Thu,May 15 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة التفاوض

2025-04-27


إن قدرة الكاتب على إدارة التفاوض مع المهتمين أو داعمي الصناعات الإبداعية والأدبية من القدرات والمهارات التي لو توفرت لديه ستساعده على الاختيار السليم واتخاذ القرار الأجود لمستقبله الشخصي والإبداعي ومن هنا تنشأ حاجة الكاتب لقدرته على التفاوض، والالتزام في التفاوض على المخطط الذي قام بتصميمه وحدد أهدافه وقراراته مع المحيطين به.

إن نجاح الكاتب في التفاوض ينتج عن معرفته بمهاراته في حماية موهبته الأدبية من النقد والإحباط والوصول لصيغة مقبولة من الفائدة المشتركة في التفاوض وممارسة الكاتب حياته الشخصية بفعالية دون انتقاص لنشاطه الأدبي والإبداعي وتساعده للحصول على صفقات ناجحة لطباعة ونشر النصوص الخاصة به.

وتعتبر القدرة على التفاوض ضرورية وحتمية لكل البشر، وبالأخص لدى الكاتب، والتفاوض يقوم به كل شخص بشكل مباشر وغير مباشر في مجمل حياته كأحد أهم الحلول للمشكلات بطريقة مترابطة ومتناسقة وتقديم الرأي بالرأي والحجة بالحجة والدليل بالدليل، وتقييم وتكييف وعرض وتبادل وجهات النظر واستخدام كافة أساليب الإقناع أو فرضها للحفاظ على المصالح المشتركة والدفع باتجاه القيام بعمل معين أو الامتناع عن القيام بعمل معين، في إطار علاقة الارتباط بين الطرفين للحصول على منفعة ضمن مواقف تفاوضية ومواقف تقوم على الحركة والفعل ورد الفعل الإيجابي أو السلبي.

والتفاوض يعني ممارسة التأثير والتأثر بين الطرفين مع أهمية أن يكون لدى الطرفين قدرة كبيرة للتكيف والمواءمة مع المتغيرات والعوامل المحيطة بهم مع أهمية أن يكون هناك ترابط على المستوى الكلي لعناصر القضية التي يتم التفاوض بشأنها وبالتالي فاهتمام الكاتب بالموقف التفاوضي من جزيئات وعناصر، ودون أن يفقد أي من أجزائه أو معالمه، وأن يهتم بتوفر الاتساع الزماني والمكاني لعملية التفاوض. وللتعامل مع تعقيدات التفاوض ببراعة ونجاح يجب الإلمام بكافة مركبات العملية التفاوضية وخلفياتها وأبعادها، والبعد عن الغموض والشك حول التفاوض والعمل على البحث عن المعلومات والمعرفة، وربط التفاوض حول القضايا التي يتفاوض فيها الطرفين لمصالحهم وأهدافهم وأهداف عملية التفاوض نفسها الاتفاق بين الأطراف والامتناع عن أي عمل يضر بعملية التفاوض بينهم ويمكن للكاتب ومن يتفاوض معه والوسيط بينهما لأجل نجاح عملية التفاوض الإجابة على بعض الأسئلة من قبيل :

1.             من هي الأطراف المتفاوضة ومن ستتفاوض؟

2.             ما هي الأطراف الأخرى التي يمكنها المشاركة في العملية التفاوضية؟

3.             ما هي القضية أو المشكلة التي يتم التفاوض حولها؟

4.             ما هي أهداف كل طرف من التفاوض؟

5.             ما هي أهداف عملية التفاوض نفسها؟

6.             وجود القوة التفاوضية بين الكاتب والطرف الآخر وكيف يستثمر قوته في العملية التفاوضية؟

7.             ما هي المعلومات المتوفرة لدى كل طرف من أطراف التفاوض، وهل يملك الفريق التفاوضي أو الفرد المفاوض المعلومات التي تمكنه من الإجابة عن الأسئلة المهمة بالعملية التفاوضية؟

8.             من نحن ومن هو الطرف الآخر؟

9.             ماذا نريد أن نحقق من خلال العملية التفاوضية؟ كيف نستطيع تحقيق ما نريده؟

10.           ما هي الأهداف المرحلية وكيف يمكن أن ترتبط بالهدف الرئيسي وتخدم تحقيقه؟

11.           ما هي الأدوات والوسائل التي يمكن أن نستخدمها؟

12.           ما الدعم الذي نحتاجه وأين يمكن أن نجد هذا الدعم، وما هي القدرة التفاوضية والمهارات التي يمتلكها المفاوض أو الفريق المفاوض وكذلك الخبرة في موضوع التفاوض؟

13.           هل يوجد تجانس بين جميع أفراد التفاوض؟

14.           هل الفريق التفاوضي فعال وذا قدرة اتصال وتواصل عالية؟

15.           هل توجد رغبة حقيقية ومشتركة لدى أطراف العملية التفاوضية، لحل مشاكلها واقتناع جميع الأطراف بالمفاوضات كوسيلة للحل؟

16.           هل المناخ المحيط بعملية التفاوض مناسب لنجاحها؟

17.           ما هي أهمية القضية التفاوضية، وكيفية تداخل أطراف أكثر بالعملية؟

18.           هل يتم التفاوض في إطار من توازن المصالح والقوى بين أطراف التفاوض؟

وهناك بعض الشروط التي يجب على الكاتب في التفاوض أو الطرف الآخر ممن يتم التفاوض معه أن يلتزم بها لنجاح عملية التفاوض والعمل بجدية على كسب النقاط التفاوضية والحفاظ على المواقف والمبادئ والقيم، والتعامل مع الطرف الآخر بشكل جيد وملتزم وبهدوء، والتحلي بالأناقة والمظهر الأنيق، وعد استخدام جمل مسيئة أو عنصرية أو لا أخلاقية أو عدوانية، وعدم اليأس، والانجرار للضغوط أو المصالح الضيقة والالتزام بالهدف من المشاركة في عملية التفاوض، والتيقظ والملاحظة لكل ما يحدث في عملية التفاوض، وإبراز الإيجابية والشجاعة وتشجيع الآخر على المشاركة والتفكير باحتياج كل أطراف التفاوض وتجديد الأسلوب التفاوضي كي لا يتم التنبؤ بأفعال وقرارات ومواقف الكاتب ممن يخوض تفاوض لأجل تجربته أو مشروعه الإبداعي ككل ويفترض أن يكون الكاتب منفتح على التسوية والوصول للصيغة الناجحة والمفيدة لجميع الأطراف، ويحتاج الكاتب ليكون فاعلا وناجحا في التفاوض أن يكون منفتح على التسوية والوصول لصيغة ناجحة لمستقبله المعيشي والإبداعي.

ومن المهارات في التفاوض أن يكون للكاتب قدرة على الاستماع والفهم لـ تصورات وأفكار وآراء من حوله لإنتاج علاقة ناجحة لا تؤثر على موهبته وتجربته الإبداعية وأن يكون قابلا للحذف والتعديل على أولوياته ومخططاته وقراراته لما فيه صالح الجميع بمن فيهم هو وبما فيه صالح استمرار وتطور موهبته وتجربته الأدبية والإبداعية والاستمتاع بالتجربة سواء على مستوى العلاقات الاسرية والاجتماعية أو على مستوى الكتابة وممارسة الشغف الخاص به فكل دقيقة من حياة كل شخص هي مهمة وفرصة للاستمتاع بالحياة من حوله وممارسة ما يحب أن يقوم به مع الحفاظ على استقلاليته وحريته الشخصية والإبداعية بقدر الإمكان والمحاربة لأجلها قدر استطاعته.