Tue,Aug 26 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- يدرك أن نجاحه ربح للجميع

2025-04-27


يدرك أن نجاحه ربح للجميع

إن الكاتب عندما يخلق النص الجيد فهو لا يضمن فقط مدخلات مالية ومعنوية له فقط ولكن قد يمتد تأثير النص الإبداعي الخاص به إلى الناقد والصحفي ودار النشر وشركة الإنتاج السينمائي أو الإذاعي وصاحب الموقع الأدبي المتخصص والكثير من الأشخاص والهيئات والمؤسسات فالجميع ينتظرون الإبداع من الكاتب ويعيشون ويعتاشون عليه ويقوموا بتنمية مدخلاتهم وازدهار أعمالهم من خلاله، وهذا يعني أن الجميع يحتاج من الكاتب الخروج بنص يتميز بالأصالة والجمال والإبداع والجودة.،إن افتراض الكاتب منفعة الجميع من نصه الإبداعي تعني أنه لا يجب على الكاتب الدفاع عن النص الخاص به دون التأكد فعليا من جودته وأن الأفكار الخاصة بالآخرين تضر بالنص أكثر من الإضافة إليه وفي العموم يفترض بالكاتب الجيد أن يعمل على:

1.             النظر إلى النقد بصفته رؤية مختلفة لرؤيته حول النص وتطويره وإثرائه بتفاصيل أكثر جمالا وثراء وإبداع، ونظرة تفصيلية في النص وشخصياته وأحداثه قد تنبه الكاتب لرؤى غابت عنه لحظة التدفق الإبداعي الخاص به.

2.             النظر إلى التغطية الإعلامية أو المقالات التي تقوم بعمل قراءات للنص الخاص به على أنه إثراء تجربته الأدبية وإشارات إلى مناطق كان يفترض به العمل عليها أو الاهتمام بها لتكون أقرب إلى دروس مستفادة له تنفعه في نصوص لاحقة.

3.             النظر إلى الرفض للنص بوجهة نظر مهنية ولأسباب قد تتعلق بالاختلافات الإبداعية أو التسويقية بين الكاتب ودور النشر، والنظر بشكل دقيق في الملاحظات التي قدمتها دور النشر والعمل على التفكير فيها وتحليلها ووضع المناسب منها في النص ليصبح النص قادر على البيع في أرفف المكتبات ودور الكتب ومعارض الكتاب المحلية والإقليمية والدولية.

4.             لا يفترض بالكاتب المبالغة في تحقيق جميع الأفكار التي حصل عليها من جميع المؤثرين من حوله حتى لا تختفي الروح الخاصة والصوت الخاص به من النص.

5.             يجب على الكاتب أن يدرك أن الحصول على فرصة في دور النشر لنشر النصوص الأدبية هو عبارة عن ماراثون يشارك فيه المئات من الكتاب اللذين يبحث كل واحد منهم على نافذة تصل به إلى للقراء وفي ظل موارد دور النشر المحدودة فإن الاعتذار عن النشر قد لا يكون بسبب شخصية الكاتب بقدرة ما يكون الأمر بسبب محدودية موارد الناشر.

ومن المهم للكاتب أن يعمل على الكتابة بصفتها مشروع مخطط له وتعتبر من أولويات مهام ومسئوليات الكاتب العمل على الكتابة بصفتها مشروع مخطط له فالكثير من المبدعين يدخلون عالم الكتابة من بوابة الوجدان والانفعال ولا يستمروا في العمل الإبداعي لعدم قدرتهم على التفكير بالكتابة كمشروع مهم وقابل للإدارة والتنفيذ والنجاح.

إن مصطلح الكتابة الحرة لا يعدو كونه أسطورة أدبية أكثر من كونه حقيقة منطقية تقوم على خطوات استراتيجية تضمن النجاح لعملية الكتابة نفسها عبر وصولها إلى فئتها المستهدفة وهم القراء، ولا نقصد بالحرية بمعنى الحرية الشخصية أو حرية التعبير، بل بالعكس فمن حق كل كاتب في أي زمان ومكان الحق في حرية التعبير، وإبداء الرأي دون أي خوف من أي أضرار تمس به أو ملاحقات له من أي جهات اجتماعية أو سياسية أو دينية أو أيا كانت فالحرية مبدأ مقدس ولا مجال للمساس به، والقصد هنا يعني الكتابة الحرة التي لا تتقيد بالقيود الزمنية للإنتاج أو تلك التي لا يضع فيها الكاتب جداول صارمة للعمل والكتابة والطباعة والنشر والتوزيع فمثل هذا النوع من الكتابة هي تلك التي يقوم بها معظم الكتاب والتي تنشأ عبر تدفق إبداعي فجائي لا أساس له، وحماس وقتي نادرا ما يحظى بالاستدامة، وجهد غير مخطط له.

 وفي حال فكرنا بالفعل في الكتابة كمشروع فمن المهم بالتالي كأول أنشطة المشروع تصميم خطة للكتابة وهي ثاني مسئوليات الكاتب المهمة، ويجب على كل كاتب أن يكون مخططا ناجحا قبل أن يكون كاتبا ملهما ليستطيع الوصول لهدفه النهائي، وهو النجاح بإبداعه لدى المجتمع المحيط به والمجتمعات المجاورة، والعالم أجمع إن استطاع إلى ذلك سبيلا. ويجب على الكاتب أن يعمل قبل الدخول في خضم نشاط الكتابة على وضع مخطط له غايات، وأهداف، وزمان، ومكان، ومستهدفين وتكاليف، وشركاء، ومخرجات تضمن عدم تحولها لـ عملية فوضوية ومحبطة، وإنشاء مخطط للكتابة لمعرفة إلى أين يحتاج أن يذهب؟، وإلى أين تحتاج قصته أن تذهب؟، وكيف سيصل لنهاية النص بسهولة ويسر، وكيف ستكون الخطة مساعدة له في النجاح والخروج بنص أو قصة منسقة ومتماسكة ومقنعة وقائمة على مسارات عاطفية و حبكة قصصية وزخارف لغوية وحوارات شيقة وشخصيات متطورة وتقوم خطة تصميم الكتابة على أساس أن يقوم به الكاتب كإحدى مسئولياته تجاه موهبته وإبداعه ومشروعه الإبداعي وهو العمل على إيجاد فكرة فكل النصوص الأدبية نشأت أولا كفكرة في ذهن كاتبها والذي يمارس حتى قبل عملية الكتابة بدقائق خلق الشخصيات والأحداث وقطع الحوار في النص، ومن المهم قبل الشروع في الكتابة أن يكون لدى الكاتب في عقله وعلى أوراقه ما لا يقل عن 50 % من أحداث القصة ليت يكتبها حتى لا يتوقف في منتصف طريق الكتابة.