Tue,Aug 26 ,2025

الكاتب كمبدع رقمي- عن الإنترنت
2025-04-27
عن الإنترنت
إن الإنترنت ذات أهمية فريدة و متعاظمة بشكل يومي في حياة معظم البشر، وتدخل تقريبا في كل شئون حياة الإنسان العامة والخاصة بما في ذلك مراسلاته الشخصية والعملية، وهي العالم داخل شاشة، والمخزن العالمي للشخصيات والذكريات والإبداعات والمعلومات التي تتضمنها المواقع الالكترونية التابعة لأفراد ومؤسسات وجماعات ومعاهد وجامعات ومؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وبحثية، والبيانات التي تحتويها من كتب ودراسات وبحوث ورسائل علمية وتقارير ومقالات وصحف ومجلات ودوريات وقنوات وإذاعات وغير ذلك من الخيارات ومنصات المعرفة.
.وبشكل عملي فقد استفاد الجميع من الإنترنت وخدماتها بداية من برامج الحديث عن بعد بالكتابة أو تلك التي تقدم خدمات المراسلة الصوتية وصولا الى الاحدث منه والتي تتيح التواصل المرئي وجها لوجه، وخدمات البريد الإلكتروني التي سمحت بالتواصل بشكل أسرع بين الأشخاص، مرورا بالمواقع الإلكترونية التي تقدم الحكومات والمؤسسات والأفراد للقراء والمهتمين، ووصولا إلى المدونات والتي اصبحت أشبه بالصحف الشخصية للأفراد، تنشر أفكارهم وتجاربهم وإبداعاتهم المختلفة من مقروءة الى مرئية أو مسموعة، وقد استخدمها الإعلامي والناشط المدني والشاعر والاديب والمصور الفوتوغرافي والموهوبين في صناعة الفيديو والأفلام وليس انتهاءا بأصحاب الأصوات الجميلة ممن نشروا أغانيهم الصوتية على المنصات المتخصصة بذلك واستخدمت الإنترنت في الكثير من أوجه التطور في الجوانب السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية وكل جوانب الحياة تقريبا وغيرت طرق الحياة التي يعيشها البشر مع بعضهم البعض، وأصبحت موجودة ومؤثرة في الجوانب الصحية وجانب التعليم والتعليم الذاتي والإلكتروني والتقديم للمنح التعليمية وظهور التعليم المفتوح والتعليم عن بعد وغيرها من أشكال التعليم الرقمية.
وفي جانب العلاقات العامة ساهمت الإنترنت في تقوية التشبيك بين المستخدمين لها وفي الجانب السياسي ساهمت الإنترنت في ترويج سياسات وخطط صناع القرار في التنمية في المجتمعات الخاصة بهم، و يستلمون من خلالها تعليقات المواطنين على هذه الخطط والاستراتيجيات، وساهمت في نجاح الكثير من حملات المناصرة والضغط حول قضايا أدبية وصحية وسياسية واجتماعية في كل دول العالم، والإنترنت تقنية تكنولوجية وتحتاج إلى مهارات للتعامل معها وهذا قد يتعارض مع الشهرة والفائدة الخاصة بها ولكن في الحقيقة لم يعد لهذه العقبة وجود حقيقي بعد تدافع الكثير من البشر لاستخدامها بشكل فاعل. وفي المقابل عملت الإنترنت على التأثير على حياتهم الشخصية والمجتمعية والوطنية وتضخم حجم تأثيرها ليصبح عالميا، وأهم ميزة لدى الإنترنت هي الطبيعة الخاصة بالمساواة في تفاعلها مع المستخدمين فكل مستخدم بغض النظر عن نوع الجنس الخاص به أو لونه أو طبقته الاجتماعية أو تعليمه أو الدولة التي يعيش فيها أو الإعاقة التي يعاني منها قادر على أن يحصل على اسم المستخدم والحصول على بريده الشخصي أو موقعه أو مدونته الشخصية على الإنترنت وعبر صفحته الشخصية على الشبكات الاجتماعية وهذا ما عزز وجودها وتدافع الملايين إليها سواء كانوا من المبدعين أو من جمهورهم. وقد تطورت الإنترنت حتى أصبحت تحتوي على الشبكات الاجتماعية والتي اجتذبت تقريبا كل سكان العالم من البالغين ليصبحوا مستخدميها ويشاركون فيها حياتهم والصور الخاصة بتجارهم اليومية ورحلاتهم، ومن المهم الإشارة أن الكثير من الأفكار التجارب الأدبية التي كانت لوقت قريب مجهولة للمبدعين وخصوصا في اليمن والعالم العربي ودول العالم الثالث ظهرت عبر الإنترنت بصفته بنك الأفكار الذي يستطيع من خلاله المبدع الحصول على أفكار رائعة تمت تجربتها ويمكن تكرارها على مستوى تجربته الإبداعية الشخصية. إن معرفة المبدع بما ينتجه العالم والمبدعين في شتى الدول سيعمل على إثراء المبدع بأفكار جديدة تزيد من موهبته وانتشار علاقاته مما يجعل من عمله أكثر احترافية ومهنية.
ولقد عززت الإنترنت من مشاركة المبدعين إبداعاتهم عبر مواقعها أو عبر الشبكات الاجتماعية ومشاركة الإبداع على جمهور أصدقائهم أو متابعيهم على الشبكات الاجتماعية ليصبح النشر والمشاركة أسهل ويصل غالبا للجمهور الذي يحتاج المبدع الوصول إليه وهو الأصدقاء في بيئته المحلية، وتلك المشاركات التي ساهمت في الترويج للكثير من المستخدمين على المستوى الشخصي أو الإبداعي ليصبحوا معروفين في بيئتهم المحلية، وأسهمت في تبني البعض منهم ليصدروا منتجات إبداعية احترافية ساهمت أكثر وأكثر في تكريسهم مبدعين. وقد عززت الشبكات الاجتماعية امكانية صناعة علاقات عامة بين الأفراد والمؤسسات من خلال صفحات المؤسسات التي يرغب الفرد في التواصل معها وقيامه بالتواصل واستثماره لصالح نجاحه المهني والإبداعي، ومنحت كل شخص الفرصة ليصبح صاحب قناة مشهورة أو إذاعة مؤثرة أو صحيفة إلكترونية. وأصبحت الإنترنت المورد الأول للمبدعين للحصول على الكتب و الروايات والمجموعات القصصية ودواوين الشعر والمسرحيات والمعارض التشكيلية كي يحصلون منها على الكتب التي قد لا يستطيعون شراءها لعدم توفرها في أسواقهم المحلية أو بسبب رفض دخولها الى مجتمعاتهم المحلية من قبل سلطات الدولة التي يعيشون فيها وهذا ما جعل معظم الكتاب في العالم قادرين على اللحاق بأفضل المنتجات الإبداعية التي تشبه ما يقومون بكتابته ليتعرفوا من خلالها على التجارب الأخرى ويستفيدوا منها في تجربتهم الإبداعية الشخصية وإن الإنترنت مليئة بالأفكار والتجارب والخبرات والأنشطة، وحلقة وصل مهمة مع الأفراد والشبكات والمنظمات ووسائل الإعلام ودور النشر والمؤسسات الثقافية والإبداعية المحلية والإقليمية والعالمية وعلى المبدع أن يعمل على التخطيط بجدية للاستفادة منها.