Fri,Mar 29 ,2024

حدود المدينة

نبيل أحمد الخضر

تحميل


هناك في أقصى الطريق البعيد عن العمران.

يتوقف فلان.

لا يعرف أسمه.

شكله مثل شكل أي شاب صنعاني وسيم وأسمر.

الموتوسيكل الذي يعمل به ليعيل أطفاله الصغار وزوجته الصبورة.

توقف بعد نفاذ مخزونة من البنزين.

لا يعرف كيف يرجع حاملا الته الضخمة.

ومتى يستطيع أن يملاها بالوقود مجددا في ظل أن طوابير البترول هناك في المدينة تزداد كل يوم أضعافا مضاعفة.

تحزن لأجله الجبال من حوله.

وتدمع لأجله الجداول المحيطة به.

ويهتز له الاسفلت من تحته.

باعثين له:

رسل الرحمة.

أنبياء التعاطف.

مبعوثي الكرم.

وإذ فجاءة يتوقف بجانبه شابا أخر. أسمر أيضا... متشابهون.

جيناتهم متماثلة ... كلهم لليمن ... واليمن من جوهر.

ربما كان يحمل أسما مختلف ولكنة بالتأكيد يحمل نفس الوجه ليعطيه بعضا من لدنه

ويأتي أخر ليلحقه أخر.

 ومن بعدة اخر.

الكل يصب له بعضا من قطرات. الكل قد وقع في موقف مشابه.

ليرجع الى هناك. الى مدينته. صنعاء. الى مسكنه. واسرته الكبيرة.

شاكرا:

 للكرماء كرمهم.

هناك في اقصى الطريق الخالية من العمران.

كان هناك عمران في الارواح والنفوس.

كان هناك..

بلدة طيبة ورب غفور.

وأوقف أحدهم موتوره بجانبي وأنا راجع الى البيت ليلا صائحا:

  • تعال أوصلك للبيت يا استاذ نبيل.