Tue,Aug 26 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة التكيف والتوازن والتوتر والتسامح والمشاركة والمراقبة والتحليل وج
2025-04-27
قادر على إدارة التكيف
هناك نوعين من التكيف أولهما إيجابي وهو المتعلق بالتكيف مع ضغوط العمل الإبداعي وتفصيلاته وعدم الاستسلام لضغوط ومشاكل مثل هذا النوع من العمل، والجانب السلبي وهو التكيف في منطقة الأمان الإبداعي الخاص بالكاتب وعدم خروجه منها لمزيد من التفرد والإبداع وفي موضوع منطقة الأمان الإبداعي هناك العديد من الكتاب يفضلون المكوث فيها دون العمل على تطوير التجربة الأدبية لتصبح أجود وأكثر تنوعا وتأثيرا.
وعلى الكاتب عدم الوقوع في التكيف السلبي والعمل على التكيف الإيجابي الذي يساعده على توسيع علاقاته ليعظم استفادته لفائدة تجربته الإبداعية أن يعرف كيف يتكيف مع صعوبات العمل الإبداعي والتكيف مع الظروف المحيطة به بما فيها الصعوبات أو المعوقات التي يمكن أن تعترض طريقه وأن يكون قادر على التعامل معها بإيجابية واحترافية والعمل على تفريغ الطاقة السلبية التي يمكن أن يعاني منها وأن يتوقف عن التبرير ويعمل بشكل عملي وجاد على التخلص منها. وعلى الكاتب ألا يعمل على كبت الغضب بداخله تجاه تلك المعوقات أو الصعوبات أو أن يتهرب منها ويصرف انتباهه عن موهبته ومشروعه الإبداعي إلى مواضيع أقل أهمية بل يجب عليه في كل يوم إعادة النظر في المعوقات والصعوبات من حوله وتصميم حلول لها دون أن يخسر راحته واسترخائه وفكاهته وعلاقاته الإيجابية وأساليبه الإيجابية في التكيف لمواجهة تلك المعوقات والصعوبات.
قادر على إدارة التوازن
ومن المهم للكاتب أن يكون قادرا على خلق حياة متوازنة ما بين ساعات العمل والراحة والعائلة والأصدقاء والإبداع والساعات المخصصة لتحقيق مشروعه الإبداعي، وأن يعمل على أن يستمتع في تلك الساعات بشتى تنوعها فـ الكتابة والإبداع وظيفة مرهقة وتستهلك الكثير من الوقت والجهد والتركيز على ألا يكون للكتابة الإبداعية أو مشروعه الإبداعي تأثير سلبي على بقية أنشطة حياته.
ومن المهم أن يعمل الكاتب على خلق نمط الحياة المثالي له ولمن يعمل معه، وأن يقرر هو متى العمل، ومتى يعمل، وكيف يعمل، وكيف يطور مشروعه الإبداعي، وكيف يحقق أنشطته الإبداعية بيسر ونجاح، وأن يكون قادرا على أن يكون مدير نفسه ويخطط لحياته جميعها حتى لا تسيطر أحد عناصر تلك الحياة على بقية العناصر الأخرى وخصوصا الكتابة كمجهود تسلطي مسيطر على حياة وعقل وروح الكاتب.
قادر على إدارة التوتر
قد يعيش الكاتب في أي شأن من شئون الإبداع أجواء من التوتر بسبب طبيعة العمل الإبداعي وظروفه العملية والحياتية وبالتالي يحتاج الكاتب أن يكون قادرا وماهرا في إدارة التوتر ومعرفة مسببات التوتر والتخفيف من آثارها السلبية بهدف تحسين الأداء وجودة الحياة، وهناك عدة طرق لتصنيف مسببات التوتر وتصنيفها إلى أسباب خارجية وأسباب داخلية والخارجية منها هي تلك المتعلقة بأمور الحياة ومنها العمل، المسؤوليات العائلية، أحداث عامة أو خاصة، متغيرات حياتية إيجابية أو سلبية أمور مالية، مشاكل عاطفية.
وهناك أسباب داخلية تعتبر صفات شخصية محفزة للتوتر ومنها التشاؤم والتوقعات الغير واقعية وعدم القدرة على التعامل مع المجهول، والشعور بعدم الأمان والحديث السلبي الذاتي، والتصنيفات المفصلة لمسببات التوتر كالمسببات الانفعالية كالخوف أو القلق أو الرغبة بالكمال أو التشاؤم، وتلك المسببات العائلية المتعلقة بالتربية والتوقعات الخاصة بأفراد الأسرة من الكاتب أو المبدع.
وهناك المسببات الاجتماعية كـ الحفلات، والتحدث أمام الجمهور، وهناك المسببات الحياتية كـ التواجد في بيئة متغيرة أو غير أمنه أو الانتقال لمنزل جديد أو وظيفة جديدة أو إنجاب طفل جديد، ومنها المسببات المتعلقة بالعادات كالتدخين والكحول والمخدرات، والمتعلقة باتخاذ قرارات مهمة أو المسببات المتعلقة بالمخاوف كالخوف من الطائرات أو الأماكن المرتفعة أو بعض الحيوانات أو بعض الحشرات أو قلة الأكل أو قلة النوم أو بسبب التمارين أو الحمل أو الدورة الشهرية، و المتعلقة بالأمراض وخصوصا المزمنة منها والمسببات البيئية كالفيضانات والبراكين والعواصف أو تلك المتعلقة بالضجيج والتلوث أو الحرارة أو البرودة الشديدة. ويحتاج الكاتب في تلك الحالات تعلم تقنيات واستراتيجيات إدارة التوتر، ومعرفة نظريات إدارته فإدراك الكاتب لقدرته على التعامل معها أو وجود عدم اتزان بين المتطلبات والموارد المتاحة، وإدراك الكاتب لقدرته على التحمل والتعامل مع مسببات التوتر، وطبيعة تفاعله مع محيطه وأن يكون أكثر قدرة على التحكم بموارده المتاحة، وأكثر قدرة على التعامل مع مسببات التوتر، باعتبارها تحديات، والعمل على تصميم الاستراتيجيات التي تساعدهم على مجاراة هذه التحديات، وزيادة ثقتهم بأنفسهم فيما يتعلق بقدرتهم على إدارة مسببات التوتر في حياتهم.
قادر على إدارة التسامح
إن التسامح صفة شخصية مهمة، وهناك العديد من الأبحاث التي بحثت في النتائج الصحية للأشخاص الذين يتمتعون بصفة التسامح، وتمت بلورة هذه الصفة على شكل مهارة عملية تعرف بأنها «العملية التي يتخلص من خلالها الشخص من المشاعر السلبية المرتبطة بإساءة شخص ما».
إن التسامح لا يعني التصالح وإنما هو قرار شخصي بتحرير الذات من المشاعر المرتبطة بالإساءة، ويمر التسامح بعدة مراحل تسهم في نجاحه وأولها مرحلة الاكتشاف كمرحلة يمر فيها الكاتب بمشاعر سلبية كالألم والغضب والكره تجاه المعتدي، وتكون صعبة جدا على نفسيته، وبعدها مرحلة القرار وفيها يكتشف الكاتب أن التركيز على الموضوع، يتسبب له باستدامة المشاعر السلبية فيبدأ باتخاذ قرارات إيجابية باتجاه التسامح وتخطي أي مشاعر أو رغبات بالانتقام. ومن ثم تأتي مرحلة العمل وتعني تبني طرق جديدة لتفهم أن المعتدي شخص ممكن أن يكون نفسه ضحية، وأنه مجرد إنسان يخطئ كالآخرين، وقد لا تعني هذه المرحلة التصالح من الشخص أو إعادة دمجه في الحياة، ولكن تعني تفهم الأسباب التي قد تكون سببا في تصرفاته المسيئة، ومن ثم تأتي مرحلة النتيجة والتعمق وفي هذه المرحلة يدرك الكاتب أن مسامحته للمعتدي تعود عليه بانفراج نفسي، وقد يجد معنى جديدا للتجربة التي مر بها، فيصبح أكثر تعاطفا مع ذاته ومع الآخرين، وقادرا على المضي قدما في حياته دون أن تستحوذ أفكار أو مشاعر متعلقة بالإساءة بحيث تؤثر على نصوصه وتجربته ومشروعه الإبداعي.
قادر على إدارة جودة المحتوى
إن تركيز الكاتب على جودة المحتوى من الأدوات المساهمة في نجاحه، ويجب عليه الاهتمام بجدية في المحتوى الذي يقدمه للقراء ويرى أنه نص جدير بأن يضيف لتاريخه وتجربته الإبداعية ويسهم في نجاح الكاتب فالمحتوى الأدبي أو النص الأدبي الذي يقدمه الكاتب هو المنتج الرئيسي له الذي ينتظره الجمهور الأوسع كقراء وليسوا مهتمين في الغالب بتفاصيل إنتاج هذا المحتوى كـ الخطط والأهداف والرسائل والاستراتيجيات وغيرها مما يقوم به الكاتب عند كتابة النص وتسويقه وطباعته وإيصالها للقارئ كمستفيد نهائي
إن العمل الإبداعي صناعة كبيرة تحتاج العمل الجاد وتسلق السلم للوصول إلى النقطة التي يتعرف فيها الجمهور على المبدع، وما يفصل الناجحين عن الفاشلة هو المثابرة النقية والصلبة والمتواصلة، وتدفق الحماس والجهد والرغبة في تحقيق أهدافه، وأن يتميزوا بالمثابرة والعمل الشاق والموهبة والتضحية والتصميم وتشبيك العلاقات والتوقيت الجيد واستثمار الحظ وتأسيس شبكة اتصالات نافعة تخلق الفرص للنجاح.
قادر على إدارة المشاركة
في حياته الإبداعية يجب أن توجد لدى الكاتب الرغبة بالمشاركة كأداة من الأدوات المساهمة بفعالية في نجاحه الشخصي والإبداعي، يرتبط مفهوم المشاركة هنا مع المفهوم السابق المرتبط بالتشبيك فدون مشاركة الكاتب للمعلومات الخاص بتجربته الأدبية مع الأفراد والمؤسسات التي يرغب بالتفاعل معها والتشبيك معها لما فيه صالح تجربة الأدبية فلن ينجح بالضرورة في التشبيك.
إن الكاتب دون زخرفة إبداعية في تعريفه هو منتج يمشي على قدمين بالنسبة للمؤسسات التي تعيش على ما ينتجه من نصوص إبداعية تقوم بعضها بنشرها، وبعضها يقوم بطلب الدعم لنشرها، وهناك من يرغب بعمل تغطيات إعلامية عنه أو عن النصوص الخاصة به ليقوم بتعبئة أوراق الصحيفة الخاصة به لتباع ويستلم مرتبه من مبيعاتها، وكذا هناك من يرغب بعمل المقابلات التلفزيونية أو الصحفية أو الإذاعية مع الكاتب للحصول على معلومات حول هذه النصوص وتعبئة ساعات البث، والحصول على إعلانات وفي الواقع الصريح أو الوقح يمكننا القول إن جزء من راتب المذيع أو لنقول مرتبه لذلك اليوم الذي يقوم فيه بالمقابلة مع الكاتب يستلمه بسبب هذه المقابلة أصلى. وقس على ذلك كل ما يقوم به الكاتب الجميع من مقابلات إعلامية أو لقاءات مع أصحاب المصلحة من تجربته الإذاعية من مسئولين حكوميين أو رجال يعملون في القطاع الخاص أو النوادي الأدبية أو دور النشر وغير ذلك من أصحاب المصلحة.
إن كل هذا يعني أن الكاتب يحتاج أن يكون مشارك للمعلومات الخاصة به وتجربته الإبداعية معهم ومع الجمهور الخاص به.،ويمكن للكاتب مشاركة المعلومات الخاصة بتجربته الأدبية أو النصوص التي يكتبها أو مشاركة النصوص نفسها مع كل أصحاب المصلحة من خلال الإنترنت والتي تشكل وسيط باهر وفاعل في مشاركة المعلومات عبر الرسائل الإلكترونية لأصحاب المصلحة أو الشبكات الاجتماعية و صفحة الكاتب على الفيسبوك وتويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية للجمهور الخاص به بشكل عام والمهتمين به وتجربته الأدبية.
قادر على إدارة المراقبة
ومع كل نشاط أو منتج إبداعي يقدمه الكاتب يجب أن يكون لديه القدرة على المراقبة، ويحتاج الكاتب دائما لمراقبة ما يدور حوله من تأثيرات بسبب منه أو بسبب من تجربته الإبداعية أو بسبب النصوص الخاصة به والتي خرجت إلى العلن فهذه التأثيرات هي من تعطيه البيانات الخاصة بمدى نجاح تجربته الإبداعية وكيفية تطويرها ومعرفة الجوانب السلبية منها والتخطيط لتفاديها ومعرفة الجوانب الإيجابية منها وتعظيمها وتعظيم أثرها،
ومن المهم للكاتب أن يكون على معرفة تامة يومية ومستمرة لكل ما يكتب عنه من ناحية الجمهور العام والقراء وكذا ما يكتب عنه من جانب المهتمون بتجربته الإبداعية من صحفيين ونقاد أو ما تشاركه المؤسسات التي عملت معه عن تجربتها في مشاركته نجاحه الأدبي والإبداعي. ويمكن للإنترنت أن تكون ذات فائدة كبيرة حيث تتيح للكاتب الحصول على معظم ما يقال عنه عبر الصفحات الفردية أو المؤسسية من خلال يحث يومي صغير على الإنترنت ومعرفة آراء الجمهور حوله وحول تجربته الإبداعية. وفي الحقيقة لا ينصح الكثير من الأدباء القيام بهذا الفعل لأنه قد يشكل طاقة سلبية كبيرة على الكاتب في حال كانت المراقبة تجلب للكاتب ردود فعل سلبية ولكن في موضوع الكتابة كمشروع والتي يختص بها هذا الكتاب فإن المراقبة لما يقال على الكاتب على الإنترنت هو جزء لا يتجزأ من مشروع الكاتب والذي يعتبر تجربته الإبداعية مشروع متكامل يضم كل ما يضمه المشروع الحقيقي من مكونات وجزيئات وردود فعل متباينة.
قادر على إدارة التحليل
إن أي نشاط مراقبة ناتج عن نشاط الكاتب يحتاج إلى التحليل بالضرورة فلا فائدة من المراقبة وتجميع البيانات الخاصة بتجربة الكاتب الإبداعية ومن ثم التخلص منها دون قراءتها وتحليلها والتعرف على الجوانب السلبية والإيجابية منها وكيف يتقبل أصحاب المصلحة والجمهور بشكل عام تجربة الكاتب الأدبية والشخصية.
ويجب على الكاتب أن يمتلك مهارات وقدرة على التحليل تمكنه من تحليل هذه البيانات والتعرف على طرق تطوير تجربته الأدبية تبعا لما تم التعرف عليه من ردود الفعل المختلفة. وعموما فإن حصول الكاتب على البيانات التي حصل عليها من مراقبته للتأثير الخاص به في محيط الجمهور أو أصحاب المصلحة لن يكون ذو قيمة إذا لم يستثمره الكاتب في تقييم تجربته الإبداعية مما يعني أهمية وجود قدرة على التقييم لدى الكاتب لكي يعرف منها قصص الفشل أو قصص النجاح التي حصل عليها سواء بسبب نص على الإنترنت أو مقابلة خاصة به على أي وسيلة إعلامية ووضع خطط لتقليل حجم الضرر من الفشل، ووضع الخطط لاستثمار قصص النجاح في تجربته الأدبية والحياتية، ويساعد التقييم في إثراء الكاتب بالدروس المستفادة من التجارب السابقة ودرجة تفاعل الجميع ممن حوله معها والخروج بمعلومات وقرارات تفيد أو تطور من تجربته الإبداعية اللاحقة.