Tue,Aug 26 ,2025

الكاتب كمبدع رقمي- دور البيئة الرقمية في إشهار وزيادة تأثير المبدعين

2025-04-27


دور البيئة الرقمية في إشهار وزيادة تأثير المبدعين

هناك الكثير من الأدوات التي تساهم بشكل كبير في إشهار وزيادة تأثير المبدعين عبر الإنترنت وبالتالي في واقع الحياة العملية، ولا يمكن التقليل من قيمة البيئة الرقمية ومساهمتها في إشهار وحماية وزيادة تأثير المبدعين حتى في دول العالم الثالث أو في الدول الأشد فقرا فالإنترنت تقريبا أصبحت في متناول جميع البشر، وكون المبدع فعال في البيئة الرقمية تعني أنه أصبح متاح للكثير من الناس من حوله ومن محيطه الاجتماعي وربما الوطني والإقليمي والدولي وبالتالي على المبدع العمل بجهد وضمن مخطط مصمم مسبقا وبفعالية يومية وبشكل منسجم على الترويج لإبداعاته ومفرداته الإبداعية وتجربته و مشروعه الإبداعي. وكما تم الحديث عنه في فقرات سابقة عن أدوات الإنترنت فهناك المواقع والمدونات والقنوات والإذاعات الرقمية والشبكات الاجتماعية وسيتم البدء بالحديث عنها تباعا وكيف يمكن للمبدع التفاعل معها وما هي خصوصياتها ودرجة قوتها في الإشهار والتأثير على تجربة المبدع في محيطه وستكون البداية مع الشبكات الاجتماعية والتي تسيطر على معظمها شبكتي فيسبوك وتويتر كأكبر شركتين أو موقعين يستضيفان البشر من كل أنحاء العالم ويقدم الى المبدع الفرصة للتواصل مع جمهور واسع الطيف وكثيف العدد.

 الشبكات الاجتماعية

ظهرت الشبكات الاجتماعية أو مواقع التواصل الاجتماعي بعد سنوات قليلة من ظهور المدونات و اكتسحت الإنترنت ليدخلها الكثير من الأفراد والمؤسسات والجماعات والدول بمن فيها أعضاء الحكومات لتصبح تقريبا تحتوي كل شخص في هذا العالم يشارك من خلالها الأفكار والآراء، والأخبار، والاهتمامات، والصور، والفيديوهات، والتسجيلات الصوتية بين الشخص وأصدقائه أو متابعيه لتحظى مشاركاته بالتفاعل والمشاركة من قبل المستخدمين للشبكات الاجتماعية. وحينها هاجر الكتاب والأدباء مع غيرهم من البشر مواقع الإنترنت والمدونات لمواقع التواصل الاجتماعي والتي تجعلهم متقاربين بشكل أكبر من السابق من خلال تكوين الصداقات أو المتابعة الشخصية لكل شخص وهذا ما ساعد الأدباء على تحقيق انتشار وتقارب أكبر مع القراء والتعرف بشكل مباشر وسريع لردود الفعل الخاصة بتجربتهم الإبداعية واستخدام هذه الشبكات الاجتماعية لنشر إبداعاتهم بشكل مباشر على قراءهم وجمهورهم بمن فيهم أصحاب المصلحة من المؤسسات التي تحيط وتتابع وتستثمر في التجربة الإبداعية للمبدع.

وهناك العديد من التجارب الناجحة في هذا المجال سيتم العمل على ذكر بعضها وكيف استثمر بعض الأدباء الشبكات الاجتماعية في الحصول على جمهور أكبر ساهم في نجاح تجربتهم الإبداعية وحصولهم على الدعم والشهرة والانتشار.

وفي موضوع مواقع الشبكات الاجتماعية تحديدا وأهميتها في نجاح مسيرة المبدع الأدبية فمن المهم للمبدع أن يكون نشطا في التعامل معها، وحذرا فيما يشاركه فيها حتى لا يؤثر سلبا على شخصيته أو تجربته الأدبية. وكـ نصائح في مجال صفحة المبدع الرقمي النشط فمن المهم أن يختار المبدع موقع التواصل الاجتماعي الذي يخدمه أكثر من غيره تبعا لشهرة هذا الموقع في محيطه الاجتماعي فبعض المجتمعات تفضل الفيسبوك على تويتر وبعضها تفضل تويتر على فيسبوك، ومع اختياره للموقع المناسب يمكنه فتح حساب لدى الموقع ومن ثم العمل على تطويره ليصبح نافذة المعلومات الخاص به للعام ففي الفيسبوك على سبيل المثال يمكن للمبدع استثمار الركن الخاص بالمعلومات الخاصة به لينشر من خلالها بعض المعلومات المتعلقة به وإبداعاته وتجاربه وخلفيته المهنية والعلمية مع أهمية الحفاظ على المهنية في هذا الجانب والحفاظ على صورة المبدع إيجابية عبر المعلومات الخاصة به على صفحته في الشبكات الاجتماعية. وبعد الانتهاء من وضع المعلومات الرئيسية الخاصة به يجب على المبدع عند كل عملية نشر إبداعاته ومشاركتها مع العامة فحصها والتأكد من أن محتواها ملائمًا، وفي حال لم يكن رجع الصدى الخاص به إيجابيا فليعمل على الحكم في ردود الفعل السلبية وغير الذكية منه خصوصا مع المتعاونين المحتملين. وعلى المبدع النشط تأثيث صفحته بالمشاركات التأكد من أن كل تلك المشاركات احترافية وإيجابية وهادفة مرتبطة بمساره الوظيفي وذات صلة، ويفهم منها إيمان المبدع بالقضية التي يعمل فيها والرسالة التي يؤمن به، وفي مجال نشاط المبدع مع الصفحات الأخرى سواء كانت لأقرانه في العمل الإبداعي أو صفحات دور النشر أو صفحات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وغير ذلك من أصحاب المصلحة المحيطين به فيجب عليه أن يكون إيجابيا في التعليق عليها، ومحفزا لتكرارها، أو تفعيلها، وداعما لها، مشيدا بالعاملين فيها. وتشمل الأمثلة الجيدة في هذا المجال التعليق في أحداث جماعية للدار التي يتطلع المبدع للتعاون معها وتطلعه الحضور في أنشطتها الممتازة فهم إذا كانوا يعلمون أن المبدع يواكب أحدث أعمالهم ويشيد بها، فمن المرجح أن يتعاونوا معه في المستقبل وهكذا يمكنه العمل مع بقية الصفحات الأخرى لبقية أصحاب المصلحة المرتبطين بتجربته الإبداعية، وعمليا تتيح الشبكات الاجتماعية عدد كبير من الأصدقاء لكل فرد ضمن مستخدميها.

ويمكن للمبدع الاستفادة من هذا الأمر عبر اختيار الأصدقاء بذكاء ممن هم على احتكاك مباشر بالعالم الذي يرغب المبدع باكتشافه والاستفادة منه بما يضم الأدباء الآخرين في المجتمع المحلي أو الإقليمي أو العالمي، والصحافيين والمثقفين والفاعلين الثقافيين في المجتمع المدني ومدراء المؤسسات غير الحكومية الثقافية الوطنية والعاملين في المنظمات الثقافية الدولية في المجتمع الذي يعيش فيه المبدع، وأصحاب المواقع الثقافية، والأدباء ممن يكتبون أنواع أخرى من الأدب، والنقاد والإعلاميين من الإذاعة والتلفزيون الوطني ومراسلي القنوات الفضائية في المجتمع الخاص بالمبدع بالإضافة للمدراء أو العاملين في دور النشر خصوصا تلك الموجودة على خريطة المبدع المستهدفة لنشر النصوص الخاصة به وإن مهمة المبدع الرئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي ليس الفكاهة أو الشكوى أو مشاركة أنشطته الحياتية التي لا يهتم أحد بمعرفتها ولكن مهمته الرئيسية هنا هي استثمار هذه الصداقات والعلاقات والصفحات في الترويج لنفسه ونمط الكتابة الإبداعي الخاص به وإظهار مدى فرادته.

ومن ناحية أخرى فمن أسباب النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي هي النشاط المستمر والتكرار والتواجد بكثافة للتعليق على منشورات أصدقائه أو المؤسسات الثقافية ممن تم ذكرهم في الباب المتعلق بأصحاب المصلحة حتى يصل باسمه أن يكون معروفا لديهم بصفته شخص نشط وفاعل ومبدع فهذا يساعد في المستقبل في جعل التعاون والشراكة أكثر مرونة وسهولة ومن الأهمية بمكان أن يكون المبدع حذرا من أن يظهر نفسه ثرثارا في المنشورات الخاصة به أو في تعليقاته على منشورات الغير، وألا يكون نشط للغاية في النشر حتى يبعث الملل في نفوس متابعيه وألا يكتب في أي موضوع لن يفيد تجربته الأدبية، وأن يتفهم وقت متابعيه وأولئك من يرغب بالتعاون معهم، وبالطبع فمن الذكاء الاجتماعي والاتصالي ألا يقوم المبدع بالإصرار على الدردشة مع الآخرين في أوقات غير مناسبة لهم أو في مواضيع هم غير مهتمين بها فهذا يفقده اهتمام وصداقة ودعم الآخرين له على المدى الطويل ومن المهم أن يتذكر المبدع أن الأحاديث على الشبكات الاجتماعية غير رسمية ويغلب عليها المجاملة وتقمص الشخصيات المثقفة والانيقة في الردود والتي غالبا ما لا تكون وعدا رسميا بالتعاون أو المشاركة الحقيقية ولكنها في الحقيقة ليست كذلك. ومن الجيد للمبدع ألا يستعمل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمطاردة أو إزعاج الآخرين ممن يخطط للتعاون معهم فهذا سينقلب بالتأكيد سلبا عليه المبدع وطريقة تعامل الآخرين معه في المستقبل.

إن ضمان تحسين استخدام المبدع لوسائل التواصل الاجتماعي حتى تعمل لصالحه هو مهمة أساسية ومهارة محورية يجب أن يتميز بها ابتدأ من تطوير حساباته بطريقه احترافيه واستخدامها بطريقة منتجة، وتخطيط موعد ومكان النشر للمنشورات التي يشاركها بصفتها عاملاً حاسماً في حياته المهنية وتظهره كشخص يخطو على مسار إبداعي واحترافي وإيجابي، وأن يملك توازن دقيق حتى لا يبدو أمام الاخرين متغطرس، أو غير موثوق في عمله، وألا يختفي كثيرا حتى يتم نسيانه ولا ينشر كثيرا حتى يمل من منشوراته.

وهناك أهمية أن يدرك المبدع أن المواد التي يشاركها يجب أن تصل الى الأفراد المناسبين والمؤسسات المناسبة التي يرغب بالوصول إليها والاستفادة منها فمشاركة إبداعاته بدون هدف لن يصل به إلى نتيجة إيجابية قريبة، وما سبق يعني أن المبدع يحتاج إجراء البحث ومعرفة المؤثرين فعليا في تجربته الأدبية، ومن هو الأفضل من قائمة المؤثرين تلك، وما هي أسمائهم وشعاراتهم وتخصصاتهم ومشاريعهم السابقة والحالية والمستقبلية، وأن يعمل على وصول منشوره الإبداع ي إليهم لضمان قراءتهم له وأن يحبونه و يشاركونه فهذا كله يساهم في نجاحه والترويج له ككاتب يملك الشغف والفرادة.

ويعتبر التشبيك جزء أساسي من نجاح مشروع المبدع الإبداعي فكل شيء يدور حول العلاقات وطرق استثمارها بشكل إيجابي لصالح المبدع وتجربته الإبداعية، والنصوص الجيدة ليست الطريق الوحيد للنجاح فهناك الكيفية التي سيتم فيها عرض النص وأحداثه وقيمته وأفكاره، وهناك اختيار الاداة أو الوسيلة التي سيتم استعمالها لإيصال النص للآخرين.

إن الكثير من الكتاب للأسف غارقون في نشاطهم الإبداعي وعزلتهم الإبداعية ولا يدركون الطرق الجيدة لصناعة عرض جيد ومؤثر للنص الخاص بهم والذي يحتوي على المعلومات الضرورية للآخرين ليتمكنوا من فهمه ومعرفته والإعجاب به والاقتناع بجودته ودعمه أخيرا ليتحقق السبب من وجود النص.