Tue,Aug 26 ,2025

الكاتب كمبدع رقمي- الكاتب المبدع كمبدع رقمي
2025-04-27
الكاتب المبدع كمبدع رقمي
تعرفنا في الفقرات السابقة على ما هي الإنترنت، وما هي طرق استفادة المبدع من الإنترنت لتطوير موهبته وإبداعاته ومن ثم قمنا بتحديد بعض العقبات التي تعيق المبدع من الاستفادة من الإنترنت وخصوصا في بلدان العالم الثالث ومن ثم الحديث عن الفرص التي يمكن للمبدع الاستفادة منها لصقل مواهبه وإبداعاته عبر الإنترنت وتم طرح هذه الفرص كأسئلة يفترض بالمبدع الإجابة عليها ليصبح قادر عن الإجابة والعمل على هذه الإجابات على المستوى العملي من الاستفادة من الإنترنت بشكل جيد، والحديث عن أصحاب المصلحة المحيطين بالمبدع لحظة معايشته لتجربته الإبداعية، وتم الحديث عن مواقع التدريب على الإنترنت وأنواعها وأشكالها وتخصصاتها وكيفية استفادة المبدع منها في بناء قدراته الإبداعية والمهارية والحياتية والشخصية. وفي الصفحات التالية سيتم الحديث حول كيف يمكن للمبدع أن يكون فاعلا رقميا على الإنترنت ويؤثر ويتأثر مع كل ما يوجد على الإنترنت من أدوات وتطبيقات الكترونية تساعده على النجاح والشهرة والاحتراف في أعماله، وسنحاول التخصص أكثر في كيفية التعامل رقميا مع أصحاب المصلحة عبر خطوات مدروسة تفيد المبدع وتضيف لتجربته الأدبية ولا تستهلكه وبعدها سيتم الحديث حول بعض الأدوات على الإنترنت وكيف يمكن استخدامها بذكاء لصالح المبدع وتجربته الإبداعية. وسيتم الإشارة إلى المبدع في كل فقرة من الفقرات التالية بلفظ " المبدع الرقمي " وهو ما نأمل بأن يتحول الى حقيقة ليصبح كل الادباء والكتاب والمبدعين نشطين في التعامل مع الإنترنت ومستفيدين منها بأقصى استطاعتهم، ونحاول معا وضع سلسلة خطوات عملية يمكن للمبدع عند تفعيلها من الاستفادة من الإنترنت بالشكل الأمثل، وقد تم الحديث في أبواب سابقة عن الأدوات التي تساعد المبدع على النجاح على أرض الواقع وهي نفسها على الإنترنت ولكن مقاربتها مختلفة قليلا بسبب خصوصية الإنترنت.
ومن هذه الأدوات وجود المحتوى والذي يعتقد بجودته ويريد إيصالها للقراء ويرى أنه نص جدير بأن يضيف لتاريخ وتجربة المبدع الإبداعية بحسب النوع الادبي الذي يتخصص فيه وينشط في توصيله للجمهور عبر المواقع الأدبية أو الشبكات الاجتماعية أو أي أداة نشر للنصوص متوفرة في البيئة الرقمية، ووجود الرسالة الخاصة بالمبدع من عمله الإبداعي وطريقة نشره لهذه الرسالة على الإنترنت ومن جهة أخرى سيتم الحديث عن تفعيل المبدع للتشبيك الرقمي مع من يدعمون مسيرته الأدبية وأنشطته الإبداعية من أفراد ومؤسسات على الإنترنت مهم وذلك من خلال استثمار كتاباته وإبداعاته وقدراته الحوارية في جمع الخيوط للأخرين ليصبحوا مساهمين فاعلين في دعم تجربته الإبداعية والاستفادة من خبراتهم، وتجاربهم، ومواردهم للوصول للجمهور، ورغبته بمشاركته إبداعاته مع الأفراد والمؤسسات التي يرغب بالتفاعل معها والتشبيك معها، وقدرته على مراقبة ما يدور حوله من تأثيرات بسبب منه أو بسبب من تجربته الإبداعية أو بسبب النصوص الخاصة به والتي خرجت الى العلن، وتحليل البيانات التي حصل عليها من المراقبة وتقييمها والخروج منها بأفكار ودروس تصب في صالح تجربته الإبداعية.
إن التجربة الإبداعية لأي كاتب هي أنشطة مرهقة ومكلفة وصعبة على مستوى التجربة الإبداعية والكتابة كنشاط مستقل، ويزداد الإرهاق والتكاليف والصعوبات والجولات التي يجب أن يخوضها المبدع إذا تم احتساب خروج المبدع للعمل على نشر النص الخاص به على القراء من خلال دور النشر والمؤسسات الراعية للمسابقات والحكومات أو السلطات التي يعيش فيها المبدع ورؤيتها للإبداع وكيفية التعامل معه ومع المبدع نفسه وكيف يتفاعل مع المؤسسات الأدبية والثقافية والصحفية والإعلامية التي ستستقبل النص ولقد أضافت التكنولوجيا إرهاق وتكاليف مضاعف لتجربة المبدع الإبداعية والتي أصبحت نشاط مستقل بذاته يحتاج منه مشاركة إبداعاته المختلفة والمراقبة لردود الفعل حولها والتحليل لردود الفعل السلبية والايجابية، وتقييم تجربته الإبداعية ككل في ضوء البيئة الرقمية التي يعيش فيها كواحد من الناس الذين أصبحوا يعيشون حياتهم ويمارسون أنشطتهم فيها أكثر من الواقع، وكل هذه المراحل تحتاج من المبدع أن يكون جيدا في الكتابة الإبداعية كمنتجة الأساسي والتعامل مع الآخرين على المستوى الشخصي أو المؤسسي، وفي بيئة الحياة الواقعية أو البيئة الرقمية للحصول على النجاح الذي يخطط له، وهذه ليست فقرات محبطة للمبدع ولكنها شرح لحقيقة أن النجاح أصبح صعب الوصول اليه فالكتابة تتزايد تقنياتها تعقيدا كل يوم وتنتشر قيودها في مجال الحرية وحرية التعبير في الكثير من الدول، ويتناقص القراء المهتمين بالأدب والقصص والروايات ممن يتجهون نحو صرف الوقت في مشاهدة المباريات والأفلام والمسلسلات وبرامج الواقع في مجتمعات أصبحت تعيش في دول تمارس إغراق مرئي عبر الشاشات لكل المنتجات السطحية والاستهلاكية وتعمل كل سلطة من خلال ما لا يقل عن خمس شاشات عند أقلها موارد وتقنية على الترويج لسياسات حكومية لا يشارك فيها المجتمع، والترويج لقصص شخصية لا تسهم كثيرا في الثقافة المجتمعية، وتقوم بإنتاج مواد ترفيهية تسيطر على عين كل شخص في المجتمع وهي تلك العيون التي كانت تحدق في صفحات الكتب والروايات والقصص المنشورة حتى وقت قريب. وساهمت التكنولوجيا والبيئة الرقمية في زيغان أعين الجمهور عن الكتاب والأدباء والنصوص الأدبية وقراءة المنشورات القصيرة التي تشرح حال أصدقائهم اليومية مع أطفالهم أو كلابهم وقططهم الاليفة ودفعتهم لمشاركة تجاربهم الحياتية على الإنترنت ليصبح الكل يقرأ التجربة الحياتية للكل، ووجود الكثير من مستخدمي البيئة الرقمية ممن ينشرون كتاباتهم وهم ليسوا مبدعين في الأساس مما يزيد من كمية التشويش الثقافي حول النصوص الجيدة على ويساهم في عزلة المبدع. ويصل الأمر المستخدمين للإنترنت والشبكات الاجتماعية لشيطنة النصوص الجيدة ووصفها بالعمق والسخرية من كاتبيها مما يعزز تواجد من النصوص الرديئة على منصات النشر في البيئة الرقمية، والمبدع يحتاج أن تصبح الكتابة لديه مشروع مخطط له بصرامة من خلال استراتيجيات متجددة تمنع اندثار المبدع وتجربته والقراءة ككل كنشاط اجتماعي معرفي مهم، وأن يقوم بواجبه نحو مجتمعه ومعجبيه ممن يتابعون إبداعه، والعمل على رفع وعيهم بأهمية القراءة الجادة والمفيدة، وتنمية الالتزام الخاص بهم نحو المبدع والنصوص الأدبية الجادة والمغايرة وألا يتقوقع المبدع على نفسه خوفا بسبب الإغراق في الصور والفيديو والمنشورات الشخصية لملايين الأشخاص حول العالم والتي تنتشر على الإنترنت.