Tue,Aug 26 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة الصراع

2025-04-27


قادر على إدارة الصراع

قد يعيش الكاتب مراحل صراع مع محيطه النفسي أو الأسري أو المجتمعي أو الإبداعي، ويكون عليه أن يتميز بقدرته على إدارة الصراع وتحويله لصالحه وصالح مشروعه الإبداعي، وقد يكون للصراع المحيط بالكاتب أسباب عديدة يفترض به فهمها وتحليلها ومعرفة كيفية حلها.

ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى الصراع الفهم الخاطئ بأن فوز أو نصر أحد الأطراف لا بد من أن يقابله خسارة أو فقدان الطرف الآخر مما قد يفقد الكاتب القدرة على الإبداع والتطور، والرؤية الموضوعية للذات وللآخرين وعلى الكاتب العمل على التنبؤ بالصراعات وتحليل أسبابها ورسم الخطوط العريضة لمخرجاتها المتوقعة، وفهم ما هي كينونة الصراع وكيفية تطوره ونموه ومعرفة إمكانات تحليله وفهمه وطبيعته ومكوناته وحجمه وإيجابياته وسلبياته وميزاته ومشكلاته وأسبابه وحيثياته والطرق الأفضل للتعامل معه وإدارته أو تحويله أو تجنبه أو إهماله أو تسويته أو إنهائه أو حله حتى لا يؤثر على اختلال التوازن الطبيعي بين الأشياء أو الأطراف المختلفة.

إن للصراع أوجه إيجابية فهو يساعد على التطور والمنافسة والتجدد والإبداع، ويساعد على إدراك المشكلة، ويحفز على التفكير في طرق تحقيق التغيير المطلوب، وتحسين مستوى الأداء، وتحسين مستوى البحث عن الحلول المختلفة وغير التقليدية، وصقل الشخصية، وإكساب المهارات والخبرات، وزيادة الوعي بالذات، والارتقاء بالمستوى الأخلاقي والنفسي والاجتماعي، ومساهمته في الجدل الفكري وإحداث التغيير، وله أيضا سلبيات كان يكون مدمرا للشخص والآخر ممن يعيش مرحلة صراع معه، وقد يعزز التسلط والقمع، وقد يقود إلى العنف والحرب، وانعدام قنوات الاتصال والمخارج وانتشار الخوف والقمع، وانعدام الشعور بالعدل والأمان.

والصراع له أشكال كثيرة منها الصراع الخفي والسطحي والمفتوح والعنيف والفردي والجماعي، ويمكن التعامل معه عبر حلول عديدة ومن ضمنها تجنبه أو تسويته أو إدارته أو حله أو تحويله أو إدارته والسيطرة عليه ويمكن للكاتب ممن يعيش مرحلة صراع العمل على إدارة الصراع بصورة بناءة، ومحاولة وقف تطوره نحو العنف الكلامي أو الجسدي أو الترهيب، ومحاولة التفاهم بين أطراف الصراع.

ومن المهم منع وصول الصراع لمرحلة أكثر صعوبة وتعقيد غير مرغوبة، ومحاولة تغيير رؤية أطراف الصراع لدورهم ورؤيتهم ومسئوليتهم عنه، وتعزيز الحوار بينهم، وتعزيز دورهم في إدارة الصراع بدلا من تأجيجه، وصناعة شراكة بينهم لحل الصراع قائمة على حلول وقواسم مشتركة بينهم، والمساعدة في توضيح موضوع الصراع وإعطائه حجمه الحقيقي، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع. ويسهم فتح الحوار بين الأطراف المتصارعة وإدارة الصراع بشكل موضوعي ونزيه والقدرة على تحليل الصراع واقتراح حلول وقوانين له ويسهم في ثبات واستقرار الحلول والوصول لها، واستبدال الاختلافات بقواسم مشتركة وتفهم وجهات نظر الآخر، والخروج من حالة التمسك بوجهة النظر والتعنت في المواقف الخاصة، وبدء التفكير باتجاه وجود حلول وسط مشتركة وعادلة لجميع الأطراف أو ضبط الصراع وتوجيهية لصالح أطرافه وعلى رأسهم الكاتب ومشروعه الإبداعي ككل. ويسهم الصراع في تعلم الكاتب بأهمية الحوار والتعاون واحترام الاختلاف وإدارة الصراع لما فيه صالح الجميع، ورسم خطط واستراتيجيات تدعم تطور ونمو الكاتب ومشروعه الإبداعي، وتعزز قدرته على الاتصال والإقناع والتفاوض وإدارة الصراع طريقة إيجابية وتعزز مهاراته القيادية والإبداعية وقدرته على التغيير الإيجابي.

وهناك عدد من أسباب الصراع منها العلاقات الشخصية أو الأسرية أو المجتمعية أو الإبداعية أو عدم الثقة والعدائية، ويمكن حلها من خلال تحسين العلاقات بين الأطراف المتنازعة والتقبل ورفع مستوى التفاهم بينها من جهة، ومن جهة أخرى زيادة التسامح بين الأطراف، ومساعدة أطراف النزاع على الفصل بين أشخاصهم، وبين موضوع الصراع، وأن يكونوا قادرين على التفاوض من منطلق مصالح الأطراف وليس من مواقف ثابتة. وإن تسهل الوصول لحلول مرضية لهم جميعا وتطوير أساليب التواصل بينهم وتغيير الأبنية التي تسبب عدم المساواة والعدل، وتطوير العلاقات طويلة الأمد بين الأطراف المتصارعة، وتطوير أنظمة وطرق تساعد في تقوية المواقف والمفاهيم التي تتعلق بالعدل والسلام والصلح والاعتراف المتبادل، وزيادة الانسجام والتوازن والنظام والإجماع والرضا حول الموارد المادية، والسلطة والدخل والملكية وتفعيل النقاش العقلاني والتواصل والإدراك، والقناعة والإنسانية. ويمكن للكاتب لأجل إيجاد حل للصراع التواصل مع أطراف الصراع معه والوصول إلى تفاهم مستدام بينه وبينهم، والعمل على إيجاد طريقة للعمل معهم قائمة على المساعدة والدعم والتعاون بدل العزلة والحقد والكراهية، والتشارك معهم في إيجاد تغييرات في علاقته بنهم تعزز من التعاون وتشجيع الجميع بمن فيهم الكاتب عن البحث عن البدائل ورؤية الصراع بطريقة إيجابية، ومساعدتهم على فهم العوامل المسببة للصراع وحلها والاستفادة منها بما يزيد قوة الجميع وقدرتهم على تخطي العقبات والتحديات وزيادة خبراتهم العملية والإبداعية وقدرتهم على إدارة الموارد بحكمة، وتفعيل العلاقات الطيبة والإيجابية، وتفاعلهم الإيجابي في تبادل المعلومات واستثمارها لصالح الجميع.