Sat,Apr 26 ,2025

الكتابة كمشروع- صفات الكاتب الناجح المختلفة
2025-04-25
منتج
يجب على الكاتب أن يستمر بالإنتاج وأن يكون ذو إنتاجية متزايدة ومتراكمة ويمكنه أن ينجح في مخططه بالإنتاج المتزايد والمستمر والمتراكم من خلال تحفيز نفسه على العمل الإبداعي بشكل دائم، والتركيز عليه، وتصميم وتفعيل الاستراتيجيات التي تساعده على الإنتاج والقيام بالمهام والأعمال التي تصب في زيادة إنتاجه وتحديد الأولويات الإبداعية الخاصة به وعلى الكاتب معرفة التحديات والعوائق التي يمكنها اعتراض إنتاجه، والبعد عن التسويف والتشتت والبحث عن الكمال والإبداع الحقيقي، وتنظيم المهام ومحاربة ضياع الوقت والجهد دون جدوى واستثمار وتنظيم الوقت بشكل يصب في مصلحته، وتوثيق وتسجيل الخطوات التي يمكن القيام بها لصالح المشروع الإبداعي الخاص به، وجدولة الأعمال الصغيرة والتفصيلية وتفويضها لمن يقوم بها من داعمي الكاتب ومن يساعدونه على الإنتاج الإبداعي .
يمتلك الفكرة
ويتعلق هذا الأمر باختيار الأفكار التي يرغب الكاتب بالكتابة فيها والقيام بتطويرها للحصول على التطور في كيفية القيام بالبداية الخاصة بالنص وكيف سيتم التعامل مع النص وشخصياته وتطوره وكيف سينتهي وتوثيق كل ذلك في سجلات مخصصة لتطوير المفاهيم والأفكار بكل تفاصيلها والرجوع لها كل فترة لتطويرها أو تطوير عناوينها أو تفاصيلها السردية .
وبعد الفترة التحضيرية يفترض بالكاتب القيام بعمل خطة للكتابة وأن ينضبط فيها ولا يدخل بينها مساحات زمنية قد تفصله عن الحماس للكتابة أو تقطع الدفق الإبداعي الذي يكون الكاتب قد تشبع به في مرحلة تكوين المفاهيم والأفكار والبحث عن تفاصيلها وبنائها، ويمكن أن يساعد الكاتب كثيرا تحديد موعد نهائي للانتهاء من الكتابة حتى يحس بنفسه ملزما بخطوات مشروعه الإبداعي بشكل محترف ومنضبط .
ومن المهم للكاتب أن يعرف أن الإنجاز يرتبط بوجود الفكرة ومعرفة من أين للكاتب تلك الفكرة وهل هي معقولة وقابلة للكتابة وهل يمكن تطبيقها وإنجازها وما مدى التزام الكاتب بها وهل يمتلك الكاتب المهارة للتعامل معها وهل هي قابلة للنمو وهل ينجذب لها الكاتب ومدى أهميتها لإبداعاته ومستقبله وهل يمكن بيعها وهل تم كتابتها أو تجسيدها وهل هناك أفكار مشابهة لها وهل هي ممتازة وفريدة وأصلية وقوية ومغرية ودرامية ومؤثرة وموضوعية وحقيقية وجديدة وحديثة ومشرقة ومختلفة وسحرية ومدعومة ومحفزة وأساسية ومركزية. ومن ناحية أخرى هل تم البحث عن تفاصيلها وتطرح الأسئلة الصعبة وتحصل على تعليقات نقدية وقابلة للتطبيق ويمكن كتابتها وتحتوي على المفاهيم ومطورة بالكامل وتملك أسباب وطرق ومسارات ونتائج مختلفة وقادرة على جذب الانتباه الفوري لها ويمكن أن يكون لها إمكانات ممتازة للتكيف وألا لا تكون فكرة خاطئة وامتلاك فكرة عن تلك المواقع والأجواء التي تتمتع بها سوف ترفع من مستوى سرد النص وأن تكون مركزة ومصورة ومكتوبة بشكل جيد ومفصلة ومنسجمة ودقيقة وإبداعية ومبتكرة وذكية . ومن المهم للكاتب الحصول على فكرة جيدة والبقاء معها وتجريبها والعمل عليها وتنفيذها بشكل صحيح وعندما يتعلق الأمر بجعل الفكرة حقيقة واقعة بقدر ما تهم الفكرة فإن التنفيذ الشاق هو الذي يسمح لها بالوصول ومعرفة الفكرة التي سيكتبها وكيفية تصميمها وتطويرها والبناء عليها وإنجازها والزاوية المختلفة التي تقدمها والتي تهم الكاتب.
وعلى الكاتب في الحالة السابقة العمل على الاستعداد لها وإتقانها وتصحيحها وصقل البنية الأساسية المكونة للفكرة والمهتمين بشرائها وإنتاجها والتحكم فيها بشكل أكثر إبداعا وضمان أن جودة القصة لم تتأثر وأن الزخرفة الموضوعية هي تقنية تستخدم إدخال فكرة متكررة في السرد سواء كانت سمة شخصية أو بصرية أو إعدادا والتركيز على الاحتفاظ بالأشياء المشاهد والتسلسلات وعدد الصفحات الإجمالية للنص لتقديم الفكرة على أكمل وجه . ومن المهم للكاتب معرفة أن عملية تشكيل فكرة لدرجة أنها تثير إعجاب المزيد من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتها على المضي قدما هي تقريبا عملية حل المشكلات بالكامل الأمر بسيط مثل تحديد المشكلات وحلها وهذا هو أكثر ما يكتب ويتعلق الأمر بوضع الكاتب نفسه في وضع يسمح لك بقبول القصة التي تأتي إليك لا تنفصل أبدا وتذكر اختيار مفاهيمه بحكمة. إن الفكرة ليست دائما فكرة رائعة ففي بعض الأحيان تكون مجرد وسيلة للتحايل ويكون مجرد موقف هذه ليست كافية لتشمل اعتبارها فكرة عظيم فالقصة وارتباطها بالفكرة تعد أو الأكثر استعدادا لشراء فكرتك إذا شعروا أنها من الكاتب المثالي إنهم يريدون أن يشعروا بأنك متصل بالفكرة على المستوى العاطفي لذا دعهم يعرفون لماذا ولدت وحدك لتروي هذه القصة أظهر لهم كيف أنك أفضل شخص يمكن تخيله لكتابة هذه القصة فنحصل على فكرة جيدة .
يمتلك لغة فريدة
من المهم للكاتب الراغب والقادر على التطور أن يعمل على امتلاك لغة فريدة في كتاباته الإبداعية فـ اللغة هي الجسر الذي يحمل النصوص للقارئ وتخبره عن ثقافة الكاتب وطريقته في بناء عالمه وتفاعل القراء مع النص ولغته وثقافته وحضارته التي يحملها النص في الأحرف والكلمات والأسلوب وبالتالي من المهم للغاية البحث عن اللحظات العظيمة للكتابة واكتشاف المتعة في السرد واكتشاف الفائدة من الحوار ومعرفة مدى فعالية الصمت في النص وإن النص الإبداعي يقوم على اللغة وهي الكلمات التي يختارها الكاتب لحكاية القصة أو النص الخاص به سواء كان قصته أو قصة أشخاص آخرون وتعمل على عكس مشاعر الكاتب سوء كانت مضحكة أو مخيفة وكيف سيطر الكاتب على الحرف والحرفية والاحتراف في النص الإبداعي، وهل سيعمل أن تكون القصة سريعة أو بطيئة التقدم وكذا هل ستكون عبارة عن فقرات سردية أو كتل حوارية، وهل الكتابة مرحة أو خطيرة أو مشوقة أو علمية أو روحية. وعلى الكاتب معرفة كيف سيسيطر على أسلوبه في اللغة، أو النغمة التي سيمضي فيها النص إلى الأمام، وكيف سيتم تضمين صوت الكاتب بالنص وكيف تساهم اللغة في نقل المشاهد، وهل يمكن أن يعتبر الاقتصاد اللغوي في النص من الأدوات المهمة للنص الإبداعي فكل كلمة يجب أن تكون في محلها وتساهم في تطور النص وتجعله فريدا من نوعه.
مجرب
ومن الصفات المهمة ليصبح الكاتب قويا في كتاباته وحياته هو عدم سجن نفسه أو موهبته في تخصص واحد من الكتابة أو طريقة واحدة من الكتابة، والكاتب الجيد هو الذي يكثف ويكرر محاولاته لتجاوز الأنواع التي يكتب فيها، ويدرك أهمية التجريب في الغريب عن تخصصه الإبداعي في أنواع أخرى قصصية أو روائية أو مسرحية، أو أن يتخصص في نوع أدبي واحد كالرواية ولكنه يحاول أن يقدمه كل مرة بشكل مختلف على مستوى التقنيات والتناول والروح واللغة ليستطيع الوصول لمكانه الخاص وطريقته ولغته الخاصة في الكتابة والحصول على عدد أكبر من القراء ممن يتناولون نوع أو أكثر من الأنواع الأدبية في السوق، وبحيث يكون كل نص قطعة فنية مختلفة تطور من المحتوى الإبداعي الخاص بالكاتب وتكون أسباب القوة لديه .
لديه معرفة بالمحيط الإبداعي الخاص به
ومن المهم للكاتب أن تكون لديه معرفة بمحيطه الإبداعي، والتي يفترض أن يكتسبها الكاتب عبر المعرفة بالمنافسين من حوله وما الذي يقدمونه من أشكال وأنواع القصص المعروفة والمتداولة والمبتكرة، والقدرة على تنمية الدافع أو الحافز الذي يدفعه للكتابة بشكل متنامي ومتطور ومستمر للوصول لنص إبداعي جديد قادر على الإضافة للتجربة وللسوق الأدبية في مجتمعه وعلى الكاتب تلبية تطلعات القراء، ويتميز بأفكار جذابة ولغة جميلة وأحداث قادرة على اختطاف القارئ والسيطرة عليه للوصول للصفحة النهائية وأن يعرف ويتمتع بالحساسية بما يخبره به المطلعين على الصناعة الأدبية وأن يكون على معرفة ويتمتع بالحساسية بما يخبره به المطلعين على الصناعة الأدبية، وهل النص الخاص به رائع وسوف يبيعه أم لا، و لا يدعهم يرغمونه على اتخاذ أي قرارات متهورة بشأن موهبته أو النصوص التي يكتبها. ويمكن للكاتب لأجل النجاح في هذا الأمر إجراء بعض الاتصالات وتفعيل العلاقات التي تقدم له الفرصة للنظر عليه النظر في حياته والجمهور من حوله وخلق بعض الفرص داخل صناعة النشر، وطلب المساعدة من صديق أو زميل يعمل في الصناعة الإبداعية كالنشر أو طلب المساعدة من زميل إبداعي آخر نجح في تجربته في الدخول لصناعة النشر .
يعزز نقاط قوته ويعالج نقاط ضعفه
إن حياة كل شخص فيها نقاط قوة وضعف ويجب على الكاتب تعزيز نقاط قوته والعمل على نقاط الضعف لديه لتصبح نقاط قوة فرحلة كل كاتب هي رحلة حياتية وعاطفية وإنسانية يجب أن يستمتع بها ويعيشها بكل طاقته فالكاتب مثل أي بشري على هذه الأرض يرغب بأن يعتقد بأنه يملك السيطرة على مصيره وقرارته، ويحلم بالاكتشاف والرحلات وتحديد توجهاته وأهدافه ويعيش النجاح والفشل، ويحلم بالوصول إلى مكان ما من الأمان والراحة والسعادة وهذه حقوق له وهو وحده من يقرر فيها لتشكيل حياته داخل أو خارج عالم الكتابة فالحياة فيها مسارات مختلفة للنجاح ويجب على الكاتب أن يحدد الأجزاء الأكثر أهمية في حياته وهل هي العلاقات الأسرية وتنميتها؟، أو علاقات الصداقة وحميميتها؟، أم الكتابة الإبداعية وشغفها الذي يسيطر عليه . ويجب على الكاتب في هذه المشكلة أن يحدد أولوياته بدقة لما لهذه الأولويات من تأثير على تجربته الإبداعية سلبا أو إيجابا وبالتالي عليه أن يعمل على تنظيم حياته بحسب أولوية، وكل علاقة، وكل نشاط يقوم به. وبالطبع قد يكون لبعض الكتاب أولوية الأسرة على أي شيء آخر وهذا مهم وجيد وقد يكون للبعض الآخر أولوية الكتابة على أي شيء آخر وهذا مهم، وعلى كل كاتب أن يطور رؤيته الحرة وطريقة تنظيمه لحياته، ترتيب أولوياته والعمل على أساسها فالكتابة لدى الكثير من الأدباء تحتل الأولوية ومن المهم ألا تطغى على علاقاتهم الإنسانية لكونها ذات أهمية لصحتهم النفسية والجسدية والعقلية والإبداعية والاجتماعية، وفي نفس الوقت يجب على الكاتب أن ينظر للكتابة كأولوية فالكتابة تحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال والتفكير وإلا فإنها لن تعطي للكاتب ما يحلم به .
يؤمن أن التجارب تساعده على النمو والاحتراف والخبرة
إن كون الكاتب كاتبا يعني أنه سيمر بالعديد من الأخطاء ولكنها ستساعده على النمو والاحتراف والخبرة بأن لا يقع فيها مرة أخرى، ومن المهم للكاتب ألا يخاف من الفشل فكل فشل هو إضافة جيدة لخبراته، والاعتراف بالفشل هو ما يجعل الكاتب يدرك مواقع الخلل والضعف لديه كي يصححها لأجل استمرار وصعود تجربته الأدبية بدلا من التخبط في نقد الذات والدخول في الحزن واليأس فالكاتب هو الوحيد الذي يمكنه أن يخلق الظروف لنجاحه أو فشله وهو إما أن يستسلم للظروف أو أن يتعامل معها بعقلية إبداعية لصنع نجاحه الخاص، وهو من يقرر إن كان سيعيش حلم يتحقق أم لا، وهو من سيقرر أن يحاول أو يتوقف عن المحاولة .
مركز على الأنشطة والقيام بها بأقل التكاليف
ويجب على الكاتب في أي شأن من شئون الإبداع التركيز على الأنشطة المهمة والقيام بها بأقل التكاليف وأن يدع الآخرين يساعدونه في عمل الأشياء التي لا يستطيع القيام بها أو خارج نطاق معرفته أو مهاراته، وأن تكون لديه القدرة على كسب المال لما للمال من دور كبير في تفرغه للعمل الإبداعي وأهمية المال في مساعدته في تحقيق أنشطة مشروعه الإبداعي بشكل عام وتوفير الوقت والجهد .
يدرك تنوع الأذواق ويتفهم الاختلاف
إن من السذاجة الاعتقاد أن الجميع لا يحب كتابات الكاتب على الرغم من أن هذا أمر مقبول فليس كل كاتب سيكون محبوب من الجميع وكتاباته ستشكل قبول لدى القراء بنسبة 100 %، وهذا ما يدعو الكاتب إلى أن يتعامل بموضوعية مع نصوصه وطرق تعامل الآخرين معها والعمل على حساسيته الشديدة على الرفض حتى ولو كانت تعني أنه غير مقبول على المستوى الإبداعي أو الاجتماعي فالإنسان مبرمج على صنع علاقات إيجابية ومتنامية منذ القدم ومتحمس للحب والانتماء. وقد يشكل الرفض في إحدى أشكاله تهديد لغريزة البقاء .
ومن المهم ألا يعتقد الكاتب أن الرفض هو نهاية العالم ويجب أن يقوم بخلق الاحتمالات الإيجابية لمستقبله الأدبي والإبداعي، وفي الحقيقة فمن المفهوم أن يشعر الكاتب بالخسارة عند الرفض أو الفشل ولكن لا بد له من إيجاد حلول أخرى لمواصلة عمله الإبداعي ورغبته وحماسته للكتابة.،إن رفض النص لا يعني عدم جودته لدى دور النشر أو من قام بالتحكيم لدى المسابقة الأدبية ولكنه يعني أن هناك نصوص أكثر جودة منه، ورفض النص لا يعني عدم جودته لدى الجميع ولكنه يعني أن هناك قراءات متعددة من دور نشر ومسابقات أخرى قد ترى في النص جودة عالية وينجح في الحصول على الموافقة على النشر أو الفوز بالجائزة. ومن السيئ بمكان أن يعتقد الكاتب أن النص إذا لم يعجب شخص بعينه فهو لن يعجب أحد على الإطلاق ففي الحقيقة لدى كل قارئ رؤيته للنص وجودته ومفاهيمه وتطوره تختلف تماما عن الأشخاص الآخرين وهذا ما يجب أن يدفع الكاتب لشحذ مهاراته والتعلم من الأخطاء وتسويق النصوص الخاصة به للأشخاص أو المؤسسات المناسبة .
يدرك أسباب الرفض ويعالجها
إن أهم أسباب الرفض أو الفشل إرسال النص إلى دار نشر أو مسابقة تعتبر النص غير مرغوب به تبعا لسياساتها أو أنظمتها الإدارية وإجراءات النشر الخاصة به، وقد يكون السبب عدم التقيد بقوانين المشاركة في المسابقة بشكل دقيق أو إرسال المواد بعد انتهاء الموعد المحدد للتسليم، أو أن يكون النص غير ملائم للمشاركة في هذه الدار للنشر أو في هذه المسابقة التي شارك بها الكاتب. وعلى الكاتب اختيار المناسب للنص الخاص به لتعزيز فرصه في الطباعة أو نيل الجائزة، وفي الحقيقة فإن بعض العمل الإضافي على النص قد يجعله متألقا وقادرا على المنافسة والفوز ومنها العمل على الوصف والحوار والحبكة والصراع وإلقاء الشبكات للحفاظ على القارئ متحمسا ومتحفزا للقراءة وحذف الفقرات الغير مهمة والثرثرة الغير مجدية في النص. وعلى الكاتب إيجاد طرق واضحة لقول أشياء مهمة في النص والتحقق من وجود الأخطاء اللغوية والاملائية والنحوية والتضارب في المشاهد والتطور البطيء جدا أو السريع جدا في السرد والتشابه في الأحداث والشخصيات والكشف عن الصفات الشخصية، والعواطف، والموضوعات، وبناء المؤامرات والخروج بنص مكتمل وجذاب .
وهناك أسباب عديدة لرفض النصوص ومنها أن فكرتها غير جيدة ومفهومها غير منطقي، أو أن يكون النص طويل دون دواعي إبداعية أو أن تكون المشاهد طويلة أو مكررة وربما تكون الرواية أو المجموعة القصصية أو النص بمعنى عام قائم على الحوار في أغلبيته وربما يكون الكاتب قد أدرج أفكار أو مشاهد تتجاوز طبيعة النص نفسه أو أن يكون النص نفسه متخم بالأخطاء النحوية والإملائية واللغوية والمطبعية، أو أن يكون النص مفرط في العمق واستخدام المصطلحات العميقة والفارهة. وفي الاتجاه المعاكس يكون النص مغرق في السذاجة والبناء الركيك للصراع والشخصيات، وفي موضوع الصراع قد لا يكون النص يحتوي على صراع مفهوم متنامي، أو أن يكون النص ملء بالحشو دون دواع إبداعية . ومن أسباب رفض النص أن يكون الكاتب غير ملم بالمعلومات الكافية حول فكرة النص ومفهومه كـ الأحداث التاريخية في حال كان النص مهتم بحدث تاريخي معين فيلجأ الكاتب لتغطية عدم معرفته بالحدث التاريخي وتفصيلاته إلى الحشو وإعطاء معلومات مغلوطة. ومن الأسباب المهمة لفشل النص هو أن يكون الكاتب غير متخصص في النوع الأدبي الذي كتب به وقام بالكتابة فقط لغرض المشاركة في المسابقة دون امتلاكه للمهارات اللازمة في التعامل في هذا النوع الأدبي أو ذاك، أو عدم قدرة الكاتب على إدارة الصراع والعاطفة والنصر والهزيمة والشخصيات بشكل جيد وقام بصناعة شخصيات غريبة وغير منطقية ودون خلفية أو مستقبل بداخل النص . ومن المهم الإشارة لأسباب إضافية لرفض أو فشل النص في الحصول على الموافقة للطباعة أو الفوز ومنها عدم وجود تشويق بداخله من البداية إلى النهاية، أو التفاوت في جودة المشاهد داخل النص من ممتازة إلى جيدة وصولا إلى سيئة وبالتالي هذا يعطي دليل على أن الكاتب لا يمضي بنفس القدر من الجودة على امتداد الصفحات من البداية إلى النهاية وامتلاء النص بالصور النمطية أو الاحكام المسبقة أو الأفكار السيئة. وفي المجمل على الكاتب أن يراعي كل الأسباب السابقة وغيرها حتى يستطيع أن يدفع بالنص الخاص به للخروج للقراء، ويرغب الكثير من الكتاب بالنجاح السريع، والكثير منهم يتوقف عن الكتابة بعد مواجهة صعوباتها ووحدهم الكتاب الموهوبين ومن يدركون حجم تجربتهم الإبداعية ويستمرون في تنميتها من يتقدمون إلى الأمام للوصول إلى الحلم الخاص بهم في كتابة النصوص الفريدة والعظيمة والقادرة على العيش طويلا في قلوب القراء .
إن إدراك الكاتب لحجم تجربته الإبداعية يتطلب أن يعرف أنه موهوب بالدرجة الأولى والإجابة تتلخص في معرفته على الأقل بأساسيات عمله الإبداعي بالشكل الذي يفترض أن يكون عليه نصه الإبداعي وهل تنسيقاته صحيحة أم لا، وأن يعرف كيف يقوم بعمل هيكل النص الخاص به واختيار مفاهيمه بحكمة ولا ينتظر أن تكون هذه المفاهيم مستوحاة، وألا توجد لديه صعوبات في العثور على المفاهيم المبتكرة وتطويرها وكتابتها .