Fri,Apr 26 ,2024

تفاصيل التفاصيل

نبيل أحمد الخضر

تحميل


هناك في البيوت الدافئة، المرتعدة خوفا من اهتزاز قوي لضربة صاروخ ضخم الحجم وأسطوري الكراهية هناك بشر يفتقدون التفاصيل.

ليست التفاصيل التي يفتقدونها.

ولكنها تفاصيل التفاصيل.

الهاتف تفصيله.

لكن تفاصيل التفاصيل هنا هو تلك الأيقونة على الجانب الايسر من الهاتف.

أيقونة البطارية.

لم يعد هناك بطارية خضراء يانعه متخمة بالطاقة، الان يغلب عليها اللون الاسود البغيض.

علامة التجوف، الفراغ.

الا أنهم وفى كل دقيقة قصف تجدهم.

يهتمون ببعضهم.

تسمع الرنات في كل بيت، يستنزفون اللون الاخضر حتى أخر نفس.

يطمئن بعضهم على بعض.

يواسى بعضهم بعضا.

ويعرض بعضهم على بعض:

جزء من قوت يومه.

مساحة من فراشه.

قبس من نوره.

سقف بيته.

مصراع من نافذته ليشاركه النظر الى السماء.

وتضل البطاريات تئن.

وتضل الرنات ترن.

  • الو. طمنا عليك يا استاذ نبيل.

والشريحة تفصيله ولكن تفاصيل تفاصيلها هي التغطية.

تعرفونها.

تلك الأيقونة الشبيهة بمدرج سلمى بجانب أيقونة البطارية.

رمادية عندما تكون سيئة.

خضراء عندما تكون جيدة.

دائما ما كان اللون الأخضر.

علامة الامتلاء.

علامة للإتصال.

تذكرون بالطبع قصة الشاب الريفي في أغنية “الحب والبن " للفنان الأسطوري على بن على الانسى.

ذلك الشاب الذي اشتاق الى وصال محبوبته فاشترطوا عليه الصبر الى “خير قادم " وأزهرت شجيرات البن الخضراء بحبوب البن ليبدأ هو:

بقطف حبات البن بمتعه.

ليقطف من خلالها عسل حبيبته بنشوة غامرة بعد قدوم الخير.

دائما ما كان لون تلك الأيقونة رمادية بجميع درجاتها ابتداء من تلك الدرجة الصغيرة صعودا الى الدرجة الاكبر وفى النادر في صنعاء أن تصبح الدرجات كلها خضراء. وفى النادر ما يكون هناك اتصالا جيدا.

أهذا سبب كل هذه الحرب.

الاتصال غير الجيد.

عدم وجود درجات اتصال خضراء في قلوبهم وعقولهم تخبرهم أن الاتصال جيد.

نادرا ما تكون هناك درجة أو درجتين خضراوان في تلك الهواتف ليعرف الجميع ان هناك فرصة لاتصال جيد وليبدأ الجميع محاولة جديدة للارتباط بأحبائهم.

يتبادلون شكوى محببة.

ويتهامسون بعبارات حب رقيقة.

ويتراسلون بمقاطع إباحية مرهفة الحس.

وإذ فجاءة يرن الهاتف برسالة فيديو.

  • شوف هذا المقطع يا أستاذ نبيل.