قادر على إدارة التغيير

وعلى محيط أوسع من الصفات والمهارات الإيجابية التي يجب أن تكون لدى الكاتب ليكون قادرا على الإبداع المستمر، وقادرا على إدارة مشروعه الإبداعي هناك صفة تتعلق بقدرته على إدارة التغيير في حياته على اعتبار أن التغيير مسار ضروري في حياة أي شخص، وهو مسار إجباري في كل مشروع بما فيها المشاريع الإبداعية. 

وعلى الكاتب خلال حياته وضمن مشروعه الإبداعي التعامل مع التغيير وقبوله والعمل على إدارته والحفاظ عليه والتكيف المستمر معه والعمل على تعديل أنشطته الحياتية واستراتيجياته ضمن مشروع الإبداعي مع كل تغيير يحدث في عمل الكاتب في مجال إدارة التغيير بشكل منهجي ومنظم يضمن تنفيذ التغييرات بدقة وكفاءة وتحقيق الفوائد الدائمة.

ومن المهم التزام الكاتب عند إدارة التعيير العمل عليه كأي نشاط ضمن حياته أو مشروعه الإبداعي مما يعني التخطيط للتغيير وإدارته وتنفي أنشطته والتحكم به ومتابعته ومراقبته والتعلم منه وترسيخه كطريقة تعامل مع التأثيرات البيئية والإبداعية في حياة الكاتب أو ضمن أنشطة مشروعه الإبداعي.

وفي الواقع فإن التغيير عملية مخيفة للجميع فالكل يفضل أن يكون في المكان الآمن له ولا يرغب بتغييره حتى ولو كان للتغيير إمكانات وفرص للتطور ويدخل في كلمة الجميع المبدعين أيضا برغم قيادتهم للتغيير في كل مكان مما يؤدي لمقاومة التغيير، وتأتي تلك المقاومة بسبب الفهم الخاطئ للتغيير، والخلل في التواصل لإظهار أهميته، والخوف من المجهول أو فقدان السيطرة عليه، وفقدان طرق الحياة المألوفة أو فقدان مكاسب يوفرها الوضع الحالي، وربما عدم توفر المهارة على إدارة وقيادة التغيير أو وجود تجارب فاشلة في الماضي أو تلك الخاصة بالتوقيت المقترح للتغيير. وإن كل ما سبق من مهارات وصفات ترتبط بشكل أساسي بوجود الصفة أو المهارة التالية والتي يجب أن تكون لدى الكاتب لنفسه أو لمحيطه وهي قدرته على التحفيز، وفي حال تم استدعاء أي مهارة أو صفة إيجابية لدى الكاتب فسنجد أنها ترتبط بشكل قوي بمدى قدرته على التحفيز سواء كان لنفسه وموهبته وتجربته ومشروعه الإبداعي أو التحفيز لمن حوله على إدارة أولوياتهم وإبداعاتهم وحياتهم ومشاريعهم ورغبتهم بالتغيير، وبالتالي فإن قدرة الكاتب على التحفيز تعتبر محورية ومهمة لنجاحه ونجاح تجربته ومشروعه الإبداعي ككل.

قادر على إدارة التقييم

تهدف عملية تقييم الذات إلى معرفة معلومات عن الذات بشكل منظم وموجه باتجاه تطويرها، وتشتمل هذه المعرفة على تحديد نقاط الضعف والقوة، التوجهات والتأثيرات الخارجية والقيم والأهداف المستقبلية، ويتم تقييم الذات من خلال نظرة الكاتب لنفسه ونظرة الآخرين له وتقييم الذات من خلال معايشة الكاتب لمواقف محددة، بحيث يستطيع الكاتب معرفة مكامن القوة والضعف لديه، والتعرف على المؤثرات المحيطة والقيم الخاصة التي تلعب دورا في تحديد توجهاته المختلفة، ومدى ثقته بنفسه، وتقييم أهدافه ومدى ملاءمتها لقدراته الذاتية، وكيف يمكن أن يطور نفسه باتجاه تحقيق الأهداف. وتحتاج عملية تقييم الذات، عقل متفتح ونظرة نقدية هادفة إلى الذات. فأحيانا يكون الصعب على الشخص مثلا النظر بموضوعية إلى أمور ذاتية وتقييمها. ومن خلال الطرق والأدوات المختلفة يمكن للفرد أن يستعين أيضا بغيره لمعرفة ذاته، فهناك أشخاص مقربون يمكن لهم أن يساعدونا على التفكير بأمور ذاتية لم نكن نعرفها عن أنفسنا.

ومن الضروري الإشارة أن الهدف من عملية تقييم الذات هو السعي إلى تطويرها وليس الوقوع في دوامة أفكار عن الذات دونما هدف. وتعتمد عملية تقييم الذات، وهي عملية يجب أن تكون مستمرة ودورية، على الهدف المنشود من إجرائها كل مرة فالتطوير الذاتي عملية ديناميكية ومتغيرة باختلاف الزمن كعملية تراكمية.

قادر على إدارة المخاطر

من المهم للكاتب العمل على إدارة المخاطر كي لا يتوقف وتتوقف بسببها تجربة الكاتب الإبداعي وبالتالي يجب العمل على إدارة المخاطر ومعرفتها وإدراك أسبابها وطرق علاجها والتخلص منها، وضمان استمرارية المشروع واستدامته وإمكانية العمل على إدارة المخاطر بحيث يمكن للمشروع الاستمرار في العمل حتى الوصول للنجاح، والعمل على التطوير للمشروع الإبداعي وتطوير الأفكار والأنشطة والأعمال التي تسهم في جعل أنشطة المشروع جيدة وتصب في مجال جودة المشروع ككل مما يستدعي أن يكون الكاتب يمتلك رؤية تطويرية وعقلية متفتحة على الأفكار الجديدة والمبتكرة والتي تصب في نجاح مشروع الكاتب الإبداعي.

ومن المهارات التي يجب أن تكون لدى الكاتب في حياته أو في تجربته الإبداعية قدرته على إدارة المخاطر، وهي من القدرات المهمة جدا لما ترتبط به من أشياء ثمينة في حياة الكاتب كحريته وخصوصا حريته الإبداعية أو حياته نفسها وارتباطها بسلامته الشخصية وعدم تعرضه للتهديد أو الإساءة أو العنف أو الاستغلال بما قد يؤدي بحياته أو سلامته الجسدية والعقلية.

وفي الحقيقة يعتبر الكتاب والمبدعين من أكثر الأشخاص المتعرضين للمخاطر وخصوصا بسبب إبداعاتهم وخصوصا في الدول التسلطية أو الديكتاتورية، والمجتمعات التي تنظر إلى الإبداع بريبة كممارسة تهدف إلى خلخلة الأعراف والممارسات الدينية والمجتمعية، والعالم بأكمله لديه مبدعين كثر تعرضوا للقتل والتهديد والعنف والتعذيب والتجاهل والحروب ضدهم بسبب من إبداعاتهم.

ومن الأهمية بمكان أن يكون لدى الكاتب قدرة على إدارة المخاطر الخاصة به أو بمشروعه الإبداعي وأن تكون إدارة تلك المخاطر على رأس قائمة أولوياته فعلى الكاتب للحفاظ على حياته وإبداعاته أن يكون على فهم مستمر بالمخاطر المحتملة من حوله، وما هي الطريقة لإدارة أو علاج تلك المخاطر أو تقليصها للدرجة التي لا تؤثر على حياته أو إبداعاته. وفي حال كان يملك مشروعا إبداعيا أن يعمل على ضمان ألا تؤثر المخاطر عل عمليات وبرامج وأنشطة المشروع، والعمل على تصميم خطط وأفكار وإجراءات وموارد وجهود لإدارة المخاطر وضمان عدم تأثيرها السلبي على الكاتب أو مشروعه الإبداعي.

ويمكن للكاتب عند التعامل مع المخاطر العمل على تحديدها ودرجة تأثيرها وما هي العوامل التي تسببها وأسبابها، وما هي الممارسات أو الأنشطة أو الأفكار التي قام بها الكاتب لخلق تلك المخاطر، ومن ثم يمكنه العمل على إدارتها من خلال نقلها أو تشاركها مع الآخرين أو قبولها أو تفاديها.

وفي حال كان للمبدع شركاء في مشروعه الإبداعي يجب عليه النظر في إمكانات تمدد المخاطر إليهم وبالتالي عليه بالتفكير في كيفية التنسيق معهم لإدارة تلك المخاطر وتقليص أثرها أو حلها بالطريقة المناسبة، وينتج فهم المخاطر قدرة على وصفها بالطريقة المناسبة لفهم حجمها وتعقيدها وطرق حلها ومعرفة من يتأثر بها ولماذا وكيف، وما هو احتمال حدوثها؟ وما سيكون التأثير في حال حدوثها، وما هي التدابير أو الإجراءات التي من شأنها منع المخاطر أو التخفيف من حدتها؟ وما هو التصنيف المناسب لها، وقياس احتمال حدوثها، وما هي تدابير التخفيف من حدتها المخاطر، وقياس تأثيرها وهل هو حاد أو كبير أو معتدل أو ضئيل وهل له تأثير على الحياة أو الأموال أو الممتلكات أو السمعة، وهل تحتاج إلى العمل السريع على تخفيفها أم أنه قد لا يكون ضروريا، وهل هناك إمكانات لتقييم المخاطر ومعرفة احتياجها لتدابير عاجلة أم لا وتدابير مؤقتة أو دائمة.

وفي المجمل يجب التخلص من المخاطر وتقليل احتمال حدوثها وتقليص تأثيرها أو نتيجتها في أي وقت تظهر فيه بشكل عاجل كي لا تؤثر على الكاتب أو مشروعه الإبداعي، والإدراك الكامل لموضوع هل تؤثر تدابير التخفيف من حدة المخاطر بشكل كبير على القدرة على الإبداع أو تنفي المشروع الإبداعي أم لا.