استثمار المبدع الذكي للإنترنت

هناك الكثير من الأسئلة التي يفترض بالمبدع الإجابة عنها إذا كان يرغب بأن يعرف هل استفاد من الإنترنت أم لا في بناء قدراته وعلاقاته وخبراته وأول الأسئلة هل يملك المبدع موقع على الإنترنت، ويرغب بنشر إبداعاته وفي حال لم يكن لديك موقع فهل لديك على الأقل مدونة مجانية لنشر كتاباتك عليها للوصول إلى القراء بشكل سهل وبسيط ومجاني، وإذا كانت الإجابة بنعم فهذا يعني أن المبدع أصبح متاح وموجود لقراءة إبداعاته من قبل القراء، وأصبحت إبداعاته موجودة ومنشورة مؤرشفة بشكل جيد يمكن القراء من مجتمعه المحلي أو في الدول الأخرى بل وفي العالم أجمع من الوصول إليه والتعرف على تجربته الإبداعية الفريدة والمتطورة.

ثاني الأسئلة هل حصل على عضوية شبكات إبداعية عبر الإنترنت، وهذا السؤال للمبدع الراغب في الشهرة والتطور على الإنترنت وعلى أرض الواقع أيضا هو هل حصلت ككاتب على عضوية فريق أو جماعة أو تنظيم أو شبكة إبداعية محلية أو إقليمية أو عالمية تتخصص في مجال الإبداع الذي يتخصص فيه المبدع ويستفيد منها بالمعلومات والكتب والخبرات والاخبار والدورات وورش العمل والأبحاث والدراسات التي يستطيع المبدع المحلي الاستفادة منها وتحديث معلوماته ومهاراته الإبداعية.

وثالث الأسئلة هل قام المبدع بالنشر عبر الإنترنت، وهل يقوم المبدع بنشر إبداعاته على الإنترنت في المواقع المتخصصة بنشر الكتابات الأدبية وعلى صفحته في الشبكات الاجتماعية والتي تعتبر أداة نشر جماهيرية وسهلة الوصول للقراء من جانب ومخزن توثيقي كبير وتحت التصرف في أي وقت لكتابات المبدع، وتضمن أن يكون إبداع المبدع مستدام على الإنترنت.

ورابع الأسئلة هل يستفيد من الاخبار المتخصصة عبر الإنترنت، ويتعلق هذا السؤال باستفادة المبدع من الإنترنت كمصدر مهم للأخبار وكونه هو نفسه مصدر للأخبار للترويج لنشاطاته الإبداعية ومنتجاته الأدبية لدى المواقع الإخبارية المتخصصة والمواقع التابعة لصحف ورقية محلية وعربية وعالمية مما يعتبر شكل من أشكال التسويق لكتاباته، والحصول على مقابلات يروج عبرها لأفكاره وآرائه لجمهور هذه المواقع أم أنه يكتفي بالكتابة وإصدار النصوص والكتب دون العمل على ترويجها وتسويقها وتسويق نفسه من خلالها، وهذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى هل يستفيد المبدع من الاخبار المتخصصة على الإنترنت من ناحية الإعلان عن ورشة عمل قادمة يمكنه التسجيل فيها، أو الاحتفاء بكتاب مهم يرغب بالحصول عليه، أو سياسة إبداعية مهمة يمكنها التأثير في حياته الأدبية والشخصية، والأخبار التي يمكنها رفد المبدع بالتجارب أو القضايا أو الحوادث من حوله وتشكل محتوى النصوص الخاصة به.

خامس الأسئلة هل ساهمت الإنترنت في تطوير علاقاته، وهذا السؤال متخصص بالعلاقات مع أصحاب المصلحة وقدرة المبدع على استثمار الإنترنت في التشبيك معهم وكيف يمكن للمبدع الاستفادة من هذا التشبيك لصالح تجربته الإبداعية والإنسانية ودعم هذه التجربة ورعايتها وصقلها لتصبح أجود.

ويفترض بالمبدع الذكي الإجابة عنه بخطط وتنفيذ هذه الخطط التي تستفيد من الإنترنت في تنمية العلاقات الشخصية والعملية، وسادس الأسئلة هل شارك في مسابقات أدبية عبر الإنترنت، وتعج الإنترنت بالمسابقات الأدبية بشتى أنواعها، وبعضها أصبح يستقبل النصوص بنسختها الرقمية وهذا السؤال يتعلق بالمسابقات ودرجة حصول المبدع على معلومات بشأن هذه المسابقات في مجتمعه، أو لإقليم وكذا على مستوى العالم، وكيف يمكن للمبدع الحصول على معلومات عن هذه المسابقات والمشاركة فيها والفوز بها لصالح تجربته الإبداعي.

وسابع الأسئلة هل يستفيد من الإنترنت كمكتبة عالمية، ويتعلق السؤال بالقراءة وما هو آخر كتاب قراءة المبدع في مجال تخصصه الإبداعي على الإنترنت أو قام بتنزيله وقراءته، وهناك الكثير من الجامعات والمعاهد المتخصصة ومنصات التدريب التي تقوم بإصدار و بتنزيل إصدارات عن أحدث النظريات والتجارب والأفكار في مجال الكتابة الإبداعية والتي يصممها ويكتبها أدباء ونقاد عالميين لهم تجربتهم الإبداعية الفريدة والناجحة على المستوى العالمي وتتيح هذه الإصدارات الفرصة للمبدع لأن يصبح ثريا و موسوعي المعرفة بالتقنيات الحديثة في الكتابة وكل ما يحيط به من مواد أو أفكار أو نظريات أو تجارب ثقافية وفنية وأدبية في مجتمعاتهم المحلية والدولية.

وتعتبر الإنترنت أحد أهم الأماكن التي تمتلئ بالمواقع التدريبية المستقلة أو التابعة لمؤسسات محلية أو وطنية أو إقليمية أو عالمية والتي ترتبط بالإبداع بشكل مباشر أو تثري المبدع مهارات تساعده في تطور تجربته الإبداعية، ومواضيع التدريب وبناء القدرات للكتاب والمبدعين على الإنترنت متشعبة ويفترض بالمبدع الذي يرغب بالتطور التعرف على أنواعها وتخصصاتها ومن هم مقدميها، وهل هذه المواضيع التدريبية مفتوحة للجميع أم للكتاب والأدباء والموهوبين بشكل خاص، وإذا كانت كذلك فهل هي متاحة لجميعهم أم أنها مخصصة للأعضاء التابعين لمقدمي خدمة التدريب أو أنها شبة مفتوحة للأعضاء ومجموعة من الضيوف المختارين بحسب معايير خاصة، وما هي الدورات التدريبية المتوفرة فيها ومن تخدم من الأدباء، وهل هي مجانية أم بمبالغ، وما هو مداها الجغرافي محلي أو إقليمي أو عالمي. وبنظرة أوسع يمكن للمبدع الراغب بالتطور أن يقوم بالبحث وزيادة معرفته حول الجامعات الوطنية والإقليمية والدولية واللواتي في الغالب لديهن مساقات تدريبية في المجال الإبداعي وخصوصا عبر التدريب الالكتروني، والبحث وزيادة معرفته حول ما هي المواقع التي تقدم التدريب على الإنترنت بشكل تجاري وذات الصلة بتخصصه الإبداعي. وبالنسبة للتخصصات التدريبية غير ذات الصلة بالعمل الأدبي والإبداعي ولكنها تؤثر على تجربة المبدع الحياتية والإبداعية كالتخطيط وصياغة المشاريع وصناعة العلاقات العامة ومبادئ التسويق وغير ذلك من المواضيع التي تزيد من مهارات المبدع الحياتية والعملية، ويجب على المبدع التعرف على مقدمي هذا النوع من الخدمات التدريبية وما هي أهم المواقع الإلكترونية التي تقدمها وأن يصبح المبدع ذو مهارة في البحث عنها والتسجيل فيها والحصول عليها لفائدة تجربته الحياتية والعملية والأدبية.