Thu,May 15 ,2025

قدرات الكاتب الناجح- قادر على إدارة مشروعه الإبداعي

2025-04-27


من المهم للكاتب أن يعمل على الكتابة بصفتها مشروع مخطط له وتعتبر من أولويات مهام ومسئوليات الكاتب عند العمل على الكتابة بصفتها مشروع مخطط له فالكثير من المبدعين يدخلون عالم الكتابة من بوابة الوجدان والانفعال ولا يستمروا في العمل الإبداعي لعدم قدرتهم على التفكير بالكتابة كمشروع مهم وقابل للإدارة والتنفيذ والنجاح ويجب على كل كاتب أن يكون مخططا ناجحا قبل أن يكون كاتبا ملهما ليستطيع الوصول لهدفه النهائي، وهو النجاح بإبداعه لدى المجتمع المحيط به والمجتمعات المجاورة، والعالم أجمع إن استطاع إلى ذلك سبيلا، وبالتالي يجب أن يعمل قبل الدخول في خضم نشاط الكتابة على وضع مخطط له غايات، وأهداف، وزمان، ومكان، ومستهدفين وتكاليف، وشركاء، ومخرجات تضمن عدم تحولها لعملية فوضوية ومحبطة للكاتب.

إن إنشاء مخطط للكتابة مهم للكاتب لمعرفة إلى أين يحتاج أن يذهب؟، وإلى أين تحتاج قصته أن تذهب؟، وكيف سيصل لنهاية النص بسهولة ويسر، وكيف ستكون الخطة مساعدة له في النجاح والخروج بنص أو قصة منسقة ومتماسكة ومقنعة وقائمة على مسارات عاطفية وحبكة قصصية وزخارف لغوية وحوارات شيقة وشخصيات متطورة وعلى الكاتب أن يكون قادر على التحري الإيجابي لصالح مشروعه الإبداعي. ويجب على الكاتب معرفة أنه كفء وقوي وماهر وذكي وقادر على التحرر من خوفه من الفشل أو عدم حب جمهوره له أو المنتجات الإبداعية والاحتفاء بها وبإنجازاتها، وأن يكون قادر على التحري عن بمدى تطور تجربته أو مشروعه الإبداعي.

وعلى الكاتب معرفة كيف أثرت تجربته على سلوكه وسلوك جمهوره من خلال التفاعل مع الأفكار التي يروج لها في إبداعاته وكيف استطاع التطور من خلال تجربته وأخطائه السابقة للوصول لمرحلة التفرد والنجاح بشكل شخصي أو إبداعي، ومقدار مساهمة الكاتب في تحسين أفكار وقدرات ومهارات جمهوره وتعريفهم بأشكال تفردهم وثقافتهم وعمقهم التاريخي ومصادر قوتهم وميزاتهم والتحديات التي يعيشونها والطرق الأفضل للتغلب على تلك التحديات، والإشارة لهم بالمستقبل المنتظر وكيف يمكنهم العيش بقوة وجدارة وسعادة وحب.

ومن المهم للكاتب أن يكون قادر على توفير الأموال التي يحتاجها مشروعه الإبداعي فـ توفير الأموال من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الكاتب فهي المهارة التي يقوم عليها نجاح الكاتب ومشروعه الإبداعي ككل لما للأموال من تأثير كبير في تنفيذ أنشطة الكاتب بدءا من الفكرة ومرورا بالعمل الإبداعي كالكتابة، وليس انتهاء بالشراكات والطباعة والتوزيع والترويج والتسويق واستثمار وسائل الإعلام واستخدام البيئة الرقمية لصالح المشروع الإبداعي الخاص بالكاتب. ويعتمد الحجم المطلوب من المال على عدة عوامل منها شخصية الكاتب، ومدى شهرته، وجودة أعماله، وحجم جمهوره، وتخصصه الإبداعي، وهل ما يقوم به ضمن تجربة إبداعية شخصية أو ضمن مشروع إبداعي، وهل يتضمن مشروعه الإبداعي فريق للعمل أو يتضمن حملات للتسويق أو التوزيع، وهل يتضمن خطط لأنشطة رقمية أو جماهيرية أو تسويقية أو تنفيذية، وما هو حجم المشروع الخاص به، وهل يستهدف المجتمع المحلي أو الوطني أو الإقليمي أو العالمي، وهل يحتاج مشروع الكاتب الإبداعي مقر أو مكان ومعدات مكتبية أو إلكترونية أو رقمية، ومن أين سيأتي الكاتب بالأموال في حال كانت تجربته الإبداعية شخصية، ومن أين يأتي بها في حال تجربته ضمن مشروع إبداعي مخطط له.

ومن المهم أن يعرف الكاتب ما يملك من مصادر شخصية أو عائلية للحصول على الأموال المطلوبة، وفي حال عدم كفايتها فهل يملك الكاتب الاسم والشهرة والتأثير للحصول عليها من مؤسسات حكومية أو غير حكومية محلية أو وطنية أو جمعيات أو شركات تجارية في مجتمعه المحلي أو الوطني أو حتى الوصول إلى مصادر إقليمية أو دولية تهتم بالكاتب ومشروعه الإبداعي وتقدم له الدعم اللازم لنجاحه وعلى نفس القدر من الأهمية على الكاتب أن يكون قادر على تشجيع المانحين على دعم مشروعه الإبداعي.

وفي حال عدم قدرة الكاتب على تمويل موهبته ومشروعه الإبداعي فمن المهم لضمان نجاحه في تشجيع المانحين على دعمه ورعاية المشروع الإبداعي الخاص به العمل على مجموعة من الأنشطة ومنها إعداد قائمة بأسماء الممولين المحليين و الإقليميين والدوليين ومجالات اهتماماتهم، مما يساعد الكاتب على التوجه مباشرة إلى الممولين المهتمين بموهبته أو بالتخصص الإبداعي الخاص به مما يزيد فرص الحصول على التمويل من خلال معرفته ما يلزم من الأموال لتنفيذ مشروعه بكافة احتياجاته وأنشطته، والعمل على تقديم مقترحات دعم الممولين ومتابعتها وضمان نجاح حصولها على التمويل.

ولأجل نجاح مشروعه الإبداعي على الكاتب أن يدرك دور وسائل الإعلام في مشروعه الإبداعي فإدراك الكاتب لدور وسائل الإعلام في مشروعه الإبداعي مهم للغاية، ويمكنه ذلك عبر استثمار قصته الشخصية كموهبة فريدة أو النصوص التي يقدمها ومدى جودتها ورؤيته حول القضايا المجتمعية التي تحيط به لخدمة شهرته وتأثيره ونجاحه ونجاح مشروعه الإبداعي ككل، وفي الحقيقة فلكل شخص بيئته الشخصية سواء كانت عادية أو إبداعية والإعلام بشتى أنواعه دائما ما يحاول الحصول على تلك القصص ليصل بها للجمهور.

وعلى الكاتب أن يستثمر النهم الإعلامي للقصص ليلقي الضوء على قصته وعلى النصوص التي يبدعها، وأن يملك الخطط المسبقة لكيفية وصول تلك القصص لوسائل الإعلام من حيث المحتوى والتوقيت والمناسبة الموازية وعدد مرات عرضها، وجعل الجمهور يعيش واقع وخيال الكاتب، ويتتبع تلك القصص والخيالات ويعيشها ويعيش معها.

 

ومن الممارسات الممتازة التي يمكن أن يقوم بها الكاتب هي العمل على استثمار وسائل الإعلام من حوله للتأثير في الحركة الإبداعية الخاصة به أو بالإبداع بشكل عام أو الحركات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتضمين الرسائل والقيم والحقائق والأفكار والمعلومات التي يحملها الكاتب كشخص أو ضمن إبداعاته ككل بحيث يجعل من الإعلام وسيلة تصل به إلى حواس وأفكار ومشاعر جمهوره ووصول الرسائل والمعلومات الخاصة بالكاتب بـ وضوح ومنطقية وموجهة لجمهوره والمهتمين بإبداعه، ونجاح مشروعه الإبداعي.

 ومن المهم للكاتب في أي شأن من شئون الإبداع لضمان نجاحه العمل على تشجيع الإعلام ووسائله المختلفة على رعاية المشروع الإبداعي الخاص به، والعمل على مجموعة من الأنشطة التي تساعده في أهدافه، ومن ضمنها إعداد قائمة مفصلة بأسماء الصحف والمجلات ومحطات التلفزة والإذاعات المحلية، وكذلك أسماء الإعلاميين/ آت المؤثرين في مجتمعه المحلي والوطني، وترتيب لقاءات دورية معهم ومع وسائل الإعلام التي ينتمون إليها، ومشاركتهم المعلومات والبيانات الخاصة بالكاتب ومخرجاته الإبداعية إن وجدت أو أنشطته الإبداعية التي تحتفي بتلك المنتجات أو المخرجات أو تحن في بالكاتب بشكل خاص.

ومن المهارات الجيدة التي تساهم في صناعة نجاح الكاتب في أي شأن من شئون الإبداع هي قدرته على متابعة مخرجاته الإبداعية ومخرجات مشروعه الإبداعي والتحري بخصوص مدى نجاحه ككاتب أو نجاح مشروعه الإبداعي ككل ومن المؤكد إن كان الكاتب يعمل على مشروع إبداعي خاص به أن يكون قادر على إدارة المشروع بطريقة ناجحة وفعالة وإيجابية وتصب في تعظيم شهرته ونجاحه وتطور إبداعاته.

وفي موضوع إدارة المشاريع هناك العديد من التفاصيل التي تتضمنها، ويجب عليه أن يكون على علم بها وقادر على تفعيلها وإدارتها بالشكل الملائم، وتبدو الكفاءة في إدارة فريق العمل في المشروع كواحدة من المهارات التي يجب على الكاتب التحلي بها بحيث يكون فريق العمل متحمس للعمل والتعلم ومواكبة الجديد في مجال المشروع مع أهمية أن يكونوا متخصصين في الأنشطة التي يقومون بها للخروج بنتائج مميزة تسهم في نجاح الكاتب ومشروعه الإبداعي، والسيطرة على كل أنشطة وعمليات المشروع الخاص به ونقصد بالسيطرة تلك المتعلقة بإدارة الفريق وإدارة الأموال وإدارة الأنشطة وجميع الأعمال التي يقوم بها الكاتب وفريقه ضمن المشروع.

ومن موضوع السيطرة يمكننا الحديث حول التحكم بالمشروع وأعماله الإدارية وهل لديه القدرة على التحكم الإداري بجميع تفاصيل مشروعه الإبداعي، وهل يملك الأفكار والمهارات التي تؤهله للتحكم بطريقة فعالة وإيجابية وديمقراطية وتصب في صالح مشروعه الإبداعي أم لا مما يوجب على الكاتب العمل على التفكير بطريقة مبتكرة للسيطرة والتحكم بكل تفاصيل مشروعه الإبداعي بكفاءة ويسر.

وعلى الكاتب لأجل نجاح مشروعه الإبداعي أن يضمن الاتساق بين أنشطة مشروعه الإبداعي فأول الشروط التي تساعد الكاتب على نجاح المشروع الخاص به هي أن يضمن الكاتب ضمن مشروعه الإبداعي الاتساق بين الأنشطة، ويعني أن تكون الخطط والخطوات التي يقوم بها الكاتب في طريقه للنجاح متسقة وتخدم رسالة أو غرض أو هدف واحدا وليست مشتتة بحيث يخدم كل نشاط يقوم به الكاتب هدف مختلف أو أن تكون هذه الخطوات أو هذه الأنشطة متنوعة الأدوات والتوجهات بحيث يكون أحدها إبداعي وآخر سياسي وعلى سبيل المثال فما دام الخطوة إبداعية فيجب أن يستمر الكاتب في استخدام أدوات الإبداع لصالح تحقيقها لتضيف للخطوة الثانية وتبني عليها، وهكذا للوصول للخطوة الأخيرة وأن يضمن تسلسل الأنشطة الخاصة بمشروعه الإبداعي فأي خطة أو خطوات عملية يفترض بها أن تمر بمرحلة من الأنشطة المتسلسلة للوصول إلى الهدف الذي من أجله تم اتخاذ تلك الخطوات.

وسيكون من الخطأ أن يبدأ الكاتب ضمن خطواته لتحقيق النجاح بتقييم النجاح وأثره قبل القيام بالأنشطة التي قادت إلى هذا النجاح أصلي فهناك التخطيط ومن ثم التنفيذ وبعد ذلك المراقبة ويليها التقييم للحصول على المعرفة بمدى نجاح الكاتب في خطواته أم لا، وهكذا يجب التركيز على أن الخطوات متسلسلة ومتتابعة.

وعلى الكاتب أن يضمن قابلية التحقق للأهداف الخاصة بمشروعه الإبداعي ويمكن الحديث عن قابلية التحقق للأهداف الخاصة بمشروع الكاتب الإبداعي كشرط مهم لنجاحه فلن يستطيع الكاتب سواء عمل على المستوى الفردي أو على المستوى المؤسسي من خلال مساعدة مؤسسات أو جماعات له في تحقيق خطواته نحو النجاح إذا كانت أهدافه أو غايته كبيرة جدا أو بعيدة أو حالمة للغاية أو صعبة التحقق.

وعلى الكاتب أن يكون واقعي في الحلم الذي يحلم به لكي يستطيع تحقيقه والاستفادة من النجاح عند تحقيقه ومن المهم للكاتب عند إدارة مشروعه الإبداعي العمل على تحديد الموقع الجغرافي لنشاطه الإبداعي ولكل كاتب منطقة يعمل فيها ويروج فيها إبداعاته وهناك كتاب محليون وآخرون إقليميين والبعض منهم عالميين.

ويجب على الكاتب تحديد الموقع الجغرافي الذي يجب العمل عليه ضمن الخطوات العملية التي يقوم بها للوصول إلى النجاح في تجربته الإبداعية بشكل واقعي يتناسب مع قيمته الأدبية ونطاق شهرته الجغرافي فنجاح الكاتب في تأصيل وغرس شهرته في المجتمع المحلي المحيط به يمكنه العمل على أهداف أوسع في النطاق الجغرافي تعمل على توسيع جغرافيا شهرته في أنشطة لاحقة.

وعلى نفس النسق يجب على الكاتب تحديد موعد زمني والالتزام به ضمن مشروعه الإبداعي ومن المعروف أن أي عمل مخطط ولا يكون محكوما بزمن ومواعيد نهائية هو عمل لا نهاية له وسيظل الكاتب وهو يعمل على أهدافه دون طرح موعد نهائي لها إما مماطل أو يعمل على تأجيلها لتصبح بعد حين إما قديمة وغير قابلة للتحقق أو تنسى في غبار المشغوليات التي يعيشها الكاتب على المستوى الإبداعي أو الحياتي.

ويجب على الكاتب النشط العمل على تحديد موعد زمني والالتزام به عند تنفيذه للخطوات التي تقوده إلى نجاح مشروعه الإبداعي والعمل على استثمار الموارد المتاحة فأي عمل يقوم به فرد أو مؤسسة هو نشاط يحتاج لموارد لتحقيقه وعلى مستوى الكاتب فإن العمل على استثمار الموارد المتاحة لديه هو تحقيق للخطوات العملية التي يمكنها أن تقوده إلى النجاح، وحتى ولو كانت الموارد قليلة فعلى الأقل يحتاج الكاتب تكاليف التواصل أو تكاليف المواصلات وتلك المتعلقة بالمراسلات وحتى تلك المتعلقة بالظهور بمظهر أنيق وجذاب على الإنترنت أو في المقابلات الشخصية مع الجمهور أو شخصيات بعينها فكل نشاط يقوم به الكاتب يحتاج موارد، ويفترض بالكاتب أن يعمل على توفيرها أو على الأقل استثمار الموارد المتاحة لديه إن كان جادا في الذهاب لتحقيق أهدافه.

ويجب على الكاتب العمل على التعرف على الجمهور الخاص به، وهم في الغالب من أصحاب المصلحة الذي تم التحدث عنهم سابقا، والجمهور المستهدف للكاتب ومشروعه الإبداعي مهم لنجاحه ويجب على الكاتب العمل على التعلم من مشروعه الإبداعي والتعامل مع عقباته وتوثيقه والاهتمام بعملياته والعمل على البحث عن مشاريع بأفكار جديدة وأن يتميز المشروع بالثقة الإبداعية.

ويجب أن يعمل الكاتب على اغتنام الفرص من حوله لنجاح مشروعه الإبداعي والاهتمام لكل تفاصيله وتعديله عند الحاجة والاهتمام بخطط المشروع واستراتيجياته والاستعداد وعدم الخوف من تنفيذه وعدم الإبطاء في تنفيذه وأن يختار المشروع المناسب له ولمنوعه الإبداعي وأن يعمل على توفير فريق العمل الخاص بمشروعه ويضمن حقوقه وحقوق فريقه. وعلى الكاتب البحث في طرق نجاح المشروع وضمان تحديد مكان وزمان المشروع وتفعيل طرق التواصل لضمان نجاح المشروع والبحث عن المعلومات ذات الفائدة للمشروع من منح ومسابقات وفرص ودورات وفرص بناء القدرات التي تساعد مشروع الكاتب الإبداعي على النجاح وتحقيق الحلم الخاص بالمشروع وتحديد تصميماته ورؤيته وأهدافه واحتمالاته وعلاقاته وتمويلاته وتعاوناته ومدخلاته ومخرجاته وتجاربه وطاقمه وخياراته وعروضه ومبيعاته وأدواته وشخصياته وأوضاعه وزمنه وحلفائه وأعداءه ومناصريه وبرامجه وأنشطته ومواطن قوته وضعفه واتصالاته وحواجزه ودوائره وأسباب نجاحه واستثماراته واستراتيجياته وجودته وشهرته والصعوبات والمخاطر المحتملة التي يمكن أن يواجهها المشروع وطرق إدارته وثقافة المشروع والمتغيرات من حوله والعوامل التي تؤثر فيه واعتباراته وميزانيته ومحتواه. وعلى الكاتب معرفة المشاريع المشابهة لمشروع الكاتب الإبداعي وطرق التنافس معها واحتمالات نجاح المشروع وحل مشكلات المشروع والتركيز على مهمة المشروع وأهدافه والتعامل بحكمة مع موارده المالية والبشرية والزمنية.

ومن المهم ألا يقوم الكاتب بتكديس عدة مشاريع في وقت واحد كي يتسنى له إدارة مشروعه الإبداعي بنجاح. ومن المهم للكاتب فهم طرق إدارة مشروعه الإبداعي وعدم التخبط في إداراته وأن يتحمل مسئولية نجاح وفشل المشروع وأن يخصص له الجهد والوقت اللازم في الدراسة والتخطيط والتنفيذ وإيجاد الأشخاص المناسبين للمشروع وعدم المكوث في حالة السكون والتمتع بالحماس والتحفيز والشجاعة والقدرة على العمل المرهق وتخطي الحواجز والعوائق وحل المشكلات والقيام بالاستجابة المطلوبة في الوقت المناسب.

 

ومن المهم للكاتب أيضا طلب المساعدة عند الاحتياج لها والتميز بـ الحماس والتحفيز وسعة الحيلة و إتقان الحرفة والاستمرار في إنشاء مواد جديدة ومثيرة طوال الوقت وإعادة التجميع وعدم إعلان الهزيمة والانتقال إلى مشروع جديد وتخصيص الوقت للتواصل والاجتماعات ومراعاة مشاريع الآخرين والتحلي بالمثابرة والقدرة على مواجهة الصعوبات والقدرة على صناعة الاتفاقيات والتميز بالانفتاح وعدم الغرور وإنشاء التعاقدات واحترام المواصفات الإبداعية. ومن المهم للكاتب صنع شبكة علاقات وصنع قوائم بموجهات الكتابة بمشروع الكاتب والاهتمام بمشاريع الكتابة الحالية والمستقبلية وضمان تدفق العصائر الإبداعية والتحلي بالصبر والخبرات والقراءات والتحلي بصفات الإبداع والاندماج والتجربة والثقة والحماس والإثارة وتحقيق الأهداف وضمان الانطباعات الأولى الجيدة والتميز بالفخر والقدرة على الاتصال الفعال.

ويجب على الكاتب تنمية القدرة على توفير المنح والتمويلات والعثور على الشكل المناسب لكتابات أو مشاريع الكاتب ومعرفة الفوائد لمشاريع الكتابة الشخصية وضمان جمال وجودة المشروع الإبداعي ووجود عينات كتابية رائعة ضمن المشروع الإبداعي والتحلي بالأمانة والتميز والالتزام والتحسن وحل المشكلات ومعرفة الأساسيات والرصيد السابق والقدرة على عرض المشروع الإبداعي أمام الآخرين بشكل جيد.

ومن جانب آخر يجب على الكاتب معرفة طرق التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني واختيار لمشروع الإبداعي الخاص بالكاتب بحكمة ووجود شغف خاص بالمشروع وعدم سرقة أفكار مشاريع الآخرين والاحتفاظ بمشاعر قوية تجاه المشروع الإبداعي وتقبل الملاحظات واختيار أفضل الطرق للتحضير لمشاريع الكاتب المستقبلية والعمل على ترتيب أولويات الكاتب وأولويات مشروعه الإبداعي مع تحقيق التوازن في حياته الشخصية والإبداعية وتفهم خصوصيات وعموميات مشاريع الكاتب والمحاولة بشكل متكرر لتقديم المنح والتمويلات والمسابقات والجوائز الإبداعية.

ومن المهم على الكاتب أن يوثق وينمي ويقوم بتفعيل علاقته بالشركاء ممن يساعدونه في نشاطه الإبداعي حتى يضمن مساعدتهم له للوصول إلى النجاح مما يستدعي من الكاتب أن يتعرف على كل الخدمات التي يجب أن يقدمها شركائه في العمل الإبداعي، وعلى سبيل المثال دور النشر ومن الخدمات المهمة التي يجب عليها القيام بها حماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالكاتب، وحماية حقوق المؤلف التي يجب أن يتمتع بها من خلال تسجيل النص الخاص به في المؤسسات الوطنية الخاصة بتسجيل الإبداعات الأدبية، والتسجيل الدولي في حال الإمكان لحماية النص من السرقة، و اهتمامها بالحصول على صفقة جيدة للكاتب ليحصل على المال الذي يمكنه من الاستمرار في الكتابة، والترويج للكتاب في المكتبات التي تقوم ببيع الكتب الأدبية والقصصية والعمل على نشر النص في المعارض الوطنية والإقليمية والدولية.

ومن الأفكار المهمة أن يعمل الكاتب على استثمار علاقة دار النشر الخاصة به أو التي يعمل معها بدور النشر العالمية والبحث في إمكانية ترجمة النص والوصول به للسوق الدولية، والعمل على مساعدة الكاتب على تعزيز علاقاته العامة مع بيوت الثقافة والمكتبات ووسائل الإعلام والقراء، والأهم من ذلك كله هو تقديم النصائح للكاتب ليصل في كتاباته القادمة مرحلة من الاحتراف والتميز تدفعه لمزيد من النجاح، وأن تكون علاقة الكاتب بناشره مثمرة وذات منفعة متبادلة وتبني حياة الكاتب المهنية. ومن الأدوات أو الشروط فائقة الأهمية التي تسهم في نجاح الكاتب ونجاح تجربته ومشروعه الإبداعي وضمان شكل من أشكال العمل المرتب والمتسلسل للحصول على النجاح عبر خطة محكمة من البداية إلى النهاية وهذا ما نقصده بأن تكون عملية الكتابة كمشروع، والذي قد لا يختلف كثيرا في خطواته وأنشطته عن المشاريع التنموية على الأقل على مستوى الخطة والخطوات التنفيذية.

إن أي مشروع يحتوي على قائمة تبدأ باسم المشروع ومقدمته والفئة المستهدفة منه والمكان الذي سيتم العمل فيه والزمن المخصص للقيام بهذا العمل وما هي المدخلات وما هي المخرجات وما هي الأهداف الخاصة بالكاتب، وما هي الغاية من كل هذا العمل أو بمعنى أدق ما هو الهدف الاستراتيجي الذي يحققه الكاتب من هذه الكتابة التي يقوم بها، وسيتم في باب متخصص الحديث عن الكتابة كمشروع يتضمن كل ما يحتاجه المشروع الحقيقي من تفاصيل وخطط للنجاح.

وما دام تم الحديث عن وجود مشروع فمن الأدوات أو الشروط المرتبطة بالمشروع وبالتالي المرتبطة بنجاح الكاتب ومشروعه الإبداعي هو وجود راعي أو ممول أو داعم. ويمكن للكاتب البحث عن الرعاة والداعمين والممولين المؤمنين بموهبته من الأفراد أو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخاصة التي تعمل في محيطه وتهتم بالإبداع أو البحث عن المؤسسات الإقليمية والدولية ومواقع التمويل الجماعي على الإنترنت إن أمكن، ويمكن للكاتب أو أسرته وأصدقائه وأقربائه وزملائه أن تكون داعمة للكاتب في مسيرته الإبداعية في البداية كما يمكن للكاتب الذهاب لوكالات المواهب التي تدعم الكتابات الجديدة أو المؤسسات الحكومية الثقافية التي تدعم الموهوبين.

ومن المهم أن يكون الكاتب قادر على التحري الإيجابي لصالح مشروعه الإبداعي، ومدى تطور تجربته أو مشروعه الإبداعي، وكيف أثرت تجربته على سلوكه وسلوك جمهوره من خلال التفاعل مع الأفكار التي يروج لها في إبداعاته وكيف استطاع التطور من خلال تجربته وأخطائه السابقة للوصول لمرحلة التفرد والنجاح بشكل شخصي أو إبداعي، ومقدار مساهمة الكاتب في تحسين أفكار وقدرات ومهارات جمهوره وتعريفهم بأشكال تفردهم وثقافتهم وعمقهم التاريخي ومصادر قوتهم وميزاتهم والتحديات التي يعيشونها والطرق الأفضل للتغلب على تلك التحديات، والإشارة لهم بالمستقبل المنتظر ويعتمد الحجم المطلوب من المال على عدة عوامل منها شخصية الكاتب، ومدى شهرته، وجودة أعماله، وحجم جمهوره، وتخصصه الإبداعي، وهل ما يقوم به ضمن تجربة إبداعية شخصية أو ضمن مشروع إبداعي، وهل يتضمن مشروعه الإبداعي فريق للعمل أو يتضمن حملات للتسويق أو التوزيع، وهل يتضمن خطط لأنشطة رقمية أو جماهيرية أو تسويقية أو تنفيذية، وما هو حجم المشروع الخاص به، وهل يستهدف المجتمع المحلي أو الوطني أو الإقليمي أو العالمي، وهل يحتاج مشروع الكاتب الإبداعي مقر أو مكان ومعدات مكتبية أو إلكترونية أو رقمية، ومن أين سيأتي الكاتب بالأموال في حال كانت تجربته الإبداعية شخصية، ومن أين يأتي بها في حال تجربته ضمن مشروع إبداعي مخطط له. ومن المهم أن يعرف الكاتب ما يملك من مصادر شخصية أو عائلية للحصول على الأموال المطلوبة، وفي حال عدم كفايتها فهل يملك الكاتب الاسم والشهرة والتأثير للحصول عليها من مؤسسات حكومية أو غير حكومية محلية أو وطنية أو جمعيات أو شركات تجارية في مجتمعه المحلي أو الوطني أو حتى الوصول إلى مصادر إقليمية أو دولية تهتم بالكاتب ومشروعه الإبداعي وتقدم له الدعم اللازم لنجاحه.

وعلى نفس الأهمية على الكاتب أن يدرك أهمية التشبيك فكما أن الأموال أو الإعلام أو الجمهور أو الشركاء أو المؤثرين أو الحلفاء بشكل عام في تجربة ومشروع الكاتب الإبداعي لها دور لا يستهان به فـ للتشبيك وانضمام الكاتب لشبكات إبداعية ناجحة ومؤثرة وإيجابية وداعمة له دور كبير في نجاحه. ولدراسة الاحتياج من عدمه يجب على الكاتب معرفة مفهوم التشبيك وما هي الشبكة الإبداعية التي يرغب بالانضمام إليها، وما هي الأسباب التي دعته للانضمام، ومستوى الانضمام الخاص به، وما هو حجم الشبكة ومن هي إدارتها، وما هي صفات القائمين عليها، وهل ستقوم تلك الشبكة بخدمة الكاتب والترويج لموهبته وإبداعاته ومنتجاته الإبداعية ومشروعه الإبداعي أم لا، وهل ستحميه الشبكة هو ومشروعه من الانتهاكات وتوفر له الدعم والرعاية، وهل لدى الشبكة برامج لبناء قدرات المبدعين في مجالات تخصصاتهم الإبداعية، وهل يستفيد منها الكاتب أم لا، وهل يحقق التشبيك بين الكاتب والشبكة أو الشبكات الإبداعية المحلية أو الوطنية أو الإقليمية أو الدولية مفاهيم الشراكة والتكامل والاندماج وتبادل المعارف والمهارات والمعلومات والبيانات والأفكار والمواضيع والاقتراحات بينهما أم أن الانضمام للشبكة لا يعدو كونه نشاطا وهميا لا يستحق العمل لأجله فعليا.

ويمكن الحديث عن التحالف كأهم الطرق التي تسهم في نجاح الكاتب ومشروعه الإبداعي فـ للحلفاء مساهمات في نجاح أو فشل الكاتب لما للتشبيك من دور مهم في التنسيق والتعاون بين الكاتب والمبدعين الأفراد الآخرين والمؤسسات الإبداعية والمهتمة بالإبداع لما فيه نجاحه ونجاح مشروعه الإبداعي مع أهمية أن يكون الانضمام لتلك الشبكات احتياج حقيقي للكاتب وتساهم في نجاحه ونجاح مشروعه الإبداعي. وعلى الكاتب أن يكون قادر على صناعة حلفاء يساهمون في نجاح مشروعه الإبداعي، والحلفاء بشكل عام هم الأفراد والجماعات والمؤسسات التي لها مصلحة مباشرة وغير مباشرة من مشروع الكاتب الإبداعي ويشاركون في صناعته ونجاحه من خلال تقديم الدعم والرعاية والحماية والعلاقات العامة الفاعلة والاتصالات الواسعة لأجل نجاح مشروع الكاتب، وخصوصا الحلفاء من أصحاب النقود وصناع القرار في المحيط الخاص بالكاتب، والخبراء في مجال الصناعات المرتبطة بموهبة الكاتب، والداعمين ورجال الإعلام والأعمال، ومدى قدرة الكاتب على اختيار الوسائل والأساليب التي تضمن تجمع الحلفاء من حوله ودعمه ودعم مشروعه الإبداعي ككل.  ومن المهم أن يدرك الكاتب احتياجات من حوله وشروطهم ومعاييرهم ودرجة تفاعلهم من منتجه الإبداعي فالكتابة ليست كل شيء في العملية الإبداعية فما أن ينتهي الكاتب من عزلته الإبداعية ويخرج للعالم من حوله حتى يصبح ملزما بإدراكه لاحتياجات من حوله وشروطهم ومعاييرهم ودرجة تفاعلهم من منتجه الإبداعي.

إن إدراك الكاتب القواعد والأنظمة واللوائح التي يعيش ضمن إطارها من أهم المعارف التي يجب أن يتميز بها الكاتب فـ إدراكه للقواعد والأنظمة واللوائح والسياسات التي تحكم نشاطه الإبداعي من البداية إلى النهاية واحترامها والعمل على أساسها وأن يستثمرها لصالح تجربته الإبداعية ويفترض بالكاتب أن يكون على معرفة وإدراك بالقواعد والأنظمة واللوائح والسياسات التي تنظم عمليات اختيار النصوص للطباعة والنشر والتوزيع لدى دور النشر التي يتعامل معها، ومن الجيد للكاتب أن يتعرف ويدرك القواعد والتقنيات التي تحكم عملية كتابته للنص الإبداعي وما هي المعايير التي قد تسهم في تصنيف النص كنص جيد وإبداعي من معايير وقواعد وتقنيات الكتابة الإبداعية أو تقنيات الرواية أو خصائص القصة القصيرة وغير ذلك من التقنيات التي تؤطر نشاط كتابة نص جيد وأن يضمن الاتساق بين أنشطة مشروعه الإبداعي.  ويعني ما سبق أن تكون الخطط والخطوات والأنشطة متنوعة و أن يستمر الكاتب في استخدام أدوات الإبداع لصالح تحقيقها لتضيف للخطوة الثانية وتبني عليها، وهكذا للوصول للخطوة الأخيرة وثاني تلك الشروط المهمة هو العمل على تسلسل الأنشطة الخاصة بمشروعه الإبداعي فأي خطة أو خطوات عملية يفترض بها أن تمر بمرحلة من الأنشطة المتسلسلة للوصول إلى الهدف الذي من أجله تم اتخاذ تلك الخطوات وبالتالي سيكون من الخطأ أن يبدأ الكاتب ضمن خطواته لتحقيق النجاح بتقييم النجاح وأثره قبل القيام بالأنشطة التي قادت إلى هذا النجاح أصلي فهناك التخطيط ومن ثم التنفيذ وبعد ذلك المراقبة ويليها التقييم للحصول على المعرفة بمدى نجاح الكاتب في خطواته أم لا، وهكذا يجب التركيز على أن الخطوات متسلسلة ومتتابعة وثالث الشروط أن يضمن قابلية التحقق للأهداف الخاصة بمشروعه الإبداعي ويمكن الحديث عن قابلية التحقق للأهداف الخاصة بمشروع الكاتب الإبداعي كشرط مهم لنجاحه فلن يستطيع الكاتب سواء عمل على المستوى الفردي أو على المستوى المؤسسي من خلال مساعدة مؤسسات أو جماعات له في تحقيق خطواته نحو النجاح إذا كانت أهدافه أو غايته كبيرة جدا أو بعيدة أو حالمة للغاية أو صعبة التحقق.

وعلى الكاتب أن يكون واقعي في الحلم الذي يحلم به لكي يستطيع تحقيقه والاستفادة من النجاح عند تحقيقه وتحديد موعد زمني والالتزام به. ومن المعروف أن أي عمل مخطط ولا يكون محكوما بزمن ومواعيد نهائية هو عمل لا نهاية له وسيظل الكاتب وهو يعمل على أهدافه دون طرح موعد نهائي لها إما مماطل أو يعمل على تأجيلها لتصبح بعد حين إما قديمة وغير قابلة للتحقق أو تنسى في غبار المشغوليات التي يعيشها الكاتب على المستوى الإبداعي أو الحياتي. ويجب على الكاتب النشط العمل على تحديد موعد زمني والالتزام به عند تنفيذه للخطوات التي تقوده إلى نجاح مشروعه الإبداعي واستثمار الموارد المتاحة وأن أي عمل يقوم به فرد أو مؤسسة هو نشاط يحتاج لموارد لتحقيقه، والعمل على استثمار الموارد المتاحة لديه هو تحقيق للخطوات العملية التي يمكنها أن تقوده إلى النجاح، وحتى ولو كانت الموارد قليلة فـ علي الأقل يحتاج الكاتب تكاليف التواصل أو تكاليف المواصلات وتلك المتعلقة بالمراسلات وحتى تلك المتعلقة بالظهور بمظهر أنيق وجذاب على الإنترنت أو في المقابلات الشخصية مع الجمهور أو شخصيات بعينها فكل نشاط يقوم به الكاتب يحتاج موارد، ويفترض بالكاتب أن يعمل على توفيرها أو على الأقل استثمار الموارد المتاحة لديه إن كان جادا في الذهاب لتحقيق أهدافه ويجب على الكاتب العمل على التعرف على الجمهور الخاص به، وهم في الغالب من أصحاب المصلحة الذي تم التحدث عنهم سابقا، والجمهور المستهدف للكاتب ومشروعه الإبداعي مهم لنجاحه، وأن يضمن تفاعل الجمهور المستهدف من إبداعاته ومنتجاته وتجربته ومشروعه الإبداعي. وفي هذه الفقرة سيتم تقديم أصحاب المصلحة من خلال أشكال تفاعلهم مع الكاتب وتجربته الإبداعية والأنشطة والخطوات العملية التي يقوم بها لتحقيق أهدافه في الشهرة والنجاح، وينقسم الجمهور في الغالب إلى ثلاث أقسام رئيسية تفاصيلها في التالي:

1.             الجمهور من المتفاعلين الإيجابيين مع تجربة وأنشطة الكاتب والذين يتابعون تحركاته ويشجعونه عليها ويقدمون له النصح والدعم والتحفيز وهم من يحتاج الكاتب دائما إلى الاستعانة بهم ومشاركتهم أفكاره وطلب مشاركتهم ومساعدته في تحقيق أهدافه الإبداعية.

2.             المحايدين من غير المتفاعلين مع تجربة وأنشطة الكاتب وهم في الغالب ممن لا تستهويهم الكتابة أو القراءة أو التجارب الأدبية والثقافية وهؤلاء يستحقون الكثير من الجهد لجذبهم باتجاه التفاعل الإيجابي مع الكاتب وتجربته الإبداعية.

3.             الجمهور من المتفاعلين السلبيون وهم من يقفون ضد "الكاتب إما بسبب كتاباته وعدم اتفاقهم حولها وإما بسبب طريقة حياته ورفضهم لها وإما بسبب طبيعة الأنشطة التي يقوم بتفعيلها للوصول إلى أهدافه وتعارضهم معها ومن المهم للكاتب محاولة الوصول معهم أن يكونوا متفاعلين إيجابيين مع القضية أو على الأقل تحييدهم عن التأثير السلبي على الهدف المنشود.

إن كل المفاهيم السابقة هي مهمة لتحقيق النجاح للكاتب والوصول به إلى تحقيق أهدافه أو مشروعة الشخصي وهي في الحقيقة مهمة لكل مشروع في أي زمن ومكان في العالم، وبالنسبة للإنترنت وما هي الأدوات التي يمكن للكاتب العمل عليها ليصل إلى تحقيق هدفه.

ومن الأفكار المهمة أن يعمل الكاتب على استثمار علاقة دار النشر الخاصة به أو التي يعمل معها بدور النشر العالمية والبحث في إمكانية ترجمة النص والوصول به للسوق الدولية، والعمل على مساعدة الكاتب على تعزيز علاقاته العامة مع بيوت الثقافة والمكتبات ووسائل الإعلام والقراء، والأهم من ذلك كله هو تقديم النصائح للكاتب ليصل في كتاباته القادمة مرحلة من الاحتراف والتميز تدفعه لمزيد من النجاح، وأن تكون علاقة الكاتب بناشره مثمرة وذات منفعة متبادلة وتبني حياة الكاتب المهنية.

ومن الأدوات أو الشروط فائقة الأهمية التي تسهم في نجاح الكاتب ونجاح تجربته ومشروعه الإبداعي، والمواضيع الذي تحدثنا عنها في السطور السابقة هو شكل من أشكال العمل المرتب والمتسلسل للحصول على النجاح عبر خطة محكمة من البداية إلى النهاية وهذا ما نقصده بأن تكون عملية الكتابة كمشروع، والذي قد لا يختلف كثيرا في خطواته وأنشطته عن المشاريع التنموية على الأقل على مستوى الخطط والخطوات التنفيذية.

إن أي مشروع يحتوي على قائمة تبدأ باسم المشروع ومقدمته والفئة المستهدفة منه والمكان الذي سيتم العمل فيه والزمن المخصص للقيام بهذا العمل وما هي المدخلات وما هي المخرجات وما هي الأهداف الخاصة بالكاتب، وما هي الغاية من كل هذا العمل أو بمعنى أدق ما هو الهدف الاستراتيجي الذي يحققه الكاتب من هذه الكتابة التي يقوم بها، وسيتم في باب متخصص الحديث عن الكتابة كمشروع يتضمن كل ما يحتاجه المشروع الحقيقي من تفاصيل وخطط للنجاح.

وما دام تم الحديث عن وجود مشروع فمن الأدوات أو الشروط المرتبطة بالمشروع وبالتالي المرتبطة بنجاح الكاتب ومشروعه الإبداعي هو وجود راعي أو ممول أو داعم.