عائشة الجميلة. تعض شفاهها في غضب مكبوت. كلهن كن يفعلن ذلك وربما لأنها الوحيدة التي ترتدى حجابا وسطهن فقد كانت العضة مكشوفة والغضب مفضوح.

محطة المياه والتي حفرها في وقت سابق أحد المتنفذين وبدا يبيع المياه للناس بمبالغ كبيرة قد اصبحت المكان الوحيد الذي يمكن لسكان الشارع الحصول على مياه نظيفة من خلاله بعد أن توقفت خدمة المياه العامة بإشارة من صاحب المحطة للجهات الحكومية.

كان لرحمته وعطفة وكرمه دور في دعاء الناس له فقد خصص " مجانا ".

حنفية صفراء بلون الذهب

تقطر مياه رائقة بلون الفضة.

قطرات صغيرة، ممن أستطعن الهروب من دفق الماء الكبير الذي يصل الى خزانات كبيرة متحركة للبيع وليقتات على هذه القطرات قطط وكلاب وأناس الحي.

كانت غاضبة بسبب قسوة النساء في التدافع هناك وفكرت حينها ان الكثير يتزاحم على قطرات والحصول على سبل عيش تتضاءل باستمرار رغم أن اذانهم تنقل بوضوح صوت الهدير على مقربة مترين منهم كأنه نهر لا يتوقف.

كان الخوف وقله الحيلة هما المسيطران على كل الاعين.

كان العطش يشقق كل الشفاه وكان اليأس يقبض على كل القلوب.

ما فيش حل الا تشتري وايت ماء يا نبيل!!!