت مبتسما وأنا أنجح في هذا الامر والتف على صاحب البقالة المجاورة والتي كان يشحن أي هاتف بمئة ريال يوميا.
لم يكن العامل على جهاز التحكم في المقهى يدرك ما بداء رواد المقهى من دس كل ما يستطيعون شحنة من كمبيوتراتهم المحمولة وهواتفهم في فتحات الكهرباء المتاحة لهم هناك والكل يبتسم لقدرته على التهرب والاحتيال. لم يكن ينتبه الى سعال المولد وهو يحتضر بعد أن تكاتفت الاحمال علية ليصبح صوته صوت عجوز طاعنه في السن.
للحظة أظلم المكان وأصبحت إعادة المولد الى الحياة مستحيلة ... كان يقفل باب مقهاه وهو يلعن كل أولئك اللذين لم تنقصهم قله الحيلة ليحتالوا عليه. الحيلة دائما ما يتم التعامل بها في صفوف المعدمين.
مما توفر لي من نقود ذهبت الى كافتيريا مجاورة أواسي نفسي وأستمتع بمنظر نجوم بدأ أنها أكثر نورا في محيط الشارع المظلم. ليفيقني رنين الهاتف من شرودي ليأتي صوت عائشة الحنون من عالم أخر:
- متى ترجع البيت يا نبيل.