Tue,Aug 26 ,2025

الكاتب كمبدع رقمي- العقبات التي تواجه المبدع للاستفادة من الإنترنت
2025-04-27
العقبات التي تواجه المبدع للاستفادة من الإنترنت
تختلف العقبات التي يمكنها أن تواجه المبدع، ودرجة استفادته من الإنترنت في بناء قدراته، وتوسيع خبراته الإبداعية، ونشر مشاركاته الأدبية، وتعظيم نجاحه وشهرته وتأثيره من بلد لآخر، ومن مستوى لآخر في تطور الدولة التي يقطنها المبدع أو الإقليم الذي يعيش فيه. وهناك العديد من العقبات التي تواجه المبدع في دول العالم الثالث أو في الدول التسلطية من الاستفادة من الإنترنت على الشكل الأمثل والذي يوازي استفادة الكتاب في دول العالم الأول والمتطور، وفي التالي مجموعة من تلك العقبات، وهي:
البنية التحتية
تعتبر البنية التحتية للإنترنت من العقبات المهمة التي تواجه المبدع للاستفادة من الإنترنت في دول العالم الثالث فهي رديئة وبطيئة ومكلفة وبالتالي لا تكون مفيدة بشكل كبير للمستخدمين لها مقارنة مع المستخدمين من الدول المتقدمة ودول العالم الأول، وبطبيعة الحال فإن الكتاب المبدعين في هذه الدول أو الأقاليم والمناطق يستفيدون بشكل أقل من نظرائهم في الدول المتقدمة من الإنترنت وما تتيحه من أدوات ومهارات ومعلومات في مجال نشاطهم الإبداعي.
الفوارق الجغرافية
ويقصد بها الفوارق ما بين الريف والمدينة وخصوصا في دول العالم الثالث فالمبدعين في أرياف تلك الدول لا تتوفر لهم خدمة الإنترنت كما المدينة فغالبا ما تتوفر الإنترنت في عواصم تلك الدول بينما لا يجد الكتاب في الأرياف والقرى إمكانية استخدام الإنترنت لصالح تنمية مهاراتهم وصقل إبداعاتهم ليتوقف بعضهم عن مسيرته الإبداعية أو يستمر الآخرين اعتمادا على مواهبهم الفطرية وبعض التعليم الرديء أو القراءات للكتب القليلة المتوفرة في مجتمعاتهم القروية.
الفوارق بين الجنسين
تتخصص هذه العقبة في الفوارق بين الجنسين التي يمكنها أن تؤثر في مستوى نفاذ المستخدمين على الإنترنت ففي دول العالم الثالث لا يوجد اهتمام كبير بتعليم الفتاة وهذا يؤثر إبداعيا في قلة عدد النساء المبدعات مقارنة بالرجال في هذه الدول بسبب من عدم تعليمهن في الأساس، والفارق الثاني يتعلق بإمكانية إمكانية النفاذ إلى الإنترنت فدول العالم الثالث تحتوي على الكثير من المجتمعات المحافظة والتي تعتبر دخول النساء إلى الإنترنت معيب لهن. وينسحب هذا الفارق إلى النساء المبدعات فمن الممكن أن يكون لعدم قدرة المرأة المبدعة من النفاذ الى الإنترنت تأثير سلبي يضر بالموهوبات منهن في الكتابة الإبداعية، ويقلل من إمكانيات صقل مهاراتهم الإبداعية عبر المعلومات المتاحة على الإنترنت حول الكتابة، ويضر من جانب أخر مستوى نشرهن منتجاتهن الأدبية على الإنترنت، ويزداد الأمر سوءا بالنسبة للنساء بشكل عام والنساء المبدعات بشكل خاص في مجتمعات العالم الثالث الخاضعة لسلطات دينية تشيطن الإنترنت وخصوصا للنساء وتحظر نفاذ النساء الى الإنترنت والاستفادة من البيئة الرقمية المتزايدة الأهمية بالرغم من حاجتهن الكبيرة لها ويضم هذا الحظر المبدعات منهن.
حرية التعبير
إن العقبة الخاصة بحرية التعبير من أخطر العقبات التي يمكن أن تواجه المبدع في دول العالم الثالث في كتاباته بشكل عام وعلى الإنترنت بشكل خاص حيث تسيطر على هذه الدول في الغالب حكومات ديكتاتورية ومتسلطة تعمل على صياغة قوانين تحظر حرية التعبير أو تعمل على تقليم أظافر الفاعلين على المستويات السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية ومنهم الكتاب والمبدعين في دولها ليصبحوا غير أحرار في نقل المعلومة والاخبار وإعطاء الآراء الناقدة لسياسات حكوماتهم، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه القوانين السلبية تجاه حرية التعبير تتجه بداية الى المبدعين بصفتهم الفئة الأخطر على السلطات بسبب إبداعاتهم الناقدة للسلطات. وينسحب الامر على الإنترنت وعلى قدرة المبدعين على التفاعل مع تقنية الإنترنت سواء في الاستفادة منها والحصول على معلومات تصقل مهاراتهم الإبداعية أو قدرتهم على كتابة إبداعاتهم بحرية ونشرها بحرية على الإنترنت، ويعتبر الكتاب والمبدعين من أهم الفئات المتضررة من هذه القوانين المختصة بحرية التعبير في مجتمعاتهم.
الفجوة الرقمية
تعتبر الفجوة الرقمية وخصوصا ما بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث من العقبات المهمة التي تجعل من استفادة المبدع متفاوتة ما بين المبدع من هذه أو تلك من الدول وقد أصبحت البيئة الرقمية إحدى أهم البيئات للمواطن في الدول المتقدمة وتساعد الكتاب هناك بشكل كبير في تطوير مسيرتهم الإبداعية بينما ما يزال المبدع في دول العالم الثالث غير قادر على استخدام البيئة الرقمية الاستخدام الأمثل لفائدته.
التفاوت ما بين الموارد
يعتبر التفاوت ما بين الموارد عقبة جديدة في سبيل استفادة المبدع من الإنترنت في نجاح مسيرته الأدبية، وسواء بين المبدع الذي يعيش في دولة من دول العالم الثالث أو آخر يعيش في دولة من دول العالم الأول، وكيف أن موارد الأول تقل كثيرا عن موارد الأول مما يجعله يركز أكثر على استخدام موارده المحدودة في احتياجاته الأساسية وهذا ما يضر بمستوى قدرته على وضع بعض موارده في إنجاح مسيرته الإبداعية، وبطبيعة الحال لن يستطيع إنفاق تلك الموارد الضئيلة على الإنترنت ومحاولة الاستفادة منها، وكما هو الحال بين المبدعين في الدولتين المتخلفة والمتقدمة. ويبدو الحال أكثر صعوبة في حال الحديث عن التفاوت في الموارد ما بين الرجال والنساء فالرجال هم من يسيطرون على الموارد غالبا في محيط الاسرة والمجتمع والدولة والعالم أجمع، وإذا كان المبدع الرجل في الدول الفقيرة غير قادر على صرف موارده على تطوير مسيرته الإبداعية فغني عن التعريف أن المرأة المبدعة في نفس تلك الدول سيكون حالهن أسوأ بكثير وعلى مستوى الدول فإن التفاوت في الموارد والقوة بين الدول تجعل من مواطني كل دولة تتفاوت استفادتهم من الإنترنت بحسب موارد حكومتهم والتطور الذي قاموا به في مجال تطوير الإنترنت لصالح مواطنيها بشكل عام والكتاب والمبدعين بشكل خاص.
العقبة الاجتماعية
تأتي العقبة الاجتماعية كعقبة مهمة تقف في مجال استفادة المواطنين بشكل عام والكتاب والمبدعين بشكل خاص للإنترنت حيث يتم في عدد كبير من دول العالم الثالث شيطنة المتفاعلين من الإنترنت والاعتقاد الجمعي بأن استخدامهم للإنترنت هي لأغراض الحصول على علاقات سريعة وسهلة وسيئة أو الولوج الى المواقع الإباحية دون النظر لما تحتويه الإنترنت من معلومات وبيانات وفرص عظيمة لمستخدميها وخصوصا الكتاب والمبدعين منهم، وتزيد حدة هذه النظرات والشيطنة في حالة النساء مما يسبب تقليل فرص النساء بعامة والنساء المبدعات والمبدعات بخاصة من الاستفادة من الإنترنت.
عقبة اللغة
يمكننا الحديث عن اللغة كعقبة من العقبات التي تعرقل استفادة الكتاب من الإنترنت في دول العالم الثالث فالإنترنت يسيطر على جزء كبير من المنشور فيها اللغة الإنجليزية، وتجعل منهم غير قادرين على قراءة والاستفادة من البحوث والدراسات والدورات التدريبية المتعلقة بصقل مهارات الكتاب في الكتابة وتقنياتها، وعدم معرفتهم الجديد والمتطور في مجال الكتابة في جامعات ومراكز البحث المتخصصة بالكتابة والإبداع في العالم.
عقبة القدرات الشخصية
إن هذه العقبة تعني عدم قدرة بعض الكتاب والمبدعين من الجنسين على التعامل مع الأجهزة الالكترونية مثل الحواسيب والهواتف المتطورة والقادرة على إدخالهم العالم الرقمي، وقد ينسحب الأمر على عدم قدرتهم على التعامل مع البرامج أو المواقع المنتشرة على الإنترنت وطرق البحث أو طرق النشر، وبالتالي تقل استفادتهم منها وربما مع الوقت تتطور قدرة الكتاب والمبدعين على التعامل مع هذه الأجهزة واستثمارها للنفاذ لعالم الإنترنت والاستفادة منه على مستوى مداخلاتهم الفكرية والبحثية والمعلوماتية وعلى مستوى مخرجاتهم من نصوص أدبية وإبداعية ذات جودة عالية.