Sat,Apr 26 ,2025

الكتابة كمشروع- صفات الكاتب الناجح المختلفة
2025-04-25
صبور
ومن إحدى أهم المهارات التي يجب أن يحوزها الكاتب ليستطيع هي الصبر فالكتابة عملية مرهقة ومتطلبة منذ العمل على وضع الخطوط العريضة للنص والقيام بالأعمال التحضيرية التي تخلق عالم قصته حتى وصول النص إلى القارئ
حر
من الأهمية بمكان أن يتمتع الكاتب بالحرية فهو الأمر الأهم في حياته ككل فمن خلال هذه الحرية يمكنه العمل على نصوصه الأدبية دون خوف من مقص الرقيب أو اتهامات المجتمع أو عنف السلطة، وبالتالي يجب على الكاتب أن يحارب لأجل حريته، وربما تكون الكتابة للكاتب هروبا من واقع صعب وهذا في بعض الأحيان جيد للكتاب لأن هذا يجعلهم يلجؤون للكتابة بشكل دائم للحصول على الجنة التي يستطيعون في ممراتها التخيل والإبداع وإنتاج الإلهام .
مجتهد
إن كل شيء في الكتابة يعلن أنها تحتاج كاتبا مجتهدا بقوة منذ نشوء الفكرة، ويجتهد في كيف يحصل عليها، وكيف يثريها من خلال ساعات مرهقة من البحث والتطوير، واجتهاده في معرفة ما سيكتب، وكيف سيكتب، وأين سيكتب، وكيف سيضيف مفاهيمه وروحه وخطوطه وشخصيته وثقافته في النص وكيف سيطور من الأحداث والشخصيات واللغة، وهل سيصمم مخطط تفصيلي له لمعرفة الطريق الذي سيسير فيه، ومتى يكون الوقت مناسبا للبدء في الكتابة.،إن الكاتب الكسول لن ينتج أي إبداع في زمن معقول وبالتالي فإن الكاتب المجتهد هو من يعطي معظم حياته للكتابة فالكتابة في حقيقة الأمر موهبة تسلطية وقاسية ومرهقة وشريرة حتى ولو بدت للآخرين موهبة جميلة ومريحة، وكسل الكتاب في خضم تجربتهم الإبداعية وعدم رغبتهم بتعبئة المساحات البيضاء بكتاباتهم التي تنقل صورا محددة ومفصلة مصحوبة بسمات محددة ومتساوية للسماح للقارئ بالتجربة الكاملة للبيئة الداخلية للنص من الإعداد، الشخصية، الحالة، والسياق العام لما يحاول المؤلف التواصل معه كقصة لن ينتج في النهاية أي نص يستحق القراءة.،إن تجربة الكتابة تجربة مثيرة ترتكز على الاجتهاد والنشاط الخاص بالكاتب في خلق الجماليات وتعبئة المساحات البيضاء بالأحداث والقصص التي تتيح للقارئ تضمين وتفسير المعلومات، وتوصل المعلومات له بسهولة وتعطيه فرصة للتنفس بارتياح عند الانتهاء من القراءة، وبالتالي فإن الإرهاق الذي يصيب الكاتب منذ كتابة أول حرف في النص الخاص به إلى أن يتحول لكتاب منشور ومشهور ويباع على أرفف المكتبات لن يستمر إذا لم يكن لدى الكاتب الشغف بالكتابة كجزء أساسي من حياته في هذا العالم.
بسيط
من أهم دلائل قدرة الكاتب على الإبداع هي البساطة فالكاتب حين يكون بسيط في الكتابة وعيش الحياة يكون أكثر نجاحا، وأن غرق الكاتب في الرمزية واللغة الصعبة والتذاكي من خلال نصوص عميقة و مشفرة لا يستطيع من خلالها القارئ الفهم عن ماذا يريد الكاتب إيصاله يجعل من الكثير من القراء أو معظمهم يتهربون من قراءة النصوص الخاصة بالكاتب والذي قد يجد بعض السلوى لدى القراء المحترفين أو من هم على نفس المستوى من ثقافة الكاتب ممن قد يستطيعون تفكيك رموز وشفرات النص، ولكن هذا سيجعل من مبيعات الكاتب وهي ربما أهم أهداف هذا الكتيب الذي يعتبر الكتابة مشروع له أهداف خاص بالجودة كما له أهداف خاصة بالمبيعات في انحدار ليصبح الكاتب في نهاية الأمر استثمار غير جيد لدور النشر أو المؤسسات الثقافية والإبداعية من حوله . وإن ما ذكر سابقا لا يعني أن تصبح الكتابة متدنية الجودة لدرجة عدم مساهمتها في إثراء خيال ولغة وإبداع القارئ بالجيد من النصوص الأدبية الممتازة ولكن تعني أن يكون النص قادر على الموازنة بين الجودة والبساطة ليستطيع الحصول على إعجاب المتخصصين وأن ينجح ببيع النص للقراء العاديين فأهم أسباب النجاح في النصوص الأدبية اعتماد البساطة في الكتابة والصراع والحبكة وبناء الشخصيات وتفاعلها وعلاقاتها، وأن تكون جميع صفحات النص مفهومة وجيدة البناء وتم رسمها بعناية وبساطة، وتستهدف جمهورا واسعا .
إن تجاهل الكتاب للبساطة في الكتابة وتحدي أنفسهم بالعمل على كتابة نصوص مثيرة للاهتمام جيد ويستطيع بعض الكتاب المحترفين النجاح في هذا التحدي، ولكن في المقابل هناك العديد من الكتاب الذي يجعل الأشياء معقدة بلا داع، مما يضعف السرد بشكل عام ويجعل النص يمضي نحو الفشل، وأن موقف الكاتب من النص الخاص به ومعرفة كيف يمكنه أن يكون موضوعيا بشأنه بحيث لا يكون متفائلا بجودته ونجاحه دون معرفة حقيقية بجودته وإمكانات نجاحه، أو متشائما بشأن فشله دون معرفة ما هي أسباب الفشل تعني أن الكاتب يجهد نفسه دون تخطيط حقيقي وذكي لإبداعه .
موضوعي
ويجب على الكاتب أن يكون موضوعي وأن يتعامل مع النص الخاص به بشكل موضوعي عند الكتابة أو بعد الانتهاء منه والنظر للنص بعين القارئ وليس المؤلف والابتعاد عن أي مشاعر شخصية خاصة به تجاه النص ليدرك مواطن القوة والضعف والعمل على تقوية مواطن القوة ومعالجة مواطن الضعف في النص وأن إدراك الكاتب مدى جودته بشكل موضوعي يشجعه على الخروج بالنص خارج عزلته الإبداعية والبدء بتلقي ردود الفعل من محيطه، والتعامل مع ردود الفعل تلك بموضوعية واستثمارها لصالح النص وزيادة مستوى جودته قبل الخروج به بشكل نهائي المحيط الأوسع من حوله من أفراد ومؤسسات في مجتمعه أو وطنه أو العالم بأكمله وفي الحقيقية فإن العيش في الخيال للنجاح والشهرة والتأثير هو مساحة محببة لكل شخص في هذا العالم وبالأخص للأدباء فمع كل صفحة يكتبونها تجعلهم يغرقون أكثر في أحلام النجاح ويبتعدون عن الواقع وهذه أشد أنواع عملية التدمير الذاتي لهم وإبداعاتهم عند تعاملهم مع واقع العمل الإبداعي وتحدياته وظروفه .
واقعي
كيلا يؤثر الواقع السيئ على نفسية أو إبداع الكاتب فمن المهم له قبل كل شيء أن يكون الكاتب واقعي في معرفة حجم تجربته الإبداعية وحجم المنافسة الأدبية وظروف وتحديات العمل الإبداعي وصناعة النشر من حوله، ولكي يحمي الكاتب نفسه من الوقوع في موقع توجيه الاتهام للآخرين وتشويه سمعتهم بسبب اختلاف في وجهة النظر أو وإلقاء اللوم عليهم في حال فشل النص الخاص به في الحصول على الرعاية والطباعة والنشر، أو أن يغرق مع اصطدامه بتحديات العمل الإبداعي بموجات من الخوف والخيبة من التجارب التي يمر بها خصوصا عند رفض النصوص التي أبدعها، وعوضا عن ذلك يمكنه أن يكون واقعيا في التعامل مع محيطه وأن يركز على العمل على معرفة الأسباب التي أدت للرفض ومعالجتها والتعلم منها والتعامل الإيجابي مع التوصيات والنصائح التي تقدم له وإن تركيز الكاتب على المثالية في النص وأن يصل بالنص الخاص به إلى مرحلة الكمال لن يقوده إلا للغرق في الكتابة إلى ما لانهاية فكلما قام بقراءة النص الخاصة به سيجد حتما بعض الأخطاء وسيعمل على إصلاحها وفي المجمل فإن الغرق في سلسلة من التصحيحات اللانهائية لن يقود الكاتب إلا إلى عدم إصدار أي نصوص خاصة به للجمهور ويمكن في بعض الأحيان المتطرفة لدى بعض الكتاب أن يقوده إلى شلل الكتابة وعدم القدرة على تطوير النص والخروج به للقراء. فالكمال يمكن أن يشل الكاتب ويمكن أن يكون حجر عثرة أمامه .
عقلاني
ومن المهم أن يكون الكاتب عقلاني في حياته الخاصة والعامة والإبداعية ولا بد أنه بعد صرف الجهود في الحصول على الفكرة ورعايتها والدخول في الكتابة المرهقة على جميع الأصعدة الفكرية والنفسية والجسدية والأسرية أن تلقيه للنقد أو الرفض أو الاعتذار عن نشر النص الخاص به سيفتح في قلبه براكين غضب تجعل منه هجوميا لكل من يتعامل معه أو النص الخاص به بشكل يعتقد أنه أدنى مما يستحقه النص، وبسبب من ذلك قد يصل الكاتب لخسارة من يمكنهم دعم مسيرته الإبداعية وتجربته في الوقت الحاضر والمستقبل. وفي الحقيقة فإن رفض النص ليس رفض للكاتب إلا في حالات نادرة للغاية توجد فيها عداوات بين الكاتب وبعض من محيطه الأدبي أو دور النشر، وغالبا ما تكون معروفة للكاتب نفسه، ومن الغباء أن يتجه الكاتب لدار نشر يناصبها أو تناصبه العداء نتيجة تجارب سابقة أو اختلافات في الماضي. وفي حال عدم وجود عداوات معروفة أو سابقة فمن المهم أن يفهم الكاتب أن رفض النص هو ليس رفض له، وأن يتعامل بعقلانية عند الرفض أو الاعتذار أو القبول مع بعض الشروط، والتعامل مع الأمور بعقلانية وجدية وإيمان بالنجاح القادم ودفع نفسه إلى الأمام أكثر، والتركيز على الإيجابيات ومعرفة أن الرفض أو الفشل طريقه للحصول على المعارف والمعلومات التي تجعل من كتاباته أفضل فالاحتفاء بالتفاؤل أهم أشكال القوة .
مجدد
إن الكاتب المجدد والمضيف لعالم الإبداع هو مهم بشكل فارق وجوهري فالعمل على إضافة الجديد في عالم الأدب أصبح في منتهى الصعوبة والعثور على مفهوم جديد لقصة أو نص جديد تماما هو العمل الأصعب فقد ناقش السابقون كل شيء وكتبوا عنه وما الجديد إلا معالجات جديدة بتقنيات حديثة لأفكار قديمة، والمفهوم الذي يقوم عليه النص في البداية أو الفكرة التي تناقشها القصة يفترض بها أن تكون جديدة ومثيرة وجذابة والأهم أن تكون جديدة فمن الممل الدوران دائما في القصص التقليدية والأشكال المستنسخة من نصوص أخرى خصوصا إذا كان النص حي ومتفاعل مع القراء وقادر على جذبهم لقراءته، وفي الحقيقة قد تم كتابة ما يكفي من القصص الجيدة وأصبحت كتابة نص يضيف للأدب إضافة جديدة وفردية ونوعية عمل في منتهى الصعوبة، وعلى الكاتب العمل بجهد للبحث عن هذه المفاهيم والأفكار غير المتداولة وهذا مرهق للغاية ولكنه ممتع .
متواضع
لا يجب أن يقود الطموح والنجاح الكاتب إلى للغرور والتكبر على الآخرين من زملاء العمل أو أصحاب المؤسسات الثقافية والأدبية المحيطة بالكاتب أو الغرور على القراء والجمهور فالكاتب يجب أن يكون متواضعا أمام أسرته وزملائه في العمل الإبداعي وشركائه وأقرانه وجمهوره، وتعتبر الأنا المتضخمة من المشاكل أو العقبات أو الفخاخ التي يمكن أن تصيب الكاتب في مسيرته الأدبية، والأنا موجودة لدى كل إنسان ويمكن أن تكون لدى الكتاب والموهوبين ويجب على الكاتب السيطرة عليها حتى لا تدمر موهبته أو تجربته الأدبية في وجود الأنا بشكل عال يضر به والنصوص الخاصة به من خلال نظرة الكاتب لنفسه أنه فوق القواعد ويمكنه كسرها بالرغم أن الكتابة تتم عبر قواعد وتوقعات ومتطلبات دقيقة لتخرج بشكل أنيق وبسيط ومصمم بعناية وإن الأنا العالية تدفع بعض الكتاب لاستهلاك كل جهودهم في كتابة تحفة فنية وغامضة وصعبة الفهم. فالكتابة تحتاج أن تكون بسيطة وإبداعية وأكثر تركيزا، وذات هيكل ملموس وليست غارقة في الغموض، وخالية من الخلل وتظهر الكاتب كمحترف وبارع وقادر على تقديم منتج عالي الجودة دون تعقيدات فالنصوص المعقدة لا تحظى بدعم دور النشر في طباعتها ونشرها فهي لن تكون مباعة بشكل مربح بحيث تضمن حماس دور النشر للعمل عليها وفي العادة لا تقرأ دور النشر المواد التي تعرف أنها لن تبيعها في السوق الأدبي ويعتبرونها من المواد غير المرغوب فيها .
مكتفي
ومن المهم أن يكون الكاتب مكتفي ماديا فالمشكلة المتعلقة بالأمان الوظيفي من أهم المشاكل التي يمكنها أن تعترض مسيرة الكاتب وتوقفها وخصوصا في البيئة الاجتماعية الفقيرة أو لدى الدول المتسلطة أو الدول الفقيرة أو الدول التي لا تحمي حقوق المؤلفين حيث يعاني الكتاب في مثل هذه المناطق من عدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم اليومية هم وعائلاتهم من المأكل والمشرب والسكن وتكاليف التعليم والصحة مما يدفعهم للبحث عن وظائف ذات أمان وظيفي جيد تضمن لهم و لعائلاتهم العيش الكريم مما يجعلهم يستهلكون الساعات التي يفترض أن تخصص للإبداع في العمل، وهذا يرهقهم ويجعلهم غير قادرين على إعطاء النشاط الإبداعي والأدبي الوقت الكافي والاهتمام الكافي للخروج بنصوص جيدة للقراء . وعلى الكتاب اللذين يعيش في ظل هذه الظروف السيئة العمل على التخطيط الدقيق لأعمالهم اليومية الوظيفية وعلاقاتهم مع عائلاتهم وكذا تحديد أوقات الكتابة والتقيد بها بشكل صارم للخروج على الأقل بنص جيد في أوقات محددة، وبالطبع لن تكون المنتجات الخاصة بالكتاب والمبدعين في مثل هذه البيئة السيئة مستمرة وكثيفة كما أقرانهم في الدول المتقدمة والتي ترعى الكتاب والمبدعين وتهتم بتفرغهم للعمل الإبداعي ولكن بالتخطيط يمكن المنافسة والخروج بنصوص جيدة ولو متباعدة زمنيا .
صادق
يعتبر الصدق من أرفع القيم التي يجب على الكاتب عدم الاستهانة بها، ومن أهم مشكلات الكاتب والكتابة رغبة بعض الكتاب في التعمق في موضوعات ثقيلة ومعقدة لا يستطيعون فيما بعد إكمالها أو الانتهاء منها أو الإحاطة بجميع تفاصيلها أو جمع المعلومات التي يحتاجونها لإنجازها وبالتالي يهربون إلى الكذب في المعلومات والأحداث المتضمنة داخل النص مما يسبب عدم الوثوق بالنص بالنسبة للقراء وإحساسهم بتلاعب الكاتب وهذا ما يؤدي إلى عدم الثقة في كتاباته المستقبلية، فالصدق هو أهم عنصر في الكتابة التي يجب أن تنبثق ك من المشاعر والأفكار الحقيقية .
مسيطر
يحتاج الكاتب العمل على إكمال مشاريعه الغير مكتملة، وخوض غمار الكتابة وممارستها للوصول للسيطرة على النص وإنهائه، وخوض غمار التحدي والخروج بنصوصه إلى القراء وتقبل الفشل كما النجاح، وأن تكون لديه القدرة على تفهم الآراء النقدية واحترامها وتنفيذها إن كانت ستضيف إيجابا لتجربتهم الإبداعية فالكتابة في نهاية الأمر تستدعي الخروج بمنتجات أدبية دورية ومستمرة ولا أهمية لصفة الكاتب لمن يخبئ أعماله الإبداعية خوفا أو خجلا، ولا أهمية لوصف الكاتب إذا لم يكن منتجا ويخرج للعالم من حوله في كل وقت الجديد والجيد من إبداعاته. وعلى الكاتب أن يعمل على التخطيط لصدور إبداعاته ونشرها والعمل على أن يكون مبدعا منتجا للمزيد والجديد للسوق الأدبية وأن يشكل رافدا متجددا للتجربة الأدبية في مجتمعه. ويجب على الكاتب أن يكون مسيطرا على حياته المهنية ونصوصه وأخطاءه والسيطرة على من حوله وكيفية تفاعلهم معه ومع إبداعاته وضمان موضوعيته والسيطرة على المحتوى الخاص به ووسائطه وشخصياته وعواطفه وقصصه وعملائه وممتلكاته وتعاملاته وجهوده والفرق التي تعمل معه والسيطرة على قلقه والسيطرة على من يستجيب للنصوص الخاص به ومن لا يستجيب ومن يشتريها ومن يرفضها والسيطرة على الطاقة والوقت والكتابة والقرار والتنقلات والعقبات والتحديات والعداوات والنجاحات والمتابعات والتغييرات والقدرات والشراكات والمسارات والإمكانيات والمدارات والأفكار والأصوات سواء تلك الخاصة بالكاتب أو أصوات من يحيط بتجربته الإبداعية.
واضح
إن الكاتب الحقيقي هو شخص واضح في كتاباته وآرائه وعلاقاته وفهمه الآخرين وفهم الآخرين له وعدم الوضوح بالنسبة للكاتب يمكن أن يعيق مسيرته الإبداعية والحياتية وتزيد من إمكانيات حدوث الفهم الخاطئ والمتبادل بين الكاتب ومن حوله من العائلة والأصدقاء من الأدباء الآخرين ومديرين المؤسسات الثقافية والأدبية والمتخصصة بالنشر وكل من له علاقة بالكاتب أو تجربته الأدبية. وإن عدم الوضوح بين الكاتب ومحيطه الاجتماعي قد ينتج سوء فهم قد يوقعه في العديد من المشاكل اليومية التي تشكل خطورة على حياته، وسلامته وخصوصا إذا كان الطرف الثاني السلطة الديكتاتورية أو جماعة متطرفة تنشط في مجتمعه، أو مجتمع لا يستطيع تفهم إبداعاته.
إن ما يجب على الكاتب فعله في هذه الحالات هو أن يكون واضحا في آرائه المستقلة أو تلك التي يضمنها النصوص التي يبدعها وأن يكون حذرا من الوصول إلى المرحلة الخطرة على حياته وسلامته وتفرغه للإبداع، أو أن يشغل وقته الثمين في تفسير نفسه وآرائه والنصوص التي يكتبها أمام الآخرين مما يرهق تفكيره ويقلل تركيزه في العملية الإبداعية التي يعيشها .
مرن
إن المرونة مهمة للكاتب ولكن ليس إلى الحد الذي يفقد فيه الكاتب صوته الخاص بسبب تلبيته لجميع الآراء من حوله، وهي مهمة ولكن ليس لدرجة أن يفقد الكاتب استفادته من الإبداع الخاص به بسبب عدم قدرته على التفاوض بشأن ما يعطيه له النص من موارد مالية أو معنوية. وإن هناك العديد من الكتاب ممن يذهبون في كل اتجاه مع الجمهور الذين يخبرونهم أنهم يحتاجون إلى كتابة هذا أو ذاك من المفاهيم والأفكار بدلا مما يريده قلب وعقل وروح الكاتب .
وفي مثل هذه الحالات يجب على الكاتب أن يسأل نفسه عما يحب أن يفعله وما يجب أن يراه هو في النصوص التي يكتبها والعمل عليها لأنها هي من ستشكل صورته ككاتب وأديب أمام القراء ويجب أن يكون الكاتب مرنا مع وضع حدود لمرونته لا يتعداها الآخرون، ويمكن للمرونة مساعدة الكاتب على معرفة أي ضرر أو نقص أو تعارض في تحركاته وخططه وكتاباته وتكيفاته وقصصه ومقارنة نفسه وقدراته وقصصه وبراعته بالآخرين وتساعده على مناقشة أفكاره وتعرف المرونة عموما بأنها القدرة على التعافي بسرعة من الصعوبات؛ وهي المفتاح الحقيقي للنجاح في التجربة الإبداعية أو المشاريع الإبداعية للكاتب وتصور نفسه بمرونة وسهولة في العمل والتفكير الإبداعي وتساعده على قراءة وتصفية النصوص وإعادة الترتيب واللعب بالخرائط الذهنية وفقا لتفضيلاته الخاصة وتساعد الكاتب في تعزيز التغيير الاجتماعي وتزيد المرونة من مميزات الكاتب في اللطف والتعاطف والرحمة والخبرة والنجاح وأكثر مرونة في مواجهة المصاعب والصراعات والرفض وخصوصا أن رحلة كتابة رحلة طويلة وشاقة وفيها مواجهة مستمرة مع التحديات الصعبة والرفض المستمر وتمكن الكاتب من طلب المساعدة وعدم الخجل من نقاط ضعفه وتعزز من تعاونه مع الآخرين وتعزز عروضه الإبداعية والتعامل مع التعامل السلبي معه بالرفض أو التعليقات السيئة وتتطلب طريقة إنشاء النص كاتبا مرنا ومتعاونا ومتطورا ومنفتحا على التعلم بشكل عام .
مستقل
إن من المهم للكاتب أن يدرك بأن الإنسان مستقل فكريا وإبداعيا، وأنه الوحيد الذي يمكنه أن يحد من خياله هو نفسه، وليس عائلته أو مجتمعه أو تلك السلطة التي يمكنها تعذيبه للحد من خياله وإبداعه فالكاتب فقط هو من يستطيع توثيق يديه بالأغلال والموهوبين الحقيقيين يكتبون ما يفكرون به، ويستخدمون سلاح الحقيقة، ويرددون مقولة الإيمان، ويمارسون كل يوم فعل شجاع، ويشكلون في كل عصر ضمير المجتمع ولهم دائما موقف ومواقف ووجهات نظر وينظرون إلى الفنون كوسيلة للنقد المجتمعي والتغيير المجتمعي نحو الأفضل.
ويجب على الكاتب أن يحافظ على استقلاليته ويحارب لأجلها فبدونها لا يوجد إبداع حقيقي، والكاتب في بداية الأمر يعتمد على الموهبة والشغف، ولكن مع مرور الزمن يفترض بالخبرة والممارسة أن تقود الكاتب إلى الاحتراف في نشاطه الإبداعي وإن لم تقود تلك الخبرات والممارسات الكاتب ليصبح محترفا فهذا يعني وجود خلل كبير في تجربته الإبداعية وإن بناء الكاتب لموهبته للوصول للاحتراف تعني أنه نجح في صناعة اسمه وتاريخه وطبيعته في الكتابة واستمراريته فيها .
إن استقلالية الكاتب تعني استقلالية إبداعاته التي يكافح من أجلها واتخاذ تدابير استباقية لحمايتها وتعزيز مشاركته في المجتمع الإبداعي من حوله ودعم فرصه في التعليم والتدريب والتعاون ومعرفة متى يجب أن يكتب ومن يكتب من أجله وأن تكون نصوصه خاصة به وأن يعزز شغفه باستقلاله وأن يكون مستعدا للخروج من الشراكة في حال حاولت السيطرة على استقلاله .
ومن المهم أن يعمل الكاتب على الابتعاد ممن يحاولون السيطرة عليه لمصالحهم الخاصة وأن يكون مستعدا لسنوات عديدة من النضال وصقل مهنته جيدة وناجحة ومستقلة والبحث عن صانعي الإبداع المستقلين ولتعزيز استقلاليته يجب على الكاتب البحث عن التجارب والإبداعات والمقالات والقصص والتجارب والحكمة المقابلات والنصائح المستقلة والانطباعات والأهداف والقرارات واستثمار التكنولوجيا في هذا الأمر والعمل على استقلاله في التكيف والشعور والإبداع والأعمال والمواصفات وكتابة النصوص والاستمتاع والحصول على المساعدات والاستقلال في الحصول على الأفكار والمواصفات والتقنيات والمؤلفات والاختلافات والمسئوليات والمستويات والخيارات والمشاركات والاتصالات والمسابقات والزمالات والحقوق والخيال والإلهام والتقنيات والتطوير والإنتاج والاعتماد على النفس وتحديد المسار واتباع التوجيهات والتحكم وصناعة الاسم والمال والشهرة والاستقلال في صناعة عناصر القصص والشخصيات والنص الخاص بالكاتب بحيث يمكنه من خلال استقلاله إظهار صوته الفريد .
صامد
يتعلق هذا الأمر بمدى قدرة الكاتب على صناعة نصوص جيدة يمكنها النجاح والوصول لماكينات الطباعة وأرفف المكتبات وأيدي القراء، ويجب على الكاتب الصبر على الفكرة لتزدهر والمثابرة في كتابة النص ليصبح أقوى، وتنمية المهارات الكتابية بما يخدم النص، والصمود أمام جميع الصعوبات التي قد تعترض طريقه عند الكتابة سواء كانت الصعوبات النفسية أو الصعوبات المادية التي يعيشها أغلب الكتاب، أو الصعوبات في النشر والتعامل مع الناشرين أو الصعوبات المتعلقة القراء. وفي حال استطاع الكاتب القفز على الصعوبات والوصول لـ رفوف المكتبات، والصمود والصبر أمام الفشل أو الرفض الذي يمكن أن يواجهها الكاتب عند الخروج النص الخاص به للعالم، ومن ناحية أخرى إيجابية وعند النجاح فمن المهم الصمود والصبر أمام احتياجات النجاح .
متدفق
إن قدرة الكاتب على الحفاظ على تدفقه الإبداعي يعتبر من الأدوات المهمة في مجال الكتابة وزيادة الزخم الذي يحتاجه لإنهاء قصته وهو ما يزال يملك الروح والحماس لإنهائها ومرور الساعات في الكتابة بمتعة وكتابة صفحات النص وبناء المشاهد بسهولة وبناء شخصيات النص بجودة والاستمرار في التدفق الإبداعي، وأن الصفحات البيضاء هي أكثر الأدوات قيمة لدى الكاتب لأنها مساحته لتفريغ ما بداخله عليها والوصول للنجاح من دون المعاناة من الفشل في منتصف الكتابة المخططة بعناية والمبنية قطعة وراء أخرى بعناية وبحب ورغبة في خلق الدهشة لدى القراء فالكتابة هي نوع من الإلهام الصافي ونوع من الشغف والحب الذي يمارسه الكاتب من خلال الصفحات .
مستقبلي
إن الكتاب القادرون على النجاة هم من يشكلون أدب المستقبل ومع وجود العديد من المنصات لتطوير العمل الأدبي، ومن ضمنها المنصات التكنولوجية المتطورة والتفاعلية والذكية سيجد الكاتب دائما الفرص المختلفة لتقديم قصص مذهلة بطرق جديدة ومثيرة وسيتم دعوة الكتاب لتقديم قصص يتم إدخالها الواقع الافتراضي، وأشرطة الفيديو التفاعلية، وألعاب الفيديو، ومشاركات وسائل الإعلام الاجتماعية، والمحتوى ذي العلامات التجارية، وسلسلة الويب، والتكنولوجيا الجديدة للخروج بتجارب سردية تقوم بتوليد الفهم لثقافة جديدة وإن مشاعر القراء تجاه الكتاب ستظل موجودة فالكاتب يعطي قدرا كبيرا من الثقة والطرق لدفع حدود الكتابة الإبداعية لأقصى حدود الخيال فالقراءة لن تنتهي الآن ولا حتى في المستقبل وما يزال وسيظل يتمتع القراء بالنصوص الإبداعية أينما أرادوا في المطارات، والسيارات، والمكتبات، والمقاهي، ووسائل الراحة في منازلهم وقتما يريدون سواء أثناء استراحة الغداء، وفي العطلة، وقبل النوم والتي تسمح للقراء بالتشويق عبر رؤية الكاتب الموجودة في أوصاف النص باستخدام خياله الخاص، وتقديم تفسيرات مختلفة تتبع مشاعره وتغوص في أفكار وخلفيات الشخصيات في النص الذي يكتبه حتى يصبح ناجحا وتصل نصوصه للجمهور .
إن عدم تطوير الكاتب لنفسه تعني أنه سيدور في حلقة مفرغة من الأفكار والطرق والممارسات الأدبية والإبداعية دون تطوير لها ويعني توقف تجربته الإبداعية بعد مرور الوقت مهما كانت موهبته فريدة .