Tue,Aug 26 ,2025

قدرات الكاتب الناجح-قادر على إدارة الأولويات و التحفيز والضغط والإجهاد
2025-04-27
قادر على إدارة الأولويات
على الكاتب أن يكون قادرا على إدارة الأولويات الخاصة به فأي كاتب تسكنه الكتابة يدرك أن الكتابة هي المسيطرة على قائمة الأولويات القصوى لديه، ولها من الأهمية ما يفوق أي نشاط آخر في حياته، ويدرك أو يعيش بشكل يومي مدى احتياجه للكتابة وممارسة فعل الكتابة اليومي، وربما على مدار الساعة فالكتابة هي احتياج للكاتب قبل أن تكون رغبة بالحصول على التقدير والامتنان والشهرة والأموال.
إن الدليل على ذلك هو أن معظم الجمهور يكتبون رسائلهم ومشاعرهم وأحلامهم وقضاياهم على الورق أو في صفحاتهم على الشبكات الاجتماعية والمدونات والمواقع وبعضها يتطور ليشكل تجربة كتابية ملهمة وناجحة ومعظمها في الحقيقية يستمر على نفس مستواه لرغبة من يقوم بالكتابة في التفريغ النفسي أو الفكري فقط لا غير.
وفي الحقيقة فكل بني البشر كتبوا أو يكتبون أو سيكتبون في المستقبل لحاجتهم المفرطة للكتابة، وحتى من لا يملكون القدرة على القراءة والكتابة أخرجوا ما بداخلهم عبر الحكايات الشفهية والأمثال والنكات والأحاديث والقصص والتي توارثتها الأجيال من بعدهم لأنهم مارسوا بألسنتهم عملية الكتابة في صدور وقلوب أبنائهم ويجب على الكاتب عدم الخوف والعمل على تحديد الأولويات الخاصة به بكل ثقة وأن يدافع عنها بشكل مستمر وأن كل ما سبق بالإضافة إلى عدم التركيز على الأهداف الخاصة بالكاتب مما يجعله لا يستطيع تحديد أولوياته بشكل أدق وابتداء من الأهم فالمهم بحسب سلسلة مهام تعتمد على توصيفها بـ الطارئة أو تلك اليومية أو المهام التي تعترض طريق الكاتب ضمن أنشطته اليومية ويمكن للكاتب الراغب في تحديد أولوياته العمل أولا على تحديد المهام اليومية على الورق أو عبر التطبيقات المنتشرة على الهواتف وأجهزة الحاسوب، وتقسيمها لفئات ومهمات وأولويات وجدولتها وتضمينها وطرق التعامل مع المهام الطارئة أو العاجلة أو المنجزة للوصول إلى تحديد كامل للمهام ومن خلالها تحديد شامل للأولويات.
إن الكاتب ما هو إلا حالة متطرفة من كل من حوله ومن سبقه ومن سيليه، وعندما يحتاج الكتابة فقد قرر أن هذا الشيء بالتحديد هو ما يتوق إليه قلبه وعقله وروحه وأن هناك شغفا حقيقيا يحفزه وقد لا يكون المال ولكنها كلمات وأفكار تسيطر عليه وتجعله مستعد وراغب في وضع المزيد من الوقت والجهد والمال في الكتابة وسيطرة هذه الحاجة الملحة ورغبته بالذهاب إلى أبعد من المفاهيم البسيطة للأحاديث والعمل المجهد والمرهق في الكتابة للنص وقراءته وكتابته وفعل ذلك عدة مرات للوصول إلى الاقتناع بما كتبه والوصول إلى الاقتناع أنه قدم شخصياته وقصصه بما يكفي من العاطفة والبنية الجيدة والإحساس بجودة قراراته حول الارتفاعات والانخفاضات الجيدة والسيئة والتقدم والنكسات و المفاجآت والمكافآت التي تتمتع بها الشخصيات وتطويرها من خياله إلى الورق.
قادر على إدارة التحفيز
إن قدرة الكاتب على التحفيز لنفسه ومحيطه مهمة بشكل فارق ليستطيع البقاء بشكل دائم على أتم الاستعداد للعمل أو الإبداع، ويمكن أن يتم الحصول على التحفيز من مصادر داخلية كـ الشغف والحب والمتعة والتحدي، والشعور بالإنجاز والرغبة بالنجاح أو من مصادر خارجية كالمنافسة أو الرغبة بالتطور ووجود الفرص والتعرف على تجارب ومشاريع إبداعية ناجحة من محيط الكاتب المجتمعي والإبداعي، والرغبة بالحصول على التقدير والشهرة والجوائز الإبداعية أو لمجرد إنهاء الكاتب المشروع الإبداعي الخاص به. ومن المهم عند الحديث عن قدرة الكاتب على إدارة التحفيز أن يدرك ما هو هدفه من التحفيز، ولما يعمل على تحقيق الهدف، وما هي الأسباب التي تدعوه إلى تحقيق الهدف، وهل الهدف الخاص بالتحفيز واقعي وقابل للتحقق، وهل السبب الخاص بالتحفيز منطقي وقابل للإقناع، يخلق رغبة في إنجازه وتحقيقه، وهل سيؤثر على حياة الكاتب وأنشطته الشخصية أو العملية أو الأسرية أو الإبداعية، وكيف يمكن للكاتب تفعيل أحاسيس التحفيز بداخلهم بما يؤثر إيجابيا على شخصية الكاتب ويسهم في تطوير تجربته الإبداعية وتحقيق أهداف مشروعة الإبداعي.
قادر على إدارة الضغط والإجهاد
إن الحياة الإبداعية للكاتب متخمة بالضغوط والإجهاد والمسؤوليات العائلية والوظيفية والإبداعية وبالتالي لا يجب عليه السماح لمن حوله بالضغط عليه واجهاده والحفاظ على مسافة بينه وبينهم والتأكد من وجودهم الإيجابي في حياته وأن يكون واعيا لجميع جوانب عملياته الإبداعية ويتميز بالثقة والتفهم ويعالج قضايا انعدام الأمن لديه.
وعلى الكاتب أن يتعامل مع المتغيرات من حوله بإيجابية كي لا يكون لها دور في زيادة الضغط والإجهاد عليه وأن يدرك ما الذي يقوم به ومتى يقوم به وأن يمتلك الإجابات الخاصة بحياته وتجربته الإبداعية وأن يعالج أسباب القلق وأن يتميز بالهدوء والتعامل مع الضغط والإجهاد بإيجابية.
وعلى الكاتب أن يعمل على التخلص منهما بشكل دوري وسريع إما بشكل شخصي أو بالتعاون مع من حوله مع أهمية التجريب في تجربته الإبداعية والاستمرار في الكتابة والنشر وتصحيح الأخطاء وصقل الحرفة الإبداعية والعمل على النصوص ليت يجبها وتشده ومناسبة له وتخصصه والنوع الإبداعي الذي يكتبه.
ويجب على الكاتب أن يعرف ما هي النصوص التي تضغط عليه وتجهده وما هي الأفكار التي تقوم بذلك ومن هم الجمهور الذي يسهم في ارتفاع الضغط والإجهاد عليه وأن يعمل على استثمار المنصات الواقعية والرقمية والأدوات التكنولوجية في تقليل الضغط عليه والاستمتاع بانتصاراته ونجاحاته والتوقف كل فترة عن العمل الإبداعي.
وفي حال أحس الكاتب بالضغط والإجهاد والاستمتاع بكل خطوه من خطوات الكتابة والتصحيح والنشر والنجاح وتحقيق المبيعات وتعزيز السمات والمعتقدات والصفات لدى الكاتب التي تزيد من مستوى تحمله للضغط والإجهاد وأن يحذر الكاتب من إلقاء ضغط على نفسه وإبداعاته والاهتمام بصحته وممارساته اليومية من التغذية والرياضة والنظافة التي تساعد على تقليل تأثير الضغط والإجهاد وعلى الكاتب التعامل مع الضغط بحسب مستواها بحيث لا تأخذ أكثر من حجمها وإعطاء الضغوط والإجهاد الوقت لمعالجتها والتخلص منها واستيعابها والتعاون مع الشخصيات من حوله ممن يمكنها مساعدته في تجاوز الضغوط، وأن يعمل الكاتب على الاعتناء بنفسه والاهتمام بالإنجاز والنجاح وعدم الوقوع في زحام المهام الحياتية والإبداعية ومحاولة عيش الحياة بشكل كامل بسعادة ومرح وحب لكل تفصيله من تفصيلاتها. وهناك بعض الأسباب التي قد تسهم في زيادة الضغط والإجهاد على الكاتب ومن ضمنها ضغط المعلومات لضغط الجدول الزمني للكاتب في عمله الإبداعي وضغوط الأسرة والمعارف والشركاء ووسائل الإعلام والوكلاء بالإضافة إلى ضغط الزمان والمواعيد النهائية وأيضا ضغوط الحياة الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والثقافية والإبداعية والترويجية والإعلامية والتوزيعية وضغط المبيعات وضغط الصراعات وضغط الاختلاف في وجهات النظر.
وعلى الكاتب العمل على تجاوز تلك الضغوط ومعرفة كيفية علاجها والابتعاد عنها لبعض الوقت لتخفيفها والابتعاد عن مسبباتها سواء كانت مرتبطة بالكتابة أو التجربة الإبداعية أو الشخصيات المحيطة بالكاتب أو مرتبطة بالتزاماته وأفكاره وتصريحاته وأحاديثه أو نمط عمله الإبداعي أو الوظيفي وأن يكون مستعدا للوقوع في الضغوط. وإن الكتابة وظيفة صعبة يعيبها كثرة الضغوط والإجهاد فيها منذ أول كلمة في النص إلى ما بعد أن يصبح النص في متناول الجمهور وكل ما يستطيع الكاتب القيام به لتقليل تلك الضغوط هو الكتابة والاستمرار فيها والاستعداد لها وأن يكون صادقا ومحترفا ومركزا ويقضا متأملا ومدركا لكل ما يرتبط بتجربته الإبداعية ومستعدا لها جميعا.