Thu,May 15 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة الغضب والقلق والمشاعر والانفعالات السلبية

2025-04-27


قادر على إدارة الغضب

ويمر الكاتب في رحلته الإبداعية بالعديد من المنعطفات التي تجعله يدخل في نوبات من الغضب أو الحزن أو اليأس وبالتالي يجب عليه أن يبني مهاراته في إدارة الغضب حين يصيبه كي لا تصيبه النوبات الغاضبة بخسارة أشخاص مفيدين لتجربته ومشروعه الإبداعي أو خسارة قدرته على الإبداع بشكل جيد وخال من الانفعال والغضب السلبيان وإن الغضب عموما هو حالة انفعالية مرتبطة بإدراك الشخص بأنه تعرض للهجوم أو الإساءة وميول الشخص للرد على الإساءة بإساءة مقابلة. والغضب أيضا بأحاسيس داخلية أخرى قد تجعل الشخص يدرك تصرفات الآخرين، وكأنها إساءة مباشرة ومنها الخوف والشعور بالإهمال وعدم القبول. وتقوم إدارة الغضب على التقنيات التي يستخدمها الشخص الذي يعاني من مشكلة غضب مفرط أو عدم القدرة على التحكم بالغضب، والتي تهدف للتحكم بمسببات أو مثيرات الغضب والتقليل منها والحد من درجاتها والنتائج السلبية الناجمة عنها.

ويجب التعامل مع حالة الغضب باتزان، فو السماح لحالة الغضب بأن تعبر عن نفسها بطريقة صحية وايجابية، وتعلم مهارات التحكم بالغضب فالغضب إذا لم يجد منفذا لخروجه، فإنه يصيب الفرد بمرض أو أكثر من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفس- جسدية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن وغيرها الكثير.

ومن المهم للكاتب أن يعرف ما هي آليات إدارة الغضب من قبيل التعرف على مسببات ومثيرات مشاعر الغضب والتعرف على المواقف والأشخاص الذين يثيرون مشاعر الغضب وتفادي المواقف والأشخاص بقدر الإمكان، ومعرفة ما يفقده قدرته على التحكم بانفعالاته، والسيطرة عليها وتفحص مشاعره وأسباب الانفعال. وعلى الكاتب مراجعة بعض المواقف التي تثير غضبه وتفقده السيطرة، وتفحص الأسباب الدفينة وراء فقدانه للسيطرة، فقد تكون هذه المواقف دليل على وجود أسباب دفينة يصعب على الكاتب التحدث عنها لأنها قد تسبب الألم، وبعد التعرف على مثيرات الغضب.

وبعد فهم الأسباب التي تجعل هذه المثيرات تفقد الكاتب أعصابه يصبح أكثر جاهزية لتعلم أدوات إدارة الغضب، وتبني طرق التفكير الإيجابية والبدائل الايجابية لحل المشاكل ومواجهة المواقف الصعبة، ومواجهة المشاكل بذكاء وأفق واسعة، تصبح عملية حل المشاكل أسهل بكثير وأكثر فاعلية، والتراجع وضبط النفس قبل التصرف وتعلم مهارات خاصة بإدارة الغضب واكتشاف طريقة خلاقة خاصة به ككاتب أو مبدع للتعبير عن غضبه ومشاعره السلبية.

ويعتبر الإبداع وخصوصا في مجال الرسم أو الكتابة أو التمثيل فرصة للشخص بالتفريغ بشكل ايجابي، وتمنع تراكم المشاعر السلبية وسهولة إثارتها وفقدان السيطرة عليها، ويمكن التخلص من مشاعر الغضب والعدوانية من خلال ممارسة الرياضة بأنواعها.

ويمكن للكاتب تعلم مهارة التحكم في الغضب وتوجيه الطاقة، تحتاج إلى انضباط وتدريب كبيرين. يمكن أيضا تفريغ الغضب من خلال تمارين بسيطة كالركض أو المشي السريع بالإضافة إلى أن تعلم مهارة تأكيد الذات في التواصل مع الآخرين، وتعلم مهارة تأكيد الذات تسمح بالتعبير عن مشاعرك، دون تجريح الآخرين أو انتهاك حقوقهم تساعدان كثيرا على إدارة الغضب، ويمكن للتنفس العميق مساعدة الكاتب في التحكم بالانفعالات وتساعده على التأني في ردة الفعل، وإدراك الأمور بقالب أوسع وأكثر إيجابية، وتسهم في تعلم الكاتب مهارة التسامح كوسيلة لإدارة الغضب.

قادر على إدارة المشاعر السلبية

ومن أهم دلائل قدرة الكاتب على إدارته وتقديره الذات ألا يستسلم للمشاعر السلبية، وهناك الكثير من المشاعر السلبية التي من المهم أن يبتعد الكاتب عنها حتى لا تدفعه للتوقف عن الكتابة والتطوير لنفسه أو لتجربته الإبداعية أو النص الخاص به.

وعلى رأس المشاعر السلبية الارتباك والإحساس بالانهزام والخوف من الفشل والكسل والملل والرضا عن النفس والغرور واللامبالاة وعدم بذل جهود إضافية لتطوير النص، وفقدان الشغف والتحدي وأهمية الخروج من الصندوق والأفكار التقليدية وفقدان الرغبة بالاستكشاف والدهشة وإثارة الاهتمام وقلة التركيز وتشتت الانتباه في القضايا اليومية، والحصول على ملجأ يساعد الكاتب على القراءة والكتابة، ومحاربة عدم الاستعداد من خلال التسلح بالمعلومات التي تشكل التربة الأساسية للنص. ومن أهم دلائل قدرة الكاتب على تقديره الذات ألا يستسلم لليأس فـ العقبة الأصعب للكاتب هي دخوله في مرحلة الإشفاق على النفس أو الاقتناع بأنه فاشل ولا يستطيع الكتابة أو اعتباره الرفض بشكل شخصي وليس مهني أو الوقوع في محيط أشخاص يبررون له ويعززون الجانب الشخصي في رؤيته لرفض النص من قبل الآخرين ولا يقدمون له نصائح حقيقية تبني النص ليصبح مقبولا وقابلا للطباعة والنشر. وعندما يصاب الكاتب باليأس فهو يعزز من فرصته في الفشل مجددا في حال حاول الكتابة مرة أخرى أو أخيرة مما قد يجعله يتوقف عن الكتابة وهذا يجعل من العالم يخسر صوت إبداعي ربما كان سيضيف الكثير لعالم الأدب والإبداع.

قادر على إدارة الانفعالات

إن من الأهمية أن يكون الكاتب قادر على إدارة انفعالاته بشكل جيد حتى لا يكون لها تأثير سلبي على شخصيته وعلاقاته الأسرية والمجتمعية وأيضا على موهبته وإبداعاته وتجربته ومشروعه الإبداعي فـ الانفعالات جزء من حياة أي شخص في العالم وبعضها يكون بسيط وبعضها يكون قوي وكثيف وتسببه شتى المسببات في الحياة كرسالة أو نكتة أو زحام في الشارع أو مشاهدة فيلم أو الغضب من شيء لم يتم على الشكل المناسب ويفترض أن تكون كلها مسيطر عليها من قبل الكاتب بشكل إيجابي ومثمر ويعود عليه بالنفع.

وعلى الكاتب إدراك مشاعره وانفعالاته والإحساس بمشاعر وانفعالات الآخرين وقادر على تفهمها وتقبلها والتعامل الإيجابي معها، وقد يكون لعدم قدرة الكاتب على إدارة انفعالاته بالشكل المناسب وخصوصا السلبية منها دور في بعض الاضطرابات النفسية أو السلوكية التي يمكن أن تصيبه وخصوصا في حال كان الكاتب مرهف الحس أو حساس بشكل كبير للمؤثرات حوله وتؤثر فيه انطباعات أو آراء الآخرين عنه.

وقد تم الحديث في وقت سابق عن بعض الأنشطة أو الصدمات التي يمكن أن تصيب الكاتب بالانفعال كرفض النصوص الخاصة به أو فشلها في أن تحوز على الإعجاب والدعم والرعاية والطباعة والنشر وتحدثنا عندها عن أفضل الممارسات التي يمكن للكاتب العمل على تقبل الفشل أو الرفض واعتباره درجة نحو النجاح الحقيقي بعد الحصول على آراء الآخرين ومساعدته في كيفية تطوير موهبته الإبداعية والحصول على النجاح في التجارب اللاحقة.

ومع كل تلك الفقرات عن الفشل أو الرفض أو الخسارة فما يزال هناك العديد من الأساليب الضارة التي يمكن أن يقوم بها بعض المبدعين للتعبير عن انفعالاتهم السلبية أو الإيجابية.

وفي الحقيقة هناك الكثير في العالم من الموهوبين في الكتابة أو في أي مجال إبداعي يتميزون بالعديد من السلوكيات الغريبة والأشكال الانفعالية الغير معتادة والتي قد تتقبلها المجتمعات كجزء من الشكل العام للكاتب في أي شكل من أشكال الإبداع في مجتمعهم، ولكن تظل إدارة الانفعالات بشكل جيد سمة غالبة للكاتب الجيد ممن يسيطر على انفعالاته بشكل يفيده ويفيد موهبته وتجربته ومشروعه الإبداعي.

وقد يكون لدى بعض الكتاب أو المبدعين بعض الانفعالات العالية الحساسية ويتعاملون معها بأساليب ضارة تضر بشخصهم وبمن حولهم، وقد لا تظهر تلك الانفعالات أو السلوكيات إلا بعد فترات متباعدة ولكنها تدل على عدم قدرة الكاتب على إدارة انفعالاته بالشكل المناسب حيث ينسحب بعضهم عن الحياة العامة إما بسبب نجاحه المتعاظم ورغبته بالوحدة والبعد عن الأضواء أو بسبب الفشل المتكرر في حياته الإبداعية، وقد يمر بعضهم بالاكتئاب نتيجة تجربة فاشلة في حياته أو في إبداعاته وقد يمر بعض الكتاب المبدعين بممارسات انفعالية سلبية الشعور بالوحدة الشديدة، وسوء التفاهم، والغضب، وتشوه التفكير، والتنكر، وعدم الشعور بالرضا عن النفس، والشعور بالسوء والاستياء المستمر من النفس ومن الغير، والشعور بالخوف من المستقبل أو من رد فعل الآخرين عن إبداعات الكاتب أو المبدع، أو الدخول في ممارسات عنيفة ضد النفس أو الآخرين كالجروح وضرب النفس أو الآخرين أو المشاركات في جرائم وأعمال خطيرة على حياتهم.

وقد يتجه البعض من الكتاب أو المبدعين وخصوصا في المراحل الصعبة في حياتهم بتجربة التعاطي لبعض المواد الخطيرة أو المغيبة للعقل للهروب بعيدا عن الواقع إلى فسحة الأحلام بالنجاح والإبداع، وقد يتجه البعض منهم للبعد عن المجتمعات المحيطة بهم والعيش في عالمهم الإبداعي الخاص دون العمل مع محيطهم الأسري والاجتماعي على نجاحهم ونجاح تجربتهم ومشروعهم الإبداعي.

ومن الأدوات التي يمكن أن تساهم في إدارة الكاتب على انفعالاته السلبية أو الإيجابية وجعلها أدوات تساهم في نجاح موهبته وتجربته ومشروع الإبداعي أن يتميز بإرادة قوية قادرة على إدارة تلك المشاعر والسيطرة عليها والتفكير فيها قبل القيام بخطوة ناتجة عنها وخصوصا المشاعر السلبية كالغضب والحنق، ومحاولة تخفيفها وإعطاء النفس فرصة للتفكير فيها وطريقة التعامل معها عبر التفكير بشكل مستقل ووحيد أو استشارة بعض المحيطين بالكاتب ليحصل على النصيحة في طريقة التعامل مع تلك المشاعر القوية وخصوصا السلبية منها.

وقد يساعد الكاتب عند الحاجة إلى التفكير العميق حول بعض المشاعر وكيفية التعامل معها الخروج من البيت والمشي في الشارع أو تعاطي فنجان من القهوة في مقهى محبوب أو ممارسة عمل يدوي أو الخروج من التفكير في تلك المشاعر بتناول وجبة أو مشاهدة فيلم أو الاستحمام أم الدخول في نص إبداعي جديد أو التفكير بشكل إيجابي للكاتب عن مصادر قوته وسعادته ونجاحه، وربما يمكنه القيام بممارسة أي هواية يحبها كالكتابة أو الجري أو اللعب أو الاستماع للموسيقى وغيرها من شتى الأنشطة اليومية الاعتيادية للوصول للمرحلة التي يمكن فيها التركيز على المشاعر القوية تلك كالغضب أو الحنق أو الاكتئاب وغيرهن من المشاعر السلبية أو الإيجابية والتعامل معها بهدوء وبشكل مخطط.

قادر على إدارة القلق

من الممارسات السلبية التي يمكن للكاتب أن يقع فيها هو القلق على شخصيته وعلاقاته وأسرته ونصوصه وتجربته الإبداعية وبالتالي يجب على الكاتب لعمل على إدارة القلق الخاص به بشكل إيجابي مع الاحتفاظ ببعض القلق المفيد للحصول على الجودة والرضا في حياة الكاتب وتجربته الإبداعية وتعتبر الكتابة حسب المواصفات مفيدة في علاج القلق واختيار الزمان والمكان والشركاء المتعاونين ممن يساهمون إيجابيا في علاج القلق الخاص بالكاتب.

ومن المهم أن يعمل الكاتب على معرفة ما الذي يهتم به وما الذي يثيره وما الذي يقلقه ومعرفة طرق للحد من القلق ومعرفة أن القلق يضع كل شيء في حالة تغير مستمر ويلعب بمشاعر وأفكار وجسد الكاتب ومعرفة أن الكتابة والإنجاز يساعدان على علاج القلق كي لا يؤثر سلبيا على نفسية وعقلية وجسد الكاتب.

ومن المهم أن يعمل الكاتب على مواجهة مخاوفه ويتحلى بالمزيد من القوة والشجاعة وأن لا يقلق من ضياع إبداعاته أو سرقتها أو القلق من الملاحظات السلبية وأن يعمل على الإعداد لنصوصه وتجربته ومشروعه الإبداعي بشكل جيد يضمن النجاح ويخفف من القلق والتعاون مع العائلة والشركاء والأصدقاء والمؤسسات التي يعمل معها الكاتب لصالح تجربته الإبداعية لمعالجة أسباب القلق والعمل على إصلاح الأخطاء والتحرر من القيود الخاصة بالنص والتمكن من الحصول على المعلومات والمعرفة التي تتيح للكاتب العمل بثقة ودون قلق على نصوصه وتجربته ومشروعه الإبداعي.

وفي حال زيادة قلق الكاتب يمكن الاستعانة بالأطباء والمتخصصين الذين يمكنهم مساعدته في التخلص من القلق وليس فقط في تجربته الإبداعية ولكن أيضا في حياته ككل بكل ما تحتمله تلك الحياة من حوادث سعيدة أو حزينة ومحاولة الكاتب الوصول إلى الاحتراف.

إن المحترفين في تجاربهم الإبداعية وصلوا إلى مكانة من الخبرة تجعلهم قادرين على تخطي القلق وعدم إعطاءه ذلك القدر من الأهمية والتأثير على حياة الكاتب وأن وجود الغرض والحظ والخطة والفريق والموهبة يساعدون كثير في علاج أسباب القلق لدى الكاتب وكذا العمل على تفعيل الإجراءات الواقعية في حياته وتجربته الإبداعية والعمل على صناعة التنفيس والسلام والدقة والحساسية والأمل والطاقة والفخر والنشاط والإبداع والاتصال الفعال والبحوث الشاملة وتخصص الكاتب وحجم موهبته وتوفر الحماية في حياة الكاتب الإبداعية ويمكن للكاتب عند الحاجة الابتعاد عن العمل الإبداعي في حال احتياجه للابتعاد عن مواطن القلق لبعض الوقت ومن ثم العودة للكتابة عند الحاجة، وكذا العمل على عدم الإحباط والاستياء والتعب من صعوبة الكتابة والتجربة الإبداعية.

ومن المهم أن يبحث الكاتب عن نفسه وأن يكون أنانيا في حمايته لنفسه وإبداعاته وصحته وعلاقاته وعدم القلق من الغرف المظلمة والصفحات الفارغة والتجمعات السلبية والتطرف والتهديد والملاحظات والاقتراحات والإرشادات والقراءات السلبية والنقدية لنصوصه وتجربته الإبداعية وأن يعمل على الاهتمام بنفسه والقيام بعمل جيد في نهاية الأمر.

إن القلق يكثف من حجم التوتر والألم والفراغ والتحطم والإعاقة للكاتب ونصوصه وتجربته الإبداعية ويرتبط بكل أنشطة الكاتب الإبداعية من الحصول على الإلهام والفكرة والمفهوم إلى الكتابة والعصف الذهني وصناعة الخرائط إلى مرحلة إعادة الكتابة وتصحيح الأخطاء وصولا إلى مرحلة النشر والتوزيع والترويج والبيع وبالتالي يجب عليه العمل على إدارته بسرعة وبجودة وشمولية كي لا يؤثر عميقا في الكاتب والذي عليه معرفة أن القلق أمر طبيعي ولكن زيادته قد تؤثر عميقا فيه.

ويجب على الكاتب معالجة جميع الأمور عند حدوثها وأن يمضي بثقة في تجربته الإبداعية واستثمار القلق لجعل نصوصه أكثر جودة وزيادة نقاط قوته ومعالجة نقاط ضعفه والتخلص من الأعباء التي تزرع القلق ومعرفة أن القلق يجعل حياته أكثر صعوبة ومعاناة عن الوضع الطبيعي، وإن القلق هو التكلفة لعدم اليقين من النجاح والرفض والفشل وكلها أشياء يمكن التنبؤ بها ومعالجتها وأن يعمل الكاتب عند معالجة القلق على مسامحة نفسه ورفع وزن القلق من فوق كتفيه والإيمان بجودته واحترافية ومعرفة المكان والزمان والوصف والمواصفات التي تضمن نجاحه وتقلق القلق الذي يصيبه وتزيد من نسب التوزيع والقبول والرقي والإنجاز والنجومية والنجاح الخاص بالكاتب وتجربته الإبداعية.