رن جرس التلفون الساعة الحادية عشرة صباحا في بيتنا من صديقة قديمة في إحدى شوارع عدن. كانت أصوات بعض الرصاصات تصل الى سمعنا من هنا وهناك وما زالت هي مرهقة من النوم في الصالة بعيدا عن نوافذ غرفة النوم وغرفة الاستقبال. وأنا اراقبها عن كثب وهي تأخذ وصفة طبخة أصررت على تذوقها من يديها.

• كيف الحال يا فوزية؟
• أهلين ...كيفك يا عائشة ... إحنا الحمد لله عايشين لحد الان؟
• سرجوا لنا الكهرباء أمس ساعة كاملة مكملة. أي والله ... وشفت عدن كيف قد هي. الله يكون بعونكم.
• ما نعمل قد إحنا ننتظر الموت كل دقيقة!!!
• أسمعني. نبيل يشتى خبز طاوة. وما قدرت أصلح له حاجة.!!!
• يوووة منك تتصلى بي علشان طبخة. أنا بين الموت كل دقيقة!!!
• ما يقع بكم حاجة إن شاء الله ... ما قلتي كيف أعمل؟
• كيف عجنتى الخبز ... عجين خبز الطاوة مختلف.
• عجنته مثل الخبز حقنا بس رققته شوية!!!!
• مش كذا الله يسامحك بس. أنتم كذا يا اصحاب الشمال في كل حاجة. في كل حاجة ... تعجنوا الدنيا عجين!
• الان كيف أعمل؟
• حارسل لك الطريقة في رسالة مع صور!!!
• الله يحفظك
• مش على شانك. علشان نبيل. بس طبقي الذي في الرسالة بالحرف. تمام. لا تعصدي الدنيا. كما أنتم يا اصحاب الشمال. في كل حاجة ... تعصدوا الدنيا عصيد!
• مالك اليوم تتقرحي ساع القريح.
• ما نعمل. لا نوم. ولا حياة عيشوا حياتكم. إحنا ولا حصلنا قرص روتى نفطر به.
• تعالى عندنا.
• لا خلص. قربت تخلص عندنا. بعدين تقرح عندكم. مش بعدين من هالك الى مالك الى قباض الارواح.
• مع السلامة
• مع السلامة.

وبعد برهه.

•  هذا خبز الطاوة الذي تشتية يا نبيل.