قادر على تصميم الخرائط الذهنية الإبداعية

يجب على الكاتب العمل على تصميم الخرائط الذهنية أو عدة خرائط ذهنية لكل خطوة من خطوات العمل الذي يقوم به ففي البداية هناك الخريطة التي تختص بالفكرة وما مصدرها وكيف سيتم التعامل معها وإلى أين يمكن الوصول بها وكيف يمكن إثرائها بالبيانات والمعلومات التي تجعلها فكرة ثرية وقابلة للمعالجة الأدبية. وبعد ذلك وضع خريطة خاصة بالبيانات والمعلومات والتي تتكون من أماكن المصادر الخاصة بالبيانات التي تقوم بإثراء الفكرة، كيف يتم التعامل مع البيانات، وكيف يتم تحليلها والاستفادة منها وترتيبها ووجود هل المعلومات بشكل أدبي داخل النص، ومن ثم العمل على تكوين الخريطة الخاصة بالكتابة والتي تضم الشخصيات وخلفياتها المعرفية والنفسية والتاريخية وخصائصها الجسدية وشبكة علاقاتها مع الشخصيات الأخرى، والأحداث بداخل النص وكيف تشابك هذه الأحداث مع بعضها البعض لتكوين الذروة القصصية أو النصية وخلق الحبكة والصراع داخل النص.

ومع الانتهاء من وضع الخريطة الخاصة بالكتابة يمكن العمل على إنتاج الخريطة الخاصة بـ التواصل والتشبيك مع دور النشر ونوادي القصة والمجتمعات الأدبية والإعلام الثقافي المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني ووضع ما هو المطلوب من كل جهة القيام به للتعامل مع النص من طباعة ونشر وقراءات نقدية وترويجية للكتاب في المجتمعات الأدبية والإعلامية ليصل النص إلى القراء وهم متشوقون لشرائه واقتنائه.

ويجب على الكاتب وضع خريطة ذهنية ومكتوبة لطرق التعامل الجيدة في حال نجاح الكتاب أو فشله وكيف سيتم استثمار نجاح النص في حال نجاحه أو التعامل مع فشل النص في حال الفشل، وما هي الخطة اللاحقة لكل ناتج من الكتاب سواء فشل أو نجح، وربما تكون هذه الخريطة هي الأخيرة عمليا للعمل على نجاح النص في الوصول للقراء ولكن في حال الإمكان.

ومن النصائح الجيدة أن يقوم الكاتب بعمل خريطة ذهنية ومكتوبة إن أمكن عن كيفية رجوعه إلى الحياة العامة خصوصا حياته الأسرية والحياتية ككل بعد الانتهاء من الكتابة ونجاحه ليستطيع أن يلتقط أنفاسه ويبدأ بشكل مريح في التفكير في النص دون أن يدخل في ضغط الإنتاج المتلاحق فتقل جودة ما يكتبه وتكون سببا في فشل لاحق.

ومن الأنشطة التي يمكن للكاتب أن يقوم بها الكاتب في تصميم وتنفيذ هذه الخرائط أن يقوم بها بنفسه لأنه الأكثر معرفة بقدراته ومحيطه وموارده وشبكة علاقاته وجهات الاتصال الخاصة به وشهرته والمدى الجغرافي الذي يحلم بالوصول إليه والمدى الزمني الذي يكفيه، وما هي شبكاته الاجتماعية التي يملكها في الواقع أو على الإنترنت، وهو الأكثر علم بكيفية استثمار كل هذه الموارد من حوله. ومن ناحية خروج النص من تحت جناح الكاتب بعد الانتهاء منه عليه أن يقوم بتصميم الخرائط الخاصة بصناعة النشر والإعلام والمجتمعات الثقافية التي تساعده في نشر النص فهو الأكثر إدراكا وربما من تجارب سابقة بأساليبهم وطرق التواصل معهم وتحفيزهم على الكتابة حول النص والترويج له وطباعته ونشره بالطريقة الفضلى ليصبح متاحا ومرغوبا للشراء من قبل القراء، وقد يحتاج هذا الأمر التدريب وبناء القدرات للكاتب ليستطيع تصميم هذه الخرائط لكل نشاط من أنشطته الإبداعية ويمكن للكاتب بناء قدراته على وضع هذه الخرائط من خلال التدريب من خلال العمل والتكرار والتعلم من الأخطاء أو يمكنه قراءة الفصل الخاص بتصميم الخرائط الذهنية وتصميم الخرائط الخاصة به وكذا تصميم الإطار المنطقي الخاص بمشروعه الإبداعي والتي ستشرح كيفية وضع الإطار المنطقي لمشروعه الإبداعي وكيفية تصميم الخرائط التنفيذية الخاصة بذلك.

ومن المهم للكاتب العمل على سلسلة المؤثرين الذين تحتويهم الخريطة والتحقق من وجود التباينات وتشمل هذه الخريطة العلاقات في حياة الكاتب من العائلة والأصدقاء والمعارف والأقران و الشركاء والمانحين والشركات ودور النشر وما هي الاستفادة الشخصية والإبداعية للكاتب من كل منها.

وتضم الخريطة الخاصة بالكاتب طرق وبيانات الاتصال الخاصة بكل فرد ومؤسسة فيها وأن يهتم الكاتب بوجود مثل هذه العلاقات الوثيقة ومعرفة طرق مساعدة كل علاقة فيها للكاتب مع الاهتمام بالجغرافيا الخاصة بخريطة الكاتب ومن هو القريب منهم ومن هو البعيد ووسائل الاتصال بكل منهم وطرق الوصول إليهم.

وفي المجال الإبداعي هناك أهمية صناعة خرائط المسار الإبداعي الخاص بالكاتب وهي التي توجهه في الإتجاه الذي يريده ويحتاج إلى الذهاب إليه لتحقيق أحلامه وجعل الرحلة أكثر سهولة ومعرفة الانحراف عن المسار المحدد لاستكشاف المجهول ومعرفة طريق العودة للمسار الصحيح وفي المجال الكتابي نفسه على الكاتب رسم خريطة ثالثة بجانب خريطة مساره الإبداعي وخريطة المؤثرين في مساره الإبداعي والخريطة الثالثة هي الخاصة بالنصوص الخاصة به حيث يجب أن يكون هناك خريطة لكل نص من نصوص الكاتب تعطي معلومات حول التكتيك والتكنيك في النص وأسس القصة وأقواس الشخصية ورحلة الشخصيات وكيفية ارتباط الشخصيات بعضها ببعض وما هي العناصر المتناقضة في صفحات النص ومعرفة الموضوع والنوع والنبرة والجو والبداية والنهاية لنص الكاتب.  وفي مجال تطوير النص يمكن عمل خريطة رابعة تحتوي على ملاحظات وتعليقات الأقرباء والقرناء والقراء والشركاء ومعرفة طرق تنظيمها والاستفادة منها في تطوير نصوص الكاتب وتجربته ومشروعه الإبداعي. ومن الممكن أن يكون لرسم تلك الخرائط صعوبة وتستغرق وقتا طويلا ولكن يمكن الاستفادة من الإنترنت والعالم الرقمي والمنصات التي تساعد في تنظيم الأفكار وإعادة تنظيمها بسرعة ودون عناء. ويعتبر رسم الخرائط الذهنية أحد أقوى الأسلحة في ترسانة الكاتب كتقنية عقلية عملية للغاية يمكن أن تساعده على تنظيم الأفكار بطريقة هادفة وبناء شبكة نجاحه وتجعل بساطة الخرائط الذهنية أفكار الكاتب منظمة جيدا مما يتيح لك الوصول إلى البساطة المطلقة والتركيز ومتابعة جميع عناصر نصوصه وعلاقاته وجميع تفاصيل تجربته ومشروعه الإبداعي. ويجب أن يكون لدى الكاتب وجهة لإعطاء أي معنى لخارطة الطريق، والإجابة على أسئلة من قبيل ما البداية وما النهاية وما الأهداف وما هو الوضع الراهن وما هو عالم النص وعناصره وحوادثه وصراعاته وإجراءاته ومساراته واختياراته وأسبابه ونتائجه وبنيته وهيكله وذروته وعلاقاته ونتائجه وتأثيراته واتجاهاته وإيجابياته وسلبياته وحبكاته وتفاعلاته وتشويقه وقوته ودوافعه للوصول إلى خرائط تدفع بالنجاح لنصوص الكاتب وتجربته ومشروعه الإبداعي.