Thu,May 15 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة العلاقات
2025-04-27
قادر على إدارة العلاقات
من المهم للكاتب أن يكون قادر على بناء شبكة اتصالاته وعلاقاته الجيدة وتعني أن يكون للكاتب شبكة علاقات تكون هي المصدر الأساسي لتشجيعه ودفعه للأمام في مشروعه الإبداعي، وتشجيعه على الاستمرار في الكتابة وتسويق النصوص الخاصة به فهذا العمل يعتبر من أولويات الكاتب لبناء شبكة اتصالاته وعلاقاته الجيدة والتواصل الإيجابي والترحيب بكل وجهات النظر من جميع المؤثرين في تجربة الكاتب الإبداعية، ومعرفة حدود تدخلات الآخرين من كل من حوله في كتاباته وفي تطوير النص الخاص به ومدى رغبته وقدرته على احتمال هذه التدخلات، وقدرته على إدارة العملية الإبداعية الخاصة به بشكل مستقل وسلس لا يؤثر على العملية الإبداعية أو الصحة الجسدية والعقلية والعائلية للكاتب وجودة مشروعه الإبداعي.
وعلى الكاتب أن يكون قادر على إدخال نفسه بنجاح في النظام الخاص بالإبداع والمبدعين فهناك نظام كامل يحيط بالكاتب كـ أقرانه في العمل الأدبي والنوادي الأدبية والفرق والجماعات والمؤسسات الإبداعية، وأن إدخال الكاتب لنفسه بنجاح في نظام الإبداع والمبدعين يرتبط مع قدرته على المتابعة الحثيثة لأنواع الأدب في السوق ومعرفة المنافسين والتعامل معهم والتغلب عليهم.
وتساعد العلاقات الكاتب في البحث عن الأخبار الجديدة الفريدة التي يستطيع وضعها في نصوصه، وتزيد قدرته على ترتيب المعلومات الخاصة بدور النشر والمسابقات الأخرى المتوفرة في محيطه، وتطوير مواصفات نصوصه، وتطوير الخيال الخاص به، واللغة التي يكتب بها وثراء المفردات التي يملكها للوصول لكتابة جذابة تولد فضول لدى القراء من دور النشر والقائمين على تحكيم المسابقات الإبداعية. وتسهم العلاقات في تكوين الكاتب مهارات بناء علاقات إيجابية مع العاملين في الصناعة الأدبية والإبداعية بجميع مراحلها منذ البداية، أو مع زملائه في العمل الإبداعي في المنتصف، أو مع أصحاب رؤوس الأموال والعاملين في النشر والتوزيع للنصوص الإبداعية وأن يمتلك معرفة بالنظام الذي يحكم النشاط الإبداعي.
إن نجاح الكاتب يعتمد على معرفته بالنظام الذي يحكم النشاط الإبداعي الخاص به، وقدرة الكاتب على استثمار إبداعاته في تدوير تروس الصناعة التي يرتبط بها كصناعة النشر بما يضمن نفع الكاتب ونفع الصناعة الأدبية و مستثمريها، وأن يمتلك المهارات التي تتيح له أن يدخل في النظام الخاص بعالم الإبداع في محيطه الاجتماعي والوطني والإقليمي.
ومن المهم أن يهتم الكاتب بالبيئة الإبداعية من حوله، والتي تعتبر مهمة للكاتب عند محاولته الدخول في معركة الكتابة، ووجود البيئة الإبداعية يتعلق بتواجد مكثف للأدباء أصحاب التجارب المميزة. وتوفر المؤسسات الإبداعية التي تبني قدرات المبدعين في الكتابة الإبداعية، وتوفر القوانين والسياسات التي تحفز على الإبداع وتكرمه وتشجعه وترعاه، ووجود البنية التحتية التي تسهم في العملية الإبداعية كـ المسارح ودور السينما والمنصات الثقافية التي تتيح له التواصل المباشر مع الجمهور.وإن وجود الشخصيات المتخصصة في نقد الإبداع، واهتمام الإعلام بالمبدعين وتجاربهم والترويج لهم في محيطهم المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وتوفر البنية التحتية والتاريخية والمكانية لرفع مستوى خبرة الكاتب بالحدث الذي يقوم بكتابته ومن المهم للكاتب أن يعرف المؤثرين في تجربته الإبداعية فهو إنسان ذكي يصنع عالما من الأحداث بداخل النص ويخلق الأطماع والصراعات والشخصيات التي تحتوي على العنيد والطيب والشرير والذكي والغبي والجميلة والحنونة وكل ما يمكن أن يفكر فيه أي شخص حول صفات شخص آخر وبالتالي فهو يدرك مدى تنوع البشر واختلافاتهم في الرؤى والأفكار والطموحات والأحلام والرغبات والقدرات وهذا ما يجعله قادرا على فهم خريطة المؤثرين الخاصة به، وليسوا بالضرورة أفراد ولكنهم قد يكونون مؤسسات تعمل في محيط الكاتب ولها تأثير عليه.
ومن المهم للكاتب أن يدرك أهمية الاستشارة والعمل على استشارة نفسه وعائلته وأصدقائه وشركاه وداعميه في مشروعه حول موهبته، وتجربته الشخصية والإبداعية والإعلامية والممارسات الفضلى للاستفادة من كل ذلك، ومعرفته من خلال استشارتهم هل يقوم بتلبية الرغبات والحاجات والمكاسب الإنسانية والفكرية لجمهوره، وهل استطاع الوصول للقراء والجمهور الخاص به عبر إبداعاته أو عبر الإعلام، وهل استطاع حثهم على متابعته ودعمه وشراء منتجاته الإبداعية، وهل كانت مشاركاته في الفعاليات الأدبية أو الإعلامية مقنعة ومؤثرة ووجدت لها مؤمنين تتابعونها ويدعمون تحقيقها.
ومن المهم للكاتب أن يستثمر من حوله لإيصال تجربته الإبداعية للنجاح حتى لو كان يعتقد بأن النص الخاص به مبتكر فـ لدى كل شخص إضافة جيدة قد لا تكون خطرت بعقل الكاتب وفي المجمل فالكتب الجديدة هي اقتباس أو استعارة المفاهيم من كتب وأحداث قديمة ويتأثر الكتاب بما حدث، ويجب على كل كاتب ألا يخاف من قراءة بعض الكتب من أجل وضع مفهوم قصته وشخصياته وألا يشك في قدراته وأنه يستطيع الكتابة فكل ما يحتاجه الكاتب هو نفسه وتجاربه واستكشافاته وخوضه موضوعات يحبها ولديه فضول لفهمها وكتابتها في النص الخاص به فكل ما يكتب مهم وقد لا يكون له مكان في النص الحالي ولكنه سيجد طريقه ليكون في النص القادم ليكون الكاتب موجود حيثما تأخذه القصة والشخصيات والصراع.
إن نشاط الكاتب الذي يعاني من قلة القدرة على التواصل الإيجابي والمثمر على بناء قدراته وممارساته للوصول لمهارة اتصالية إنسانية وناجحة هو أهم طرق النجاح في تجربته الإبداعية، والكاتب القادر على تنمية قدراته على التواصل الإيجابي والمثمر والترحيب بمختلف وجهات النظر في مسيرته الإبداعية أو النصوص الخاصة به هو القادر على تعزيز علاقاته الإيجابية مع كل ما يحيط به من أصدقاء وعائلة والأدباء الآخرون من الجيل الخاص به أو من سبقه أو من يليه من الأجيال الإبداعية، وكذا تعزيز علاقاته مع الصحفيين الثقافيين والنقاد والمهتمين بالأدب ككل أو بتجربته الإبداعية بشكل خاص والمؤسسات الثقافية والأدبية والفنية والمدنية الحكومية منها وغير الحكومية والمحلية منها والدولية فكل علاقة من هذه العلاقات هي فرصة تساعده على نجاح النص الخاص به أو تساعده على تخطى الفشل في ترويج النص الذي انتهى منه، والحياة مع الآخرين هي الأساس.
إن الكتابة في نهاية الأمر شأن شخصي، ومن ثم وعند الخروج من العزلة الأدبية في خضم كتابة الكاتب للنص أو عند الخروج من قوقعة الفشل التي أصابت بالكاتب يجب عليه الرجوع للحياة الطبيعية مع كل من حوله والاستفادة من كل فكرة ورأي ونقد وقراءة للنص حتى يمكنه حينها إعادة قراءة النص والتحقق من السلبيات وتحليل التوصيات التي حصل عليها والبدء بإعادة الكتابة لتحقيق ما كان يخطط له فردود الفعل من أكثر من شخص يساعد كثيرا على رؤية النص من زوايا عديدة وبشكل جديد.ومن المهم للكاتب أن يدرك أن العلاقات الجيدة أساس النجاح مع أهمية عدم تعليق كل أسباب النجاح على هذه العلاقات فبعضها قد لا يقدم أي دعم لنجاح الكاتب بل بالعكس قد يكون عقبة في طريقه إلى النجاح، وبالتالي يجب أن تكون توقعات الكاتب من العلاقات عملية وموضوعية دائما.
إن الكاتب الذكي هو الذي يدرك حدود علاقاته في الوقت الحالي وكيف يمكنه استثمارها الآن لتطوير تجربته الإبداعية وتوسيع شبكة علاقاته للمستقبل، وهناك العديد من الكتاب الذين يخلقون تصورات إيجابية للنصوص الخاصة بهم دون النظر في شبكة علاقاتهم الحالية ودرجة تأثيرها على تجربتهم الإبداعية كي يصطدموا بالفشل الذي قد يؤدي لدى البعض منهم للتوقف عن الكتابة.
ويجب على الكاتب العمل بشكل دائم على تكوين خرائط تشكل العلاقات في حياته ابتداء من الكاتب نفسه فـ العائلة والأقارب والأصدقاء ومن ثم المعارف وحتى الوصول إلى المؤسسات الثقافية والأدبية المحيطة به وكل من يمكن أن يتعامل معه الكاتب في الوقت الحالي ومن ثم العمل على وضع خطط لتطوير شبكة العلاقات الخاصة به وتوسيعها والاستثمار فيها بكثافة لضمان نجاح تجربته الإبداعية في المستقبل. والكاتب الذكي هو من لا يكون متسلطا في علاقاته وأن يكون متعاونا مع الجميع. والسماح لهم بالتساؤل عن بعض الخيارات في النص ويستلهم من تفكيرهم وطريقة تفكيرهم بعض الأفكار للخروج بالنص جذابا ومثيرا فـ إحاطة النفس بالأشخاص الموهوبين يساعد الكاتب على الاستفادة منهم فلا يمكن لشخص واحد الإحاطة بالأفكار والمعلومات التي يكتب حولها.
ويتنوع أصحاب المصلحة المحيطين بالكاتب بحسب إبداعه ودرجة نشاطه ومعرفته عنهم وتفاعله معهم وقدرته على صنع علاقات عامة معهم والاستفادة منها، وفي التالي بعض أصحاب المصلحة مع الكتاب والمبدعين ومن المهم أن يكون الكاتب قادر على الحصول على الدعم والرعاية والحب والتشجيع وقد يكون وجود الكتابة كأولوية لدى بعض الكتاب دور في أن تصبح بوابة للمشكلات بين الكاتب وأسرته الذين يرغبون بالحصول على جزء من وقته ومشاعره مما يؤثر على تجربته الإبداعية التي يفترض أن تتمتع بالحب والدعم والرعاية وخصوصا من محيطه القريب كالأسرة والتي قد تعتقد أن الكتابة مشروع غير مجدي من الجانب المالي أو أن الكتابة تستهلك وقت الكاتب والذي يمكنه استعماله في المشاركة في تربية الأطفال أو المساعدة في أعمال البيت. وفي حياته ومشروعه الإبداعي يحتاج الكاتب الدعم من جانب الأسرة عبر تعريفهم بأهمية ما يقوم به والوصول معهم لتخطيط ذكي للوقت بحيث يحصلون على حقهم في الاهتمام دون أن يؤثر ذلك على الكتابة، وبالنسبة للأصدقاء والذي قد يعتبر البعض منهم الكتابة مسئولة عن فقدانهم صديقهم المقرب وتفاعله مع مغامراتهم السابقة والحالية.
ومن الممكن أن يكون للتخطيط للزمن دور في حصولهم على بعض الوقت من الكاتب لمشاركتهم الاهتمامات المشتركة بينهم كأصدقاء، ومحاولة إشراكهم في العمل الإبداعي من خلال طلب آراءهم حول فكرة النص وتطويره مما يخلق لديهم الإحساس بأنهم مشاركين في خلق النص وأنه جزء من تكوينهم فـ افتقاد الكاتب للدعم والرعاية والحب والتشجيع قد يدفعه إلى فقدان طاقته وقدرته على الكتابة والإبداع مما قد يجعل المجتمع الإنساني يخسر نصوص كان يمكنها أن تجعل من العالم أكثر جمالا وإبداعا وتنوعا.
وفي الحقيقة فقد توقف الكثير من الكتاب لهذا السبب دون غيره حيث أحبطت رؤية وآراء من حولهم من رغبتهم بالكتابة وإيمانهم بعدم جدوى ما يقومون به، ويجب على أي كاتب أن يعمل بكل جهده على عدم خسارة الملكة التي وهبها الله له بسبب أي رأي ممن حوله فهذه الملكة أو هذه النعمة هي قليلة التوافر وفقدان شخص يملك الموهبة في الكتابة هو فقدان لعوالم كانت لتصبح مكان لعيش آلاف الشخصيات ويستمتع بها الملايين من القراء.
وهناك أولا إدارة علاقة الكاتب بنفسه والتي يجب أن تكون علاقة إيجابية يعمل فيها الكاتب على حماية نفسه من الضغوط والمشاكل والمعوقات والأمراض الصحية الجسدية والنفسية وأن يعمل على التركيز على أي أخطار يمكن أن تهدد سلامته وأمنه بحيث يستطيع أن يستفيد الكاتب من نفسه لنفسه في نجاح كتاباته ونصوصه وتجربته ومشروعه الإبداعي وكما يقول المثال "العقل السليم في الجسم السليم" وبالتالي فسلامة الكاتب وجسده هو جزء مهم من سلامة عقله وبالتالي قدرته على الإبداع والكتابة وتحمل ضغوط الكتابة كأحد الأنشطة أو المواهب التي تحتاج الكثير من القوة والصبر وتحمل الضغوط.
وهناك إدارة علاقة الكاتب بأسرته، وتعتبر الأسرة من أهم الداعمين للكاتب في كتاباته وتجربته ومشروعه الإبداعي أن كانت إيجابية في تعاملها مع موهبة الكاتب وتعتبر في المقابل من أهم أسباب الفشل والرفض والتوقف عن التجربة والمشروع الإبداعي في حال كان تعاملها سلبي مع تجربة الكاتب الإبداعية وذلك لأن الأسرة هي المحيط الثاني الذي يحيط بالكاتب بعد المحيط الشخصي الخاص به ويعيش الكاتب في الأسرة ربما كل حياته الشخصية والإبداعية وبالتالي يتأثر الكاتب بنسبة كبيرة وربما تكون بنسبة 100 % من هذا المحيط الأسرى.
ويمكن أن يحصل الكاتب من الأسرة على الدعم والرعاية والتشجيع والإيمان والفخر وتوفير أسباب النجاح وتقليل أسباب الفشل في تجربة الكاتب الإبداعية وفي المقابل يمكن لشخصية الكاتب وتجربته الإبداعية وخصوصا إذا كانت التجربة ناجحة ومربحة أن يصبح أحد استثمارات الأسرة المالية ومورد مهم من موارد الأسرة المالية بالإضافة إلى أن الكاتب يمكن أن يصبح أحد أسباب فخر الأسرة بنفسها وبالكاتب الذي خرج منها وخصوصا أن التجارب الإبداعية المهمة تجد لها الرواج والفخر والشهرة والاحترام من كافة المجتمع المحلي وربما الوطني والإقليمي والعالمي وخصوصا في حال المواهب الإبداعية الفريدة فعليا وهناك إدارة علاقة الكاتب بأصدقائه وتعتبر الصداقة من الأسباب المهمة للغاية لنجاح الكاتب في نصوصه وتجربته ومشروعه الإبداعي فالأصدقاء هم سر نجاح أي كاتب وخصوصا أن كانوا داعمين له وتجربته ويحتاج الكاتب إلى الأصدقاء ليحظى بحياة صحية فالأصدقاء هم الملجأ الأهم للكاتب لمشاركة همومه ومشاكله وهم المعين الأهم لدفع الكاتب كي يتخطى تحدياته والصعوبات التي قد تواجهه ومن ناحية أخرى فهم مصدر من مصادر الإلهام الإبداعي للكاتب فـ تجاربهم وتجارب الكاتب معهم وقراءاتهم ونصائحهم وملاحظاتهم قد يكون لها أثر مهم في الهام الكاتب بالمفاهيم الرائعة والأفكار الجديدة التي تفيد نصوص الكاتب وتجربته ومشروعه الإبداعي.
وهناك إدارة علاقة الكاتب بأقرانه في العمل الإبداعي، بصفتهم من أهم أصحاب المصلحة الذين قد يحيطون بالكاتب وتجربته الإبداعية وهم الكتاب الآخرين الذين يمارسون الكتابة في نفس تخصص الكاتب الإبداعي أو التخصصات القريبة منه واللذين قد يتأثرون بتجربته الإبداعية خصوصا إذا تميزت بالفرادة والتجدد وقامت بخلق نظريات أو طرق جديدة في الكتابة الإبداعية وينسحب الأمر على الكتاب الذين عاشوا أو مارسوا تجربة أعمق وأكثر ثراء من تجربة الكاتب والذين قد يستفيدون من الكاتب حتى ولو كان في البدايات بصفته صوت جديد يضيف للشارع الأدبي قوة وشهرة وربما قراء جدد، أو أولئك الأدباء الجدد والذين يرغبون بوجود علاقات مع الكاتب وخصوصا إذا كانت تجربته الأدبية طويلة ومميزة وفريدة. ويفترض بالكاتب في علاقته مع الأقران والزملاء في العمل الإبداعي العمل على زيادة التفاعل بينه وبينهم من خلال التواصل معهم وحضور الأنشطة الثقافية الخاصة بهم ودعم تجربتهم الإبداعية وتحفيزهم للمزيد من الإبداع وتقديم النصح لهم دائما حول تطوير تجربتهم وكذا الإثراء من تجربتهم ودعمهم له ولمسيرته الإبداعية.
وهناك إدارة علاقة الكاتب بالمؤسسات الثقافية الحكومية وهي من أهم العلاقات التي قد تفيد الكاتب في مسيرته الإبداعي علاقته بالمؤسسات الثقافية الحكومية، وتبدو المؤسسات الثقافية الحكومية أو تلك المختلطة كـ وزارة الثقافة أو وسائل الإعلام الحكومي الإذاعي والتلفزيوني والصحفي والإلكتروني والنوادي أو التجمعات التي تتبع الحكومة من أصحاب المسلحة المحيطين بالكاتب والذي يشكل انتماء الكاتب لها دعم لموهبته واعتراف بها من قبل تلك الدولة وكذا تثري مشاركاته أنشطة هذه المؤسسات تجربتها وتكثف من عدد وحجم أنشطتها على المدى الطويل.
ويعتبر انتماء الكاتب لهذه المؤسسات تعزيزا لدورها الريادي والثقافي في الشارع الأدبي الذي تمارس فيه أنشطتها الثقافية كجزء من خطتها السياسية الإجمالية، ومن خلف المؤسسات الثقافية الحكومية تأتي علاقة الكاتب بمؤسسات الدولة جميعها وبشكل عام كواحدة من أهم العلاقات التي تسهم في نجاح الكاتب.
وتأتي الدولة كأهم أصحاب المصلحة في التعامل مع تجربة الكاتب الأدبية والتي يمكنها أن تستثمر وجود الكاتب أو المبدعين ضمن مواطنيها، وتقديم نفسها في المجتمع الدولي بصفتها الدولة الديمقراطية التي تدعم الإبداع والحرية وحرية التعبير للمواطنين ضمن سيادتها من خلال وضع سياسات خاصة بالحرية الإبداعية وحرية التعبير الخاصة بهم ودعم مسيرتهم الإبداعي.
إن المبدعين يشكلون مورد هام للدول عبر إبداعاتهم فالعديد من الدول وخصوصا الدول المنتجة للكتب الأدبية أو الدراما السينمائية والتلفزيونية والتي شكل فيها المبدعين رافدا لما يسمى بالصناعات الإبداعية وقد لا يكون الأدب والكتابة كل ما تحتويه كلمة الصناعات الإبداعية ولكنها تشكل جزء هام منه والأساس له في الحقيقة إذا افترضنا صحة تطور شكل النص الأدبي من الشكل النصي إلى الشكل الدرامي أو السينمائي أو الإذاعي أو القصص المصورة وغير ذلك من المنتجات التي تستقي من النصوص الأدبية للكتاب عدد كبير من المنتجات الناجحة والتي تحصد أموال مهمة للحكومات وجملة العاملين في الصناعة الإبداعية بشكل عام.
ومن جانب آخر فالحكومات تستفيد من الكتاب من مواطنيها في إعادة إحياء تاريخها الثقافي والسياسي والاجتماعي وتوثيق تجربتها الثقافية والسياسية والاجتماعية الحالية وتصور واستشراف مستقبل البلد في المجالات المذكورة وغيرها من المجالات من خلال الخيال الذي يتميز به الكتاب عن غيرهم من المبدعين في المجالات التكنولوجية والعلمية والرقمية، ومن المهم لأي سلطة عدم استعداء الكتاب والأدباء والمبدعين والتعامل معهم بشكل عنيف عبر التجريم والسجن والتعذيب والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء الذي تقوم به أغلب دول العالم الثالث.
وعلى مستويات أكثر قربا من الكاتب وموهبته ومنتجاته الإبداعية ومشروعه الإبداعي هناك أهمية لوجود علاقة للكاتب مع دور النشر والتي تعتبر من أصحاب المصلحة الأساسيين ضمن تجربة الكاتب الإبداعية وهم الأكثر أهمية بالنسبة له حتى ولو كان مشهورا ومقروء على مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية الإلكترونية وينشر كتب كاملة على موقعه الشخصي أو المواقع المتخصصة بنشر الكتب إلا أنه يضل الحلم الأكبر لكل كاتب أن تطبع تجربته الأدبية على الورق.
إن الكتاب يعتبرون أن النشر الإلكتروني هو مرحلة من مراحل الترويج لتجربتهم لحين الوصول إلى الكتاب الورقي مهما يكن الكتاب الورقي بالنسبة للقراء مكلف أو يحتاج للبحث عنه في رفوف المكتبات ومعارض الكتاب أو أن يكون من الكتب الممنوعة من الدخول لموطن بعض القراء إلا أن كل هذه الأسباب لا تعوض الكاتب عن الكتاب الورقي.
وفي مجال دور النشر كأصحاب مصلحة في التعامل مع تجربة الكاتب فإن دور النشر تزدهر أكثر مع قدرتها على اجتذاب أكثر الأصوات الأدبية فرادة وتميز بحيث يصبح بمقدورها البيع لمنتجاتها الإبداعية من الكتب الأدبية عبر الأسماء التي تتعامل معها. ومن الناحية الأخرى يستفيد الكاتب من دور النشر من خلال توثيق تجربته الأدبية وتعزيز نجاحها من خلال الوصول إلى القراء من مستفيدي تلك الدور وكذا فإن نشر كتاب ورقي بكل ما يحمله هذا النشاط من تكلفة على الكاتب أو دور النشر يعتبر إلى حد ما شهادة على جودة المنتج الأدبي الذي قام الكاتب بإبداعه.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع المؤسسات الراعية للمسابقات الإبداعية ويمكن اعتبار المؤسسات الراعية للمسابقات الإبداعية من أصحاب المصلحة المحيطين بالكاتب في مسيرته الإبداعية، وبالتالي يجب على الكاتب أن تكون له علاقة نشطة وإيجابية مع المؤسسات الراعية للمسابقات الإبداعية، وكما تحدثنا في السابق فإن النجاح في مسابقة ما يعتبر إعلان عن جودة النص الفائز والذي قد خضع لقراءات متعددة من خبراء أو متخصصين أو أشخاص لهم تجربتهم الإبداعية التي تؤهلهم للتحكيم على جودة النصوص. ومن جانب تتنوع المؤسسات الراعية للمسابقات الإبداعية ما بين محلية ووطنية وإقليمية وعالمية، وهناك تنوع في تخصصات هذه المؤسسات ما بين مؤسسات حكومية تهتم بالثقافة وتقدم جوائز وطنية، أو مؤسسات تجارية كـ شركات الاتصالات أو البنوك والتي تقدم مثل هذه الجوائز كجزء من مسئوليتها الاجتماعية أو كسياسة إعلانية.
وقد تكون مؤسسات تابعة لشخصيات ثقافية أو سياسية أو اجتماعية كبيرة تهتم بالإبداع وتعمل على تكريم المبدعين فـ المؤسسة الراعية للمسابقات تحصل على عائدات معنوية عالية من خلال معرفة الجمهور والمثقفين أيضا بأهمية اهتمامها بالمبدعين ودعمهم، وغالبا ما تكون الجوائز ممولة من مؤسسات تجارية أو شخصيات وطنية، وتستفيد المؤسسة الراعية للمسابقة من عملها عبر تنشيط كادرها الإداري وتمويل أنشطتها الإبداعية ومنها المسابقة الأدبية التي تقوم بتفعيلها.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية ويمكن الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني المحلية في محيط الكاتب المجتمعي وأهمية وجود علاقة إيجابية ونشطة للكاتب مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية والتي تدخل هذه السطور بصفتها جهة مهمة للغاية من أصحاب المصلحة من التجربة الإبداعية للكتاب في محيطها المحلي.
وتعتبر مؤسسات المجتمع المدني المحلية مستفيدة من وجود المبدعين والكتاب في محيطها الذي تعمل فيه لأنهم في أغلب الأحيان من المتفهمين لمدى أهمية وجود هذه المؤسسات في المجتمعات المحلية ومتفهمين للقضايا التي تعمل عليها ومساهمين في نجاحها حتى ولو كانت هذه القضايا لا تجد لها صدى جيدا لدى السلطات أو لا تجد لها فهما إيجابيا لدى المجتمعات.
ومن الناحية الثانية يشكل وجود الأدباء والمبدعين في محيط المؤسسات غير الحكومية المحلية ثراء في الموارد المحلية المتوفرة في المجتمع والتي يمكنها المشاركة في الترويج للقضايا التي تعمل عليها المؤسسات بالقصيدة الجيدة والقصة القصيرة المؤثرة والمسرحية الجماهيرية وغير ذلك من صنوف الإبداع. ومن ناحية أخرى يعتبر وجود المبدعين في محيط المؤسسة المحلية فرصة لمشاريع وأفكار جديدة قد تضمن للمؤسسة التمويلات والاستدامة في العمل كبناء قدرات المبدعين في تفاصيل القضية التي تعمل عليها هذه المؤسسة أو تلك أو الاستفادة من إبداعاتهم في مناصرة القضايا التي تعمل عليها.
إن مؤسسات المجتمع المدني لها الدور الأكبر في العمل لأجل الكتاب والأدباء واستثمار إبداعاتهم لأجل القضايا التي تعمل عليها هذه المؤسسات والتي تتخصص في أحيان كثيرة في قضايا الطفولة وحماية الأطفال من العنف والإساءة والإهمال والاستغلال أو في مجال مشاركة الأطفال السياسية والثقافية والاجتماعية والإبداعية، وبعضها يتخصص في مجال النساء وحمايتهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي والترويج لمشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وتتخصص مؤسسات أخريات في حرية الإعلام والحريات بشكل عام وحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الإنترنت، وبعضها متخصص في مجالات التدريب وبناء القدرات في قضايا محددة وبعضها متخصص في البحوث والدراسات والإصدارات التابعة لمشاريعها.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع المؤسسات الإقليمية والدولية وتدخل المؤسسات الإقليمية والدولية كأحد أصحاب المصلحة المحيطين بتجربة الكاتب الإبداعية، وتقع على الكاتب تفعيل علاقته مع المؤسسات الإقليمية والدولية وخصوصا تلك المهتمة بالإبداع أو بالتخصص الإبداعي الخاص بالكاتب.
وتهتم المؤسسات الإقليمية بالأدباء وبناء قدراتهم وحمايتهم من السلطات التسلطية في بلدانهم ويعتبر الأدباء هم الفئة المستهدفة الرئيسية لبعض هذه المؤسسات الإقليمية الثقافية أو التي لديها مساق ثقافي ضمن أنشطتها المختلفة في الإقليم وبالتالي تصبح عملية بناء قدرات الأدباء و مشاركتهم ودعمهم في تجربتهم الإبداعية وحمايتهم الشكل الرئيسي لأعمال هذه المنظمات والسبب الرئيسي لحصولها على التمويل من المانحين، ويستفيد الكتاب والمبدعين من هذه المنظمات الحصول على منح لتمويل أنشطتهم الثقافية في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى إدماج الأدباء والمبدعين في مشاريع حماية خارج بلدانهم عند تعرضهم للخطر بسبب من إبداعاتهم وكذا دعوتهم للمشاركة في أنشطة هذه المنظمات.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع وسائل الإعلام وتعتبر وسائل الإعلام المختلفة من أهم أصحاب المصلحة من تجربة الكاتب الأدبية من ناحية استثمار نجاح الأديب والكاتب في تغطية صفحات الصحف أو صفحات الإنترنت للمواقع الخاصة بهم أو ساعات البث في القنوات الفضائية والإذاعية بالمحتوى سواء عن تجربته الشخصية أو قصته الحياتية أو أفكار وشخصيات النصوص الخاصة به وما تدعو إليه من قيم أو عناوين الكتب التي يمكن مناقشتها مع الكاتب نفسه أو مع النقاد أو القراء.
ويجب على الكاتب العمل صناعة وتفعيل علاقته مع وسائل الإعلام، ومن الممكن ألا يكون هذه الأنشطة كثيرة في وسائل الإعلام في دول العالم الثالث ولكن هذا بسبب اكتساح الأخبار السياسية على الأخبار الثقافية في مثل هذه الدول التي ما زالت تعيش تحت جناح سياسييها وليس العيش بالشراكة مع كل مجتمعاتهم من مبدعين ومؤثرين في كل مناحي الحياة.
إن إدراك الكاتب لدور وسائل الإعلام في مشروعه الإبداعي مهم للغاية، ويمكنه ذلك عبر استثمار قصته الشخصية كموهبة فريدة أو النصوص التي يقدمها ومدى جودتها ورؤيته حول القضايا المجتمعية التي تحيط به لخدمة شهرته وتأثيره ونجاحه ونجاح مشروعه الإبداعي ككل وفي الحقيقة فلكل شخص بيئته الشخصية سواء كانت عادية أو إبداعية والإعلام بشتى أنواعه دائما ما يحاول الحصول على تلك القصص ليصل بها للجمهور.
ومن الممارسات الممتازة التي يمكن أن يقوم بها الكاتب هي العمل على استثمار وسائل الإعلام من حوله للتأثير في الحركة الإبداعية الخاصة به أو بالإبداع بشكل عام أو الحركات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتضمين الرسائل والقيم والحقائق والأفكار والمعلومات التي يحملها الكاتب كشخص أو ضمن إبداعاته ككل بحيث يجعل من الإعلام وسيلة تصل به إلى حواس وأفكار ومشاعر جمهوره ووصول الرسائل والمعلومات الخاصة بالكاتب بوضوح ومنطقية وموجهة لجمهوره والمهتمين بإبداعه، ونجاح مشروعه الإبداعي.
ومن المهم للكاتب في أي شأن من شئون الإبداع لضمان نجاحه العمل على تشجيع الإعلام ووسائله المختلفة على رعاية المشروع الإبداعي الخاص به، والعمل على مجموعة من الأنشطة التي تساعده في أهدافه، ومن ضمنها إعداد قائمة مفصلة بأسماء الصحف والمجلات ومحطات التلفزة والإذاعات المحلية، وكذلك أسماء الإعلاميين/ آت المؤثرين في مجتمعه المحلي والوطني، وترتيب لقاءات دورية معهم ومع وسائل الإعلام التي ينتمون إليها، ومشاركتهم المعلومات والبيانات الخاصة بالكاتب ومخرجاته الإبداعية إن وجدت أو أنشطته الإبداعية التي تحتفي بتلك المنتجات أو المخرجات أو تحن في بالكاتب بشكل خاص.
ومن المهارات الجيدة التي تساهم في صناعة نجاح الكاتب في أي شأن من شئون الإبداع هي قدرته على متابعة مخرجات مشروعه الإبداعي والتحري بخصوص مدى نجاحه ككاتب أو نجاح مشروعه الإبداعي ككل وهناك إدارة علاقة الكاتب مع شركات الإنتاج المرئي أو الإذاعي أو الدرامي في محيطه الاجتماعي ومع تطور الكتاب ونشره وترويجه يمكننا أن نتعرف على أصحاب المصلحة ذوي الأهمية غير مباشرة ولكن المهمة في تجربة الكاتب الأدبية وهي شركات الإنتاج السينمائي أو الإذاعي أو الدرامي التلفزيوني أو حتى على نطاق السينما المستقلة وصناع الفيديو الشباب ممن لا يتبعون بالضرورة المؤسسات الفنية الإنتاجية والتجارية المتخصصة ففي الغالب وعند نجاح النص على مستوى معين من الانتشار لدى الجمهور يشجع هذا النجاح الشركات لتحويل النص لنسخة مرئية سينمائية أو تلفزيونية أو سمعية إذاعية أو فيديو بسيط على قنوات الشباب من صناع الأفلام على منصات الأفلام على الإنترنت.
ويقع على الكاتب مسؤولية العمل على صنع واستثمار علاقاته مع شركات الإنتاج المرئي أو الإذاعي أو الدرامي في محيطه الاجتماعي أو خارج محيطه الاجتماعي في حال الإمكان للوصول بإبداعاته إلى مستفيدين جدد يستهلكون المنتجات المرئية أو الإذاعية بشكل أكبر من تلك المقروءة.
ومن الممكن عند نجاح أي نسخة أدبية أن يشجع هذا النجاح البقية على الاستثمار في النص ولذلك نجد بعض التجارب العربية التي تحولت إلى نصوص درامية تلفزيونية وتم العمل على تلخيصها في فيلم سينمائي ومن ثم إذاعي لاستثمار هذا النجاح للكتاب على الإنترنت الذي يفرض تأثيره على الواقع والكتاب الورقي والذي قد يفرض نجاحه تحويله إلى نسخ مرئية ومسموعة.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع القطاع الخاص وبالطبع فإن مثل هذه التجارب قليلة للغاية في دول العالم الثالث بعكس التجارب المشابهة في العالم الغربي والذي يكون هذا الاستثمار على أشده ويتسابق الكتاب وشركات الإنتاج على النصوص الناجحة مستثمرين إياها على أعلى نطاق.
ويبدو من المهم أن نذكر أحد أهم أصحاب المصلحة في التعامل مع تجربة المبدعين في الدول وهو القطاع الخاص كقطاع مهم بشكل فارق للمبدعين مما يدفع الكاتب إلى الاهتمام المطلق بصنع علاقة مع القطاع الخاص في محيطه الاجتماعي بشكل خاص ومحيطه الوطني أو الإقليمي أو الدولي بشكل عام فوجود المبدعين في أي دولة يعتبر مكسبا كبيرا للقطاع الخاص سواء العامل في الصناعات الإبداعية مثل دور النشر والصحف والمجلات الثقافية والمواقع الثقافية المتخصصة على الإنترنت أو الشركات التي تعمل في مجال الإنتاج كـ شركات إنتاج الموسيقى والأغاني وإنتاج الألبومات الغنائية أو تلك الشركات المتخصصة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والإذاعي والصحافة الأهلية أو الصحف المستقلة أو التجارية في الدولة والذي يعتبر المبدعين أهم السلع الخاصة بها والتي تبيع من خلالها منتجاتها المقروءة والمسموعة والمرئية وتربح من خلالهم.
إن المبدعين كـ منتجين يضمنون لهذه الشركات زيادة عدد المستهلكين لمنتجاتها وهذا بالنسبة للشركات الفنية أو الإبداعية التي يكون التعامل فيها بشكل مباشر مع المبدعين، ومن ناحية ثانية فإن القطاع الخاص بشكل عام يستفيدون من المبدعين والكتاب في العديد من المنتجات التسويقية الخاصة بهم أو بمنتجاتهم فالكثير من السلع تستعمل قصائد شعرية أو مشهد قصصي في إعلاناتها التجارية للسلع الخاصة بها ومن الممكن أيضا ليس فقط استعارة مثل هذه الأجزاء من المبدعين ولكن أيضا دعوتهم إلى إنتاج محتوى أدبي يخدم أفكار تسويقية جديدة خاصة بها.
وهناك الكثير من الشركات التجارية وخصوصا في مجال الاتصالات تستخدم وبكثافة هذه المنتجات الأدبية أو الشعرية أو حتى الاستعانة بالمبدعين في مجال الغناء أو التمثيل لتقديم السلع الخاصة بها على المستهلكين والتجارب كثيرة في هذا المجال. ومن ناحية أخرى يمكن للقطاع الخاص وخصوصا إذا كانت الدولة ديمقراطية وتنظر بعين الاحترام للمبدعين والأدباء والكتاب أن يقوم القطاع الخاص وكجزء من مسؤوليتها الاجتماعية بدعم نوادي القصة واتحادات الأدباء والكتاب ودعم الإصدارات الجديدة للكتاب المكرسين أو دعم الإصدارات الأولى للكتاب الجدد لإثراء الشارع الأدبي والإبداعي في الدولة التي يعمل فيها القطاع الخاص بأصوات إبداعية جديدة.
ويشكل دعم القطاع الخاص للتجارب الإبداعية للكتاب والأدباء والمبدعين بعامة أهم مكون في التجربة الأدبية والإبداعية بأي بلد من البلدان حيث يحتاج الإبداع إلى الدعم والرعاية وهذا يتوفر لدى القطاع الخاص بقوة ويحتاج أيضا الاستثمار في الإبداع وهذا هو عمل القطاع الخاص.
وهناك إدارة علاقة الكاتب مع المجتمع المحلي الخاص به ونصل هنا لأهم أصحاب المصلحة في التعامل مع تجربة الكتاب والأدباء في أي دولة في العالم وهم المجتمع المحلي الخاص به، والذي قد يتطور في بعض الأحيان إلى المجتمع الإقليمي للكاتب أو المجتمع العالمي كما في بعض الأدباء والمبدعين المشهورين على مستوى دولي ولديهم معجبيهم في كافة دول العالم. ويستدعي ما سبق من الكاتب أن تكون لديه علاقة مميزة وفريدة مع المجتمع المحلي الخاص به، ويستفيد مواطني الكاتب محليا أو قراءة على المستوى الإقليمي والدولي من الكاتب عن طريق الحصول على نصوصه الإبداعية والاستمتاع بها والتفاعل معها وتبادل أفكارها الإبداعية بينهم البين وتأثرهم بالقيم التي قد تدعو لها النصوص الخاصة بالكتاب كقيم الحق والخير والجمال وحقوق الإنسان والحريات الخاصة بالبشر. ومن الأهمية الإشارة إلى دور القصص والنصوص الأدبية في تلبية المعرفة المشتركة لدى المواطنين من ثقافات مختلفة ببعضها البعض والتخلص من بعض المفاهيم والصور المسبقة عن بعضها البعض ورؤية بعضها البعض كمجتمعات متشابهة تصارع من أجل قيم السلام والتحرر والرغبة في التخلص من الفقر والعنف والحروب ويستفيد أفراد المجتمعات التي تتابع الكاتب في كافة مستوياتها المحلية أو الإقليمية أو الدولية إن كان الكاتب قد وصل إلى هذا المستوى من منتجاته النصية عن طريق تحولها لمنتجات درامية مرئية ومسموعة ومقروءة وحصولهم على تغطيات كاشفة حول أفكار وقضايا ومفاهيم هذه النصوص ومعرفتها بشكل أعمق من خلال المعالجات المختلفة لها عبر كتاب آخرون مثل كتاب السيناريو للأفلام والمسلسلات التلفزيونية أو الإذاعية أو كتاب السيرة الذاتية المتابعين تجربة الكاتب الحياتية والإبداعية والعاملين في الصحافة الثقافية أو المواقع المتخصصة بالأدب والنصوص الأدبية والمبدعين في هذا المجال وهناك إدارة علاقة الكاتب مع العالم وكما تحدثنا عن علاقة الكاتب بمجتمعه المحلي فمن الممكن أن يصل الكاتب باسمه وإبداعاته إلى العالم بشكل عام مما يستدعي منه التفكير في توثيق علاقته مع العالم بشكل عام من خلال العديد من الأعمال أو الأفكار أو الإبداعات أو الأنشطة.